الفلسطينيون ينتفضون للقدس بالإضراب والمسيرات

فلسطين- الضفة الغربية- نابلس- حرق مجسم ترامب وسط دوار الشهداء بنابلس- تصوير عاطف دغلس- الجزيرة نت3
حرق مجسم ترمب وسط دوار الشهداء في نابلس (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس

نظم الفلسطينيون إضرابا شاملا وخرجوا في "مسيرات غضب" عمت مختلف المناطق الفلسطينية بالضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، في أولى التحركات الجماهيرية الرافضة لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ومنذ صباح الخميس عمَّ الإضراب كل مناحي الحياة، التعليمية والتجارية والاجتماعية، وولد الغضب مظاهرات في مختلف المدن الفلسطينية اجتمعت تحت شعار "التصعيد" بكل أشكاله ردا على قرار ترمب ورفضا لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي على الأرض تجاه مدينة القدس. وأصيب العشرات في مواجهات مع الاحتلال بمناطق مختلفة.

فمن جنين شمال الضفة الغربية إلى الخليل جنوبا، خرج آلاف الفلسطينيين في مظاهرات جابت الشوارع الرئيسية وانطلقت إلى مناطق الاحتكاك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي عند الحواجز العسكرية ونقاط التماس مع المستوطنين كما هو الحال بمدن نابلس ورام الله وقلقيلية.

وقمعت قوات الاحتلال وقفة احتجاجية أقيمت بمنطقة باب العامود في القدس، كما وقعت مواجهات بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وفي مخيم البريج وأدت لوقوع إصابات.

الشبان أغلقوا الطريق المؤدي إلى حاجز حوارة العسكري جنوب نابلس بالحجارة
الشبان أغلقوا الطريق المؤدي إلى حاجز حوارة العسكري جنوب نابلس بالحجارة

في الميدان
وفي نابلس كبرى مدن شمال الضفة الغربية تظاهر أكثر من خمسة آلاف فلسطيني في دوار الشهداء وسط المدينة قبل أن ينطلقوا نحو حاجز حوارة جنوب المدينة حيث وقعت مواجهات استمرت لساعات، أغلق جيش الاحتلال على إثرها الحاجز وطالب المواطنين باستعمال طرق أخرى.

وقال رئيس قسم الطوارئ بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أحمد جبريل إن أربعة شبان أصيبوا بجروح مختلفة في تلك المواجهات، كما أصيب أكثر من خمسين مواطنا بالاختناق الشديد بالغاز المدمع. وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي صوب الشبان الذين أغلقوا الطريق الرئيس قرب الحاجز بالحجارة والإطارات المشتعلة.

ووقعت مواجهات بين جنود الاحتلال ومواطنين في دوار ابن رشد بمدينة الخليل تخللها إصابات واعتقال جنود الاحتلال لمواطنين كانوا بالمكان، كما عمت المواجهات مناطق أخرى بالمدينة.

الإضراب عمّ مختلف مدن الضفة
الإضراب عمّ مختلف مدن الضفة

وفي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية انطلق المواطنون بمسيراتهم نحو حاجز قلنديا جنوب المدينة وحاجز بيت إيل العسكري شمالها، وأسفرت المواجهات عن إصابة ما لا يقل عن أربعة أشخاص بالرصاص الحي وآخرين بالرصاص المطاطي إضافة لإصابة العشرات بالاختناق بالغاز المدمع، كما وقعت مواجهات عند مدخل بلدة عزون شرق قلقيلية أدت لإصابة شبان بالرصاص المطاطي والغاز المدمع.

وأطلق المتظاهرون رسائل عدة تمثل أبرزها بالإعداد "لمواجهة شاملة وميدانية" مع الاحتلال الإسرائيلي بكل نقاط التماس، ودعوا إلى قطع الطرق على المستوطنين، وصدحت حناجرهم مطالبة الفصائل الفلسطينية المسلحة بمواجهة حقيقية والقيام بعمل مسلح ضد الاحتلال والمستوطنين بمدينة القدس وباقي المناطق الفلسطينية.

ودعت الفصائل الفلسطينية إلى اعتبار يوم غد "جمعة غضب" بكل المناطق الفلسطينية نصرة للقدس، ودعوا أئمة المساجد إلى تركيز خطبهم على مدينة القدس والانتصار لها سياسيا ودينيا.

مقاومة مفتوحة
واعتبر عماد اشتيوي من لجنة التنسيق الفصائلي بنابلس في حديث للجزيرة نت أن جميع المؤسسات الأميركية والقنصليات وكل من يمثل أميركا تعد جهات غير مرحب بها في الأراضي الفلسطينية، ودعا القيادة الفلسطينية إلى حشد دولي للذهاب إلى المحاكم الدولية وتصعيد المقاومة الشعبية والالتفاف حول برنامج وخطاب سياسي موحد للوصول إلى مواجهة مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي.

أما غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان بشمال الضفة الغربية فقال إن جيش الاحتلال شدد من إجراءاته العسكرية وعزز من وجوده في محيط المستوطنات لحماية المستوطنين وشكل حراسات أمنية لهم.

المتظاهرون دعوا إلى مواجهة شاملة مع الاحتلال
المتظاهرون دعوا إلى مواجهة شاملة مع الاحتلال

ودعا دغلس إلى مقاومة شعبية "مفتوحة" مع الاحتلال الإسرائيلي، وأكد أن كل الخيارات تبقى متاحة أمام الفلسطينيين الذين اكتشفوا خديعة استمرت نحو ربع قرن من الزمن باعتبار أن أميركا هي راع نزيه للمفاوضات، وقال إنهم لن يكلوا حتى يتراجع ترمب عن قراره، وأضاف "ليس ترمب من يحدد مصير القدس وإنما مرد ذلك للشعب الفلسطيني فقط".

وعلى الصعيد السياسي توحدت رسالة المتظاهرين بمطالبة القيادات السياسية الفلسطينية بضرورة توحيد موقفها السياسي على الأرض بمصالحة حقيقية وشاملة وإنهاء الانقسام فعلا لا قولا ليكون الرد الحقيقي على قرار ترمب.

المصدر : الجزيرة