مشاركة كبيرة بـ"مؤتمر العمل الإنساني" في الدوحة

من الجلسة الأولى "التعاون في مجال العمل الخيري : التحديات والفرص
من الجلسة الأولى للمؤتمر التي حملت عنوان "التعاون في مجال العمل الخيري.. التحديات والفرص" (الجزيرة نت)
شاهر الأحمد-الدوحة

احتضنت العاصمة القطرية
الدوحة الأحد أعمال مؤتمر العمل الإنساني بين الشرق والغرب، الذي تنظمه مؤسسة عيد الخيرية إلى جانب مؤسسات عمل خيري أخرى، وبمشاركة كبيرة من المنظمات الإنسانية المحلية والدولية.

ويهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون وبناء شراكات عمل ميدانية وتمويل للمشاريع الإنسانية وبناء السلام بين المنظمات الخيرية ذات الخلفيات والتوجهات المتباينة.

والمؤتمر -الذي يستمر حتى الغد- يناقش قضايا تخص العمل الخيري وتحدياته، في ظل الواقع العالمي وزيادة الأزمات، بالإضافة إلى تعزيز التعاون وبناء شراكات عمل ميدانية وتمويل للمشاريع الإنسانية وبناء السلام بين المنظمات الخيرية ذات الخلفيات والتوجهات المتباينة. 

ويركز المشاركون على أربعة محاور تدور حول التعاون في المجال الخيري بين التحديات والفرص، والحرب على الإرهاب والتصنيفات الدولية وأثرها على العمل الخيري، والتجارب السابقة والحالية ورسم الآفاق المستقبلية، وإطلاق أرضية إنسانية للعمل الخيري بجنيف".

السويدي: العمل الإنساني يمر بتحديات صعبة في ظل عالم تشابكت فيه القضايا وامتزجت فيه المشكلات (الجزيرة نت)
السويدي: العمل الإنساني يمر بتحديات صعبة في ظل عالم تشابكت فيه القضايا وامتزجت فيه المشكلات (الجزيرة نت)

تحديات صعبة
وقال رئيس المؤتمر علي السويدي في كلمة الافتتاح إن العمل الإنساني يمر بتحديات صعبة، في ظل عالم تشابكت فيه القضايا وامتزجت فيه المشكلات، ولم يعد العاملون في هذا المجال بمنأى عن تحديات هذا المجال الذي يزيد تعقيدا. 

وطالب بعمل شراكات بين المؤسسات الإنسانية المختلفة للعمل على تذليل العقبات التي تعوق تقديم المساعدات للفقراء. 

من جانبه، رأى رئيس الهلال الأحمر التركي كرم قنيك خلال كلمة له أن هذا المؤتمر يكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى المحاور والقضايا التي يبحثها والنتائج المرجوة، وأهمها بناء نظام تعاوني بين المنظمات الإنسانية في الشرق والغرب.

وطالب قنيك بتكاتف جهود المؤسسات الإنسانية في المنطقة العربية لأجل حلول حقيقة للأزمات التي تعاني منها الدول ذات الكوارث.

وفي كلمة له في المؤتمر، قال السفير هشام يوسف الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية في منظمة التعاون الإسلامي إن هذا المؤتمر تكمن أهميته في كونه يناقش قضايا ملحة العالم بحاجة لها.

وأكد أن العاملين في المجال الإنساني بحاجة ماسة إلى مثل هذه الحوارات لحل سوء الفهم وتذليل عقبات تواجه العاملين في المجال نفسه.

ودعا يوسف المشاركين في المؤتمر إلى طرح رؤيتهم لتطوير منظومة العمل الإنساني الدولي حتى تتمكن من القيام بدورها بفعالية أكبر في ظل هذا الحجم الكبير من الكوارث والأزمات، ولفت إلى أن العالم الإسلامي بحاجة إلى بلورة رؤية إستراتيجية لمستقبل منظومة العمل الإنساني الدولي ودور العالم الإسلامي فيها. 

الشيخة حصة قالت إن المؤتمر فريد من نوعه لتركيزه على بحث العلاقات والتفاعل والتآزر بين الشرق والغرب (الجزيرة نت)
الشيخة حصة قالت إن المؤتمر فريد من نوعه لتركيزه على بحث العلاقات والتفاعل والتآزر بين الشرق والغرب (الجزيرة نت)

التفاعل والتآزر
بدورها، قالت الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني المبعوث الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية للشؤون الإنسانية "إن ما يجعل هذا المؤتمر فريدا من نوعه هو موضوعاته التي تركز على بحث العلاقات والتفاعل والتآزر بين الشرق والغرب في ما يخص العمل الإنساني".

وأكدت خلال كلمة لها في المؤتمر أهمية بحث موضوع التنوع والاختلاف وإدراك دوره في إثراء العمل الإنساني بدلا من إعاقته. وقالت إن المطلوب إيجاد طرق لضمان أن يكون الاختلاف ميزة وليس عائقا أمام التعاون والتآزر في الخدمات الإنسانية. 

وفي حديث خاصة للجزيرة نت، قال رئيس المؤتمر علي السويدي إن هذا المؤتمر يعد الوحيد من نوعه على مستوى العالم بهذا الشكل الذي يجمع مؤسسات العمل الخيري من الشرق والغرب.

وأضاف أن عقد المؤتمر يأتي في وقت تزايدت فيه الضغوط على المنظمات الخيرية الإسلامية، فيعد فرصة لتجلية الصورة والحوار وبناء الجسور.

ولفت إلى وجود مشاركة كبيرة أكثر من المتوقع من قبل المؤسسات الغربية، وأضاف أن المشاركين إلى جانب ممثلين عن منظمات إنسانية، فهناك باحثون وأكاديميون وممثلون عن مؤسسات حكومية وممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية.

وأكد السويدي حرص المنظمين على إرسال مخرجات المؤتمر إلى مختلف الدول والمسؤولين، حتى تعم الفائدة. 

عزة كرم أكدت أهمية التنسيق في العمل الخيري مع الجهات الدينية (الجزيرة نت)
عزة كرم أكدت أهمية التنسيق في العمل الخيري مع الجهات الدينية (الجزيرة نت)

مؤتمر جامع
من جهتها، رأت المستشارة الثقافية في الأمم المتحدة الدكتورة عزة كرم أن المؤتمر يعد فريدا من نوعه، مشيرة إلى انعقاد مؤتمرات تخص مناطق محددة أو لذوي أيدلوجية معينة، لكن هذا المؤتمر يجمع تباينات عدة، ويركز على تجلية الصورة عن العمل الخيري الإسلامي المتهم في الغرب بتمويل الإرهاب.

وأكدت خلال حديث للجزيرة نت دعم الأمم المتحدة مثل هذه المؤتمرات، خاصة بما تقوم به من دور تجميعي وتبادل الخبرات وخدمة أوسع للإنسان. 

ولفتت الدكتورة عزة -وهي مشاركة في جلسات المؤتمر- إلى أن الأمم المتحدة من خلال دراسات وبحوث وجدت أن المؤسسات الدينية ممثلة بالمساجد والكنائس ومؤسسات العمل الخيري أكثر من يقدم المساعدة للناس في وقت الكوارث وأول الجهات التي يتم اللجوء إليها، مؤكدة أهمية التنسيق مع الجهات الدينية.

ويناقش المؤتمر خلال فترة انعقاده، في سبع جلسات يتحدث فيها خبراء ومتخصصون حول قضايا التحديات والفرص في التعاون بالمجال الخيري، والحرب على الإرهاب والتصنيفات الدولية وأثرها على العمل الخيري، والآفاق المستقبلية وإطلاق أرضية إنسانية للعمل الخيري.

المصدر : الجزيرة