انتهاء المرحلة الأولى من معركة المعارضة بدرعا

انتهاء المراحل الأولى من معركة الموت ولا المذلة
من آثار المعارك المتواصلة في حي المنشية بدرعا (الجزيرة)

منتصر أبو نبوت-درعا

أيام عدة من المعارك العنيفة بين فصائل المعارضة السورية المنضوية في غرفة عمليات "البنيان المرصوص" وبين جيش النظام السوري المدعوم بمليشيات أجنبية موالية له، كانت كافية للمعارضة للتقدم داخل حي المنشية الإستراتيجي في مدينة درعا، والسيطرة على كتلة أبنية النجار وعدة حواجز هامة كانت تشكل خط الدفاع الأول للنظام السوري داخل الحي.

وصفت المعارضة معارك الأيام السبعة الماضية بالمرحلتين الأولى والثانية، حيث تكبد النظام السوري خسائر بشرية كبيرة، وقال الناطق باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص أبو شيماء إنهم أنجزوا المرحلتين الأولى والثانية من المعركة بأكثر مما كان متوقعا، فالمعركة تم تقسيمها إلى مراحل، وكل مرحلة يتم التعامل معها حسب المعطيات والتطورات، وأنهم انتقلوا مؤخرا إلى المرحلة الثانية.

وأضاف أبو شيماء أن المعركة ليست سهلة، خاصةً أن النظام يتحصن في حي المنشية منذ أربع سنوات ويستخدم أنفاقا كان قد حفرها تحت الأرض ليتنقل بين مواقعه، لافتا إلى أنهم استطاعوا رصد معظم هذه الأنفاق وتمكنوا من التوغل، ومؤكدا أنهم سيسيطرون على كامل حي المنشية.

‪أحياء المعارضة في درعا باتت منكوبة بسبب القصف الجوي‬ (الجزيرة)
‪أحياء المعارضة في درعا باتت منكوبة بسبب القصف الجوي‬ (الجزيرة)

انطلاق المعركة
لم تكن فصائل غرفة عمليات البنيان المرصوص تنوي إعلان معركة في مدينة درعا التزاما بوقف إطلاق النار الذي من المفروض أن يكون ساريا في عموم سوريا، لكن معركتها في المنشية جاءت ردا على محاولات متكررة من النظام للسيطرة على معبر درعا القديم، فأعلنت معركة "الموت ولا المذلة" لصد الهجوم على الحي، بحسب ما قالته المعارضة.

وكانت جهات عدة وجهت انتقادات كبيرة لـ"ضغط أردني" على فصائل الجيش الحر في جنوب سوريا لنهيها عن خوض معارك ضد النظام السوري منذ منتصف العام الماضي، ومع انطلاق معركة درعا زاد الحديث عن ضغوط تتعرض لها غرفة عمليات "البنيان المرصوص" لإيقاف المعركة، وهو ما نفاه الناطق قائلا "لم تتواصل أي جهة أردنية رسمية مع قيادة غرفة العمليات للتوقف عن المعركة، والمعركة بدأت أساسا كرد على هجوم مليشيات تابعة لقوات النظام على مواقعنا".

وتكمن أهمية معركة "الموت ولا المذلة" في انطلاقها من مركز مدينة درعا، إضافة إلى كونها أول مواجهة بين المعارضة والنظام بعد سيطرة الأخير على مدينة حلب، الأمر الذي أعاد زخما للثورة لما لدرعا من مكانة خاصة كونها أول منطقة شهدت مظاهرات كبرى.

وقال المسؤول في مؤسسة نبأ الإعلامية إسماعيل المسالمة إن معركة "الموت ولا المذلة" جددت روح الثورة وأعادت الثقة إلى درعا من جديد، والآن بات بإمكان المعارضة الذهاب إلى مفاوضات جنيف ومعها أوراق ضغط تمكنها من فرض شروط تتناسب مع أهداف الثورة وتطلعات الشعب السوري.

المصدر : الجزيرة