مظاهرة في هولندا تنديدا بالعنصرية والإسلاموفوبيا

تظاهرة مناهضة للعنصرية في هولندا
تجمع المتظاهرين في ساحة دوكفارك بالعاصمة الهولندية أمستردام (الجزيرة)
نصر الدين الدجبي-أمستردام

لم تمض ثلاثة أيام على ظهور النتائج الأولية للانتخابات التشريعية في هولندا حتى خرج آلاف المتظاهرين في أمستردام من جديد لتحذير السياسيين في لاهاي من تنامى ظاهرة العنصرية والإسلاموفوبيا، بعد تفشي الشعبوية والشعارات السياسية والحملات الإعلامية التي تحرض على التفريق بين المواطنين.

ولم يثن المتظاهرين اليوم الممطر للخروج بالآلاف في مظاهرة جابت أمس السبت الشوارع الرئيسية في أمستردام، رافعة شعارات تندد بالعنصرية والتفرقة والتخويف من الأجانب.

وشارك في تنظيم المظاهرة -التي تتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنصرية الموافق ليوم 21 مارس/شباط من كل عام وفق المنظمين- أكثر من ثمانين مؤسسة حقوقية واجتماعية ونقابية وطلابية، وبلغ عدد المشاركين أكثر من 1500 متظاهر.

وهتف المتظاهرون منددين بالعنصرية، قائلين "لا للعنصرية، لا للفاشية" و"لا لخيرت.. نعم للأخضر" في إشارة إلى رفض خيرت فيلدرز ودعم توجه حزب الخضر المدافع على الأقليات والبيئة.

خطاب عنصري
ونبهت السيدة درازي عن "لجنة 21 مارس" المنظمة الرئيسية للمظاهرة بخطابها للمتظاهرين إلى أن سموما دست في البرامج الانتخابية لعدد من الأحزاب بالبرلمان، في إشارة إلى دعوة بعض الأحزاب المحسوبة على الاعتدال باقتصارهم في هوية هولندا على المسيحية واليهودية.

‪
‪"معا ضد العنصرية"‬
"معا ضد العنصرية" (الجزيرة)

وتابعت درازي أن رئيس الحكومة نفسه مارك روتي دعا في أحد خطاباته جزءا من المواطنين الهولنديين إلى حزم حقائبهم والمغادرة إن لم تعجبهم هولندا.

وحذرت من تصاعد مظاهر العنصرية والتفرقة بين المواطنين وظاهرة الإسلاموفوبيا والخوف من الأجانب في السنوات الأخيرة، قائلة "معا من أجل التصدي للعنصرية هو شعار المرحلة القادمة" وحذرت من أرقام مفزعة لتنامي العنصرية.

وكشف تقرير صادر عن مؤسسة "بلغ عن الإسلاموفوبيا" في هولندا تزايد نسبة رهاب الإسلام في السنوات الأخيرة نتيجة الأحداث التي شهدها العالم، والتي وصلت في بعض المراكز الإحصائية إلى 300%.

تكافؤ الفرص
من جانبه، دعا هان بوشكر عن المنظمات العمالية -في كلمته أثناء المظاهرة في ساحة دوكفاكر بأمستردام- إلى توجه منظمته العمالية لخلق آلية جديدة للمساواة في حظوظ الشغل بين المواطنين.

وقال بوشكر إن "جون ومحمد ليس لهما نفس الحظوظ في العمل لاختلاف لون بشرتيهما أو لخلفيتيهما الدينية".

‪
‪"لا لخيرت (فيلدرز) نعم للأخضر"‬ "لا لخيرت (فيلدرز) نعم للأخضر" (الجزيرة)

وذكر في حديث للجزيرة نت أن "النقابات تسعى إلى استحداث قانون يخفي الأسماء حتى يتساوى الكل ويكون الاختيار للكفاءة وليس للعرق أو اللون".

أما عثمان يونس عن مؤسسة "نحن باقون هنا" فقد تحدث نيابة عن اللاجئين، وطالب بمساواتهم ببقية المواطنين، قائلا "اللاجئ مواطن يطمح لأن ينال حظوظه في الحياة مثل أي شاب في عمره".

وتابع بأن الكثير من اللاجئين يعيشون مآسي إنسانية وقانونية، في حين أن الساسة في لاهاي منشغلون بحملاتهم الانتخابية.

وقالت مونكا القادمة من جنوب هولندا للجزيرة نت إنها قطعت أكثر من مئتي كيلومتر للوصول لأمستردام للمشاركة، مؤكدة "جئت هنا لأقول كفاية" قبل أن تضيف "قدمتُ مع عدد من الطلبة لدعم ومساندة زميلات مسلمات محجبات يعانين من المضايقات".

كما أكدت ملاك (من أصول تركية) أنها تعرضت لمضايقات في سوق العمل بسبب حجابها، وأنها جاءت بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنصرية لتقول إن هذا الداء يعيش داخل المجتمع الهولندي، وإن بشكل مقنّع.

المصدر : الجزيرة