أمل العودة.. حلم يجمع السوريين في الأردن

مخيم الركبان٢.

هديل صديق-عمان

يستقبل اللاجئون السوريون عام شتات خامس في ظل ظروف إنسانية صعبة في بلدان اللجوء، وفي الأردن يعيش أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ سوري أوضاعا مأساوية بعد تخلي المجتمع الدولي عنهم.

ويتوزع هؤلاء على محافظات عديدة كالمفرق وإربد إضافة إلى العاصمة عمان، ولكل عائلة سورية لاجئة حكاية ألم ومعاناة وفراق، لكن ثمة أمل يجمعهم بالعودة إلى بلدهم.

مأساة السوريين تبدو أكبر خلف الحدود الأردنية السورية في مخيمي الركبان والحدلات اللذين يقطنهما أكثر من مئة ألف عالق وسط أوضاع صعبة ونقص حاد في الغذاء والدواء.

وتفرض السلطات الأردنية طوقا أمنيا مشددا على حدودها، إذ لا تسمح بدخول العالقين من السوريين إلا في الحالات الصحية الطارئة التي تستدعي تقديم العلاج لهم في المراكز الطبية الحدودية.

وكان الأردن أعلن عن إغلاق حدوده العام الماضي بعد استهداف تنظيم الدولة الإسلامية عبر مخيم الركبان نقطة عسكرية أردنية، وأدى الهجوم حينها إلى مقتل عسكريين أردنيين. 

تشديد أمني
وتنظر عمان بعين الريبة والقلق للمناطق المحاذية لحدودها، وتبرر تشددها الأمني بأن بين العالقين خلف الحدود خلايا نائمة تسعى إلى دخول المملكة من أجل العبث بأمنها.

‪مخيم عشوائي يقطنه لاجئون سوريون في محافظة المفرق الأردنية‬ (الجزيرة)
‪مخيم عشوائي يقطنه لاجئون سوريون في محافظة المفرق الأردنية‬ (الجزيرة)

وعلى الرغم من سماح السلطات الأردنية للمنظمات الإغاثية بإدخال المساعدات والأغذية للعالقين فإن سكان المخيمات الحدودية لا يزالون يعانون نقصا حادا في المستلزمات الشتوية والرعاية الصحية والغذائية وحليب الأطفال.

ويشكو الناشط الإعلامي علي التدمري للجزيرة نت -وهو أحد سكان الركبان- حال أهالي المخيم، ويقول "نحن في الركبان نعيش أوضاعا صعبة للغاية، ونعاني إهمالا كبيرا بالخدمات الطبية".

ويضيف "هناك أمراض تحتاج لعناية خاصة وفحوصات دورية لمرضى السكر والقلب والضغط الشرياني لكبار السن والعجزة". وطالب التدمري "بتوسيع العمل الإنساني، خاصة بمجال معاينة وعلاج النازحين".

وليس ببعيد عن الحدود تستمر معاناة اللجوء، ففي قرية الزعتري الواقعة شمال شرق العاصمة عمان شيد في بدايات الثورة السورية أكبر مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط، وهو مخيم الزعتري الواقع في عمق الصحراء الأردنية.

ويحتضن المخيم أكثر من ثمانين ألف لاجئ سوري يعيشون في بيوت من الصفيح لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف.

وخلف أسوار المخيم يعيش ما يقارب ثلاثة آلاف لاجئ في مخيمات عشوائية يعانون برد الشتاء الذي تعيشه المملكة هذه الأيام، وتنتشر في تلك المخيمات حفر طينية وبرك مائية نتيجة هطول الأمطار، وعادة ما تتسبب الرياح العاتية بتمزيق خيامهم وتطايرها.

وأثناء جولة لنا في أحد المخيمات العشوائية التقينا حاجة سورية لجأت من حماة قبل ثلاث سنوات، وهي تشكو سوء الحال.

الحاجة أم محمد كانت تحاول إعادة ترميم خيمتها بعدما مزقها الريح والمطر، وقالت لنا "من المطر والهوا وقعت خيمتي، الله يعينا على حالنا وعالوضع اللي وصلنا له، لكن بنحمد الله على كل شيء".

وأضافت بصوت حزين "بتمنى نعود لسوريا بلدنا، وغير هيك ما بدنا".

‪مأمون أيمن: الأوضاع في المخيمات تبقى سيئة‬ رغم المساعدات(الجزيرة)
‪مأمون أيمن: الأوضاع في المخيمات تبقى سيئة‬ رغم المساعدات(الجزيرة)

تفاؤل
وقال لاجئ آخر يسكن المخيم "على الرغم من السوء الذي نعيش فيه فإننا متفائلون بهذا العام وأن يعم الخير علينا وعلى كل السوريين في الشتات".

وتسعى مجموعات شبابية أردنية للوصول إلى العائلات السورية الأكثر حاجة في المخيمات السورية.

ويقول مأمون أيمن -وهو أحد المتطوعين- للجزيرة نت "الوضع في المخيمات العشوائية يزداد سوءا في الشتاء، البرد قارس ودرجات الحرارة تكون أقل من الصفر".

ويضيف "يوجد حوالي 3500 لاجئ في مخيم مجاور لمخيم الزعتري ليس لسكانه أي مساعدات رسمية وغير رسمية، لذا نحاول تقديم المساعدات الأساسية، ولكن مع ذلك تبقى الأمور سيئة".

وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأردن إنها تمكنت منذ بداية الشتاء من تقديم مساعداتها لنحو 42 ألف عائلة سورية تعيش خارج المخيمات.

وتضيف أنها وفرت الدعم المالي للاجئين، إضافة إلى توزيعها الأغطية الحرارية على العائلات الأكثر حاجة.

كما قدمت الدعم المالي لنحو 24 ألف عائلة في مخيمات الزعتري والأزرق، بالإضافة إلى مساعدات الشتاء التي تتضمن المدافئ والأغطية، كما قررت زيادة حصة الغاز الطبيعي حتى نهاية فبراير/شباط الجاري للاجئين في مخيم الأزرق.

يذكر أن نسبة السوريين في الأردن تبلغ نحو 20% من مجموع سكان البلاد، حيث يعيش 93% منهم خارج المخيمات المخصصة لهم كالزعتري والأزرق، وهو ما فاقم الأعباء على موارد المملكة محدودة الموارد، وضاعف حجم الضغط على اقتصاد عمان الذي يعاني عجزا ماليا يصل لأكثر من 35 مليار دولار.

وكانت الحكومة الأردنية أعلنت مؤخرا عن خطة الاستجابة للأزمة السورية للعام الحالي بقيمة 1.2 مليار دولار، وسط استياء رسمي من قلة التزام المانحين حيال اللاجئين السوريين.

المصدر : الجزيرة