الفصائل الفلسطينية: الوحدة لمواجهة قرار ترمب

نظم أهالي قطاع غزة مسيرة احتجاج على التوجه الأميركي لنقل السفارة من تل ابيب إلى مدينة القدس
مظاهرة غاضبة في غزة ضد قرار ترمب (رويترز)

عاطف دغلس-نابلس

على وقع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة الأميركية إليها وفاء لعهد قطعه إبان حملته الانتخابية تداعى الكل الفلسطيني رفضا للقرار وتنديدا بأي إجراء يتخذ تجاه القدس.

وتعالت الأصوات مطالبة بـ"توحيد الموقف" السياسي والجماهيري للرد على خطوة ترمب، ودعت قيادات سياسية من مختلف الفصائل الفلسطينية في أحاديث منفصلة للجزيرة نت إلى البدء بخطوات عملية ضد القرار الذي قد يشعل فتيل حرب شاملة.

‪زيدان يدعو إلى موقف سياسي موحد للرد على ترمب‬ (الجزيرة)
‪زيدان يدعو إلى موقف سياسي موحد للرد على ترمب‬ (الجزيرة)

توحيد الموقف
ورأى القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبد الرحمن زيدان أن الفلسطينيين يعانون من إشكالية تضعف موقفهم الدولي وهي عدم توحيد موقفهم تجاه قضية القدس، وقال إن أولى الخطوات تكون بتوحيد الموقف نحو المصالحة وتعزيز الثقة الداخلية والبدء بخطوات عملية لتحقيقها، وتوحيد جهود الفصائل لإنجاح العملية السياسية برمتها، ثم تصعيد الموقف الشعبي على الأرض.

واعتبر زيدان أنه لا بد أن تكون القدس همَّ المسلمين من الشرق إلى الغرب وليس الفلسطينيين وحدهم، معتبرا أن التحرك دون وحدة موقف لن يجدي نفعا.

واتفق أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي مع زيدان على أن الوحدة هي الرد الأمثل على ترمب، وقال إن تشكيل حكومة وحدة وطنية سيبدد تخوفات كثيرة وافتراضات توحي بعدم استعداد الفلسطينيين للوحدة، مضيفا "لم يعد هناك شيء أغلى من القدس".

وطالب البرغوثي بقطع العلاقات مع الفريق الأميركي، والاستناد إلى إستراتيجية وطنية بديلة واستنهاض مقاومة شعبية فلسطينية واسعة، وإحياء حركة المقاطعة، وفرض العقوبات على إسرائيل.

من جهته، قال أمين سر حركة التحرير الوطني (فتح) في مدينة نابلس جهاد رمضان إن الحركة في حالة "استنفار" كامل، وإنهم منذ اللحظة الأولى في اجتماعات متواصلة، والتي أفضت بمجموعها إلى "ترك أمر الرد للميدان" على قرار ترمب.

وأوضح أن "مسيرات غضب" ستنطلق من مراكز المدن وتنتهي بالمواجهة الميدانية والتوجه لنقاط الاحتكاك مع جيش الاحتلال وقطع الطرق على المستوطنين، مضيفا "أعطينا التعليمات لكل القواعد التنظيمية بضرورة التحرك ميدانيا".

وبين رمضان أن القرار الأميركي لا يؤكد انحياز أميركا لإسرائيل فحسب وإنما يدل على بدء مرحلة أخرى من الاشتباك مع الاحتلال، ولذلك كان الرد الفلسطيني بالاتصال بدول العالم وعقد اللقاءات وتفعيل الساحة المحلية والدولية وطرق أبواب المنظمات القانونية لتشكيل ضغط سياسي، لافتا إلى وجود إجراءات ستفصح عنها القيادة الفلسطينية خلال ساعات.

‪الششتري: أي قرار يمس القدس سيفجر الأوضاع‬ (الجزيرة)
‪الششتري: أي قرار يمس القدس سيفجر الأوضاع‬ (الجزيرة)

مفجرة الصراع
وأمام هذا، رأى عضو القيادة السياسية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين زاهر الششتري أن قرار ترمب جاء تأكيدا على ما هو مؤكد للفلسطينيين بأن الولايات المتحدة لم ولن تكون وسيطا نزيها لما تسمى تسوية سياسية، وأن القرار ينهي مشروع "المفاوضات العبثية".

وأضاف الششتري أن الجبهة الشعبية تواصل جهودها الداعية لإعادة الاعتبار إلى منظمة التحرير والميثاق الوطني والفلسطيني وإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة، وأنها ستدعم كل التحركات الشعبية الميدانية.

كما اعتبر أن القدس ستبقى "مفجرة" للأوضاع السياسية عربيا وإسلاميا ودوليا، خاصة في ظل بروز قوة "محور المقاومة"، داعيا إلى مقاطعة المنتجات الأميركية في العالم الإسلامي.

وفي ذات السياق، دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد القوى الفلسطينية والمنظمات العربية والإسلامية إلى إطلاق حملة دولية لمقاطعة البضائع الأميركية انتصارا للقدس، كما دعا الفلسطينيين إلى وقف التعامل مع الإدارة الأميركية باعتبارها وسيطا في البحث عن تسوية سياسية.

وقال خالد إن الفلسطينيين سيكونون في حل من جميع الالتزامات بين الجانبين، والتي تقيد الفلسطينيين وحقهم بالتوجه إلى الهيئات والوكالات الدولية التابعة للأمم المتحدة بطلب الانضمام إلى عضويتها.

المصدر : الجزيرة