مظاهرة ببرلين تنديدا بقرار ترمب وألمانيا ترفضه

المتظاهرون ثمنوا موقف الحكومة الألمانية الرافض للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل . الجزيرة نت.
المتظاهرون ثمنوا موقف الحكومة الألمانية الرافض لقرار ترمب بشأن القدس (الجزيرة نت)

خالد شمت-برلين

لم تمض ساعة واحدة على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء أمس الأربعاء "اعترافه" بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل حتى خرج مئات الفلسطينيين والعرب والأتراك أمام السفارة الأميركية بمواجهة بوابة براندنبورغ التاريخية بالعاصمة الألمانية برلين، للتنديد بهذا الإعلان الأميركي الذي واجه رفضا فوريا من سياسيين ألمان من الحكومة والمعارضة.
 
ومثلت هذه المظاهرة التي جرت في أجواء شديدة البرودة ببرلين -حيث يعيش نحو خمسين ألف فلسطيني- أسرع رد فعل مندد بقرار ترمب في عاصمة أوروبية حسب ما ذكر المنظمون، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات الرفض والاستهجان لقرار الرئيس الأميركي وأعلنوا تمسكهم بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين.
 
وأوضح متحدثون الأهمية الكبيرة لمدينة القدس لدى المسلمين "ثالث أقدس مدينة بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة"، وأشاروا إلى أن القدس مدينة السلام تحظى بمنزله مماثلة لدى كافة العرب والمسيحيين، وعبروا عن شكرهم لرفض المستشارة أنجيلا ميركل قرار ترمب، ودعوا الحكومة الألمانية للرد على هذا القرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
 
وأشار رئيس مؤتمر "فلسطينيو أوروبا" ماجد الزير إلى أن خروج هذه المئات للتظاهر بشكل حضاري سريع وسط العاصمة الألمانية عكس انتقال حالة الغضب للساحة الأوروبية وتعبيرها عن رفضها لقرار ترمب ضمن سقف القانون.
أطفال يشاركون بالمظاهرة في برلين (الجزيرة نت)
أطفال يشاركون بالمظاهرة في برلين (الجزيرة نت)

قرار خطير
وقال الزير للجزيرة نت إن القرار الأميركي خطير وغير عادل وغير قانوني ويهدف للتأثير على شكل المنطقة، وهو ما يفرض على الحكومات الأوروبية اتخاذ موقف حقيقي ضده، وأشار إلى أن موقفا أوروبيا قويا مطلوب، لأن إعلان القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل أفسد كل المساعي الدولية لتحقيق السلام على أرض فلسطين وفي المنطقة.

وبموازاة هذه المظاهرة عبر سياسيون من أحزاب الحكومة والمعارضة الألمانية عن رفضهم لقرار الرئيس الأميركي، وسارعت مستشارة تصريف الأعمال أنجيلا ميركل للنأي بنفسها عن إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل، وقال المتحدث باسمها شتيفان زايبرت -في تغريده على موقع تويتر– إن الحكومة الألمانية لا تؤيد هذا الموقف، لأن حل وضع القدس يأتي من خلال المفاوضات بإطار حل الدولتين.

وفي موقف مماثل آخر باسم الحكومة الألمانية قال القائم بأعمال وزير الخارجية زيغمار غابرييل إن واشنطن صبت باعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل الزيت على نيران نزاع الشرق الأوسط بدلا من أن تحاول وقفه، وأضاف غابرييل -في مقابلة قصيرة مع القناة الأولى شبه الرسمية بالتلفاز الألماني أيه أر دي- إن قرار ترمب أجهز على دور الوسيط العادل الذي لعبته الولايات المتحدة في الماضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

في السياق اعتبر رئيس حزب الخضر جيم أوزدمير أن "من اتخذ مثل هذا القرار لم يأبه متعمدا بتسببه بتفجير النزاع مجددا في الشرق الأوسط", ووصف حزب اليسار المعارض قرار ترمب بأنه يهدد بإشعال حريق شامل بمنطقة الشرق الأوسط كلها، ووأد أي إمكانية للسلام وتحقيق حل عادل للصراع العربي الإسرائيلي.

‪هايكا هينزل: قرار ترمب خرق فاضح للقانون الدولي واستفزاز متعمد يهدد بإشعال الشرق الأوسط‬ (الجزيرة نت)
‪هايكا هينزل: قرار ترمب خرق فاضح للقانون الدولي واستفزاز متعمد يهدد بإشعال الشرق الأوسط‬ (الجزيرة نت)

خرق فاضح
وقالت هايكا هينزل نائبة رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب اليسار في البرلمان الألماني (البوندستاغ)، إن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خرق فاضح للقانون الدولي واستفزاز خطير ستكون له تداعيات وخيمة ولا حصر لها على المنطقة، وذكرت في تصريح للجزيرة نت أن قرار ترمب يظهر تخلي الحكومة الأميركية بشكل قاطع عن حل الدولتين لصراع الشرق الأوسط.

ورأت هينزل أن القرار الأميركي يعكس رهان ترمب على الانقسام بدلا من المصالحة، ودعت الحكومة الألمانية للرد على هذه الخطوة الخطيرة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية التي تحظى بوضع المراقب في الأمم المتحدة منذ عام 2012.

وعلى صعيد ذي صلة عبرت منظمات ومؤسسات إسلامية عديدة في بيانات للجزيرة نت عن استنكارها لقرار ترمب، وأدانت منظمة مللي غوروش الإسلامية التي تعد من أكبر المنظمات الإسلامية بألمانيا الاعتراف الأميركي بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، واعتبرت أنه يفاقم من حدة المشكلات الموجودة بمنطقة الشرق الأوسط المضطربة.

وثمنت هيئة الدعاة والعلماء بألمانيا موقف حكومة المستشارة إنجيلا ميركل من إعلان الرئيس الأميركي بشأن القدس، وحثت الحكومات الأوروبية على اتخاذ موقف حاسم من قرار ترمب المنحاز للاحتلال الإسرائيلي ووقف الاعتداءات على القدس.

المصدر : الجزيرة