قرار ترمب.. خلط للأوراق وتجديد الانتفاضة

Israeli border police patrol at the plaza of the Western Wall, Judaism's holiest prayer site, in Jerusalem's Old City December 7, 2017. REUTERS/Ronen Zvulun
قوات إسرائيلية خلال دورية لها في القدس المحتلة (رويترز)

أحمد عبد العال-غزة

يغلق إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل الطريق أمام عملية التسوية للقضية الفلسطينية، ليفتح الصراع من جديد على كل الحقوق الفلسطينية.

ويرى متخصصون في الشأن الفلسطيني وفصائل فلسطينية، أن إعلان ترمب -المخالف لقرارات وقوانين الأمم المتحدة المتعلقة بالأراضي الفلسطينية المحتلة- يدشن مرحلة جديدة ومختلفة من الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي ستلقي بآثارها على المنطقة بأكملها.

ويصف المحلل السياسي طلال عوكل إعلان ترمب بأنه خلط للأوراق في المنطقة ويقول في حديثه للجزيرة نت "القرار الأميركي يجعلنا كفلسطينيين أمام حقائق تاريخية تؤكد أن الصراع هو صراع وجود على كل الأرض الفلسطينية، وليس على حدود الأراضي المحتلة عام 1967 فقط".

صراع مفتوح
ويوضح عوكل أن قرار ترمب يدخل المنطقة في مرحلة جديدة وبمتطلبات جديدة مختلفة عما تعود عليه الفلسطينيون منذ توقيع اتفاقية أوسلو للسلام عام 1993 وحتى الآن. ويضيف في هذه المرحلة "لا حديث فيها لإسرائيل وأميركا عن حل الدولتين أو حقوق اللاجئين الفلسطينيين أو القدس"، متوقعا أن تكون هذه المرحلة بداية لفتح الصراع مع الاحتلال على مصراعيه.

‪‬ عبدو: خطوة ترمب إعدام سياسي لمدينة القدس كعاصمة عربية فلسطينية(الجزيرة)
‪‬ عبدو: خطوة ترمب إعدام سياسي لمدينة القدس كعاصمة عربية فلسطينية(الجزيرة)

ولأن وحدة القرار الفلسطيني مهمة، وتعطي المشروعية للسياسيات العربية المحتاجة للغطاء الفلسطيني، يرى عوكل أن الفلسطينيين مطالبون بإعادة بناء الوحدة الفلسطينية وصياغة المشروع الوطني من جديد على أساس هذه الإستراتيجيات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن السلطة الفلسطينية مطالبة بمراجعة علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي ووقف التنسيق الأمني، وإسقاط الدور الأميركي في الوساطة وإنهاء ملف المفاوضات.

انفجار
المحلل السياسي وسام عفيفة يحذر هو الآخر من التداعيات الخطيرة لإعلان ترمب، ويتوقع أن تذهب المنطقة لانفجار في الساحة الفلسطينية والعربية، وأن يكون لهذا الانفجار اتجاهات عدة، لافتا في حديثه للجزيرة نت إلى أن الانفجار قد لا يكون آنياً.

ويعتبر عفيفة أن أميركا وإسرائيل تسعيان لتغيير الواقع القانوني والديمغرافي في القدس المحتلة، وهي سابقة خطيرة لم يقدم أحد عليها، مشيرا إلى أن إسرائيل ستستثمر إعلان ترمب بالمزيد من تهويد القدس المحتلة، ومزيد من التغول في القدس والضفة الغربية والعمل من أجل مشروع القدس الكبرى.

أما المحلل السياسي حسن عبدو فيرى في خطوة ترمب إعدام سياسي لمدينة القدس المحتلة كعاصمة عربية فلسطينية، متوقعا أن يكون للقرار "تداعيات خطيرة على الإقليم". ويعتقد عبدو أن إعلان ترمب لن يبقي وسيلة أخرى أمام الشباب الفلسطيني، والشباب العربي غير المواجهة والمقاومة للاحتلال والمركزية الاستعمارية الغربية التي تقودها أميركا وإسرائيل.

‪جانب من مسيرة غاضبة لحركة حماس تلت إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل‬ (الجزيرة)
‪جانب من مسيرة غاضبة لحركة حماس تلت إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل‬ (الجزيرة)

ولا يستبعد عبدو في حديثه للجزيرة نت أن تستمر تفاعلات هذا القرار لفترات طويلة مقبلة، معتبرا أنه سيصوب الكثير من البنادق التائهة نحو القدس المحتلة، وسيجعل من خيار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي هو الخيار الوحيد، لأن إسرائيل لا يمكن التعايش معها لأنها ألغت كل الفرص التي قدمت لها للتعايش من خلال حل الدولتين والاعتراف بها.

مرحلة جديدة
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب يؤكد من جهته أن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي دخل مرحلة جديدة وخطيرة، سيكون لها آثار وتحولات تحدد مستقبل المنطقة، تستوجب خطوات عملية وتحركا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا لنصرة القدس.

ودعا حبيب في حديث للجزيرة نت إلى خطوات عملية وتوافق فلسطيني بشأن تصعيد انتفاضة القدس، بحيث تشمل كل مناطق أرضنا المحتلة، مطالبا في الوقت نفسه السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال.

أبو ظريفة: يجب قطع الاتصالات مع إسرائيل وترك الوساطة الأميركية(الجزيرة)
أبو ظريفة: يجب قطع الاتصالات مع إسرائيل وترك الوساطة الأميركية(الجزيرة)

ويشاطر طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية مطلب خضر حبيب بقطع الاتصالات مع الاحتلال الإسرائيلي، والتخلي عن الوساطة الأميركية غير النزيهة، مؤكدا أن أميركا وضعت نفسها في خانة العداء للشعب الفلسطيني بعد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، منتهكة بذلك القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

ويشدد أبو ظريفة على ضرورة تبني الأطراف الفلسطينية لإستراتيجية جديدة تقوم على استعادة الوحدة الفلسطينية، واستكمال تدويل القضية الفلسطينية وتوسيع مساحة المقاطعة مع الاحتلال، وطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في إطار مجلس الأمن.

ويرى القيادي في الجبهة الديمقراطية أن التحركات الشعبية مقدمة لتجديد الانتفاضة في وجه الاحتلال، لافتا إلى ضرورة أن تتطور وتتصاعد هذه الانتفاضة وتوسيع مساحة الانخراط بها وصولا إلى حالة عصيان وطني شامل ضد الاحتلال ومصالحه.

المصدر : الجزيرة