"المؤتمر" بعد صالح.. بين التفتت والشرعية والقيادة الجديدة
عوامل التأسيس
العامل الأول في التأسيس هو أن الحزب جاء نتيجة لحوارات هدفت لتوحيد قوى الشمال اليمني التي خاضت حروبا طوال عقد السبعينيات من القرن المنصرم، فتأسس في البداية كمؤتمر للمصالحة الوطنية مطلع ثمانينيات القرن الماضي لإنهاء الحروب التي عصفت بالشطر الشمالي من اليمن قبل الوحدة.
وتطورت فكرة المؤتمر لتشكيل لجنة دائمة، ما لبثت أن تحولت للجنة مركزية خرجت منها فكرة إنشاء الحزب الذي أعلن عن تأسيسه يوم 24/8/1982.
اعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام 6 مليون حسب ماينشر في اعلام الحزب..
اين ذهبوا؟؟
اين انتم؟
على الاقل اعملوا جنازة تليق بالشهيد #علي_عبدالله_طالح
اثبتوا له انكم رجال من بعده— عباس الضالعي (@abbasaldhaleai) December 5, 2017
والعامل الثاني أن الحزب تأسس بقرار من السلطة الحاكمة في ذلك الوقت، أي أنه جاء من الأعلى للأسفل، وليس نتيجة حركة جماهيرية، كما أنه ارتبط تاريخيا بالراحل صالح قائدا مؤثرا رئيسيا في مشهده.
والمعطى الثالث في تأسيس الحزب أنه نشأ نتيجة حاجة محلية يمنية للمصالحة الوطنية، وليس بناء على أيديولوجيا ميزت الأحزاب العربية الحاكمة لعدد من الدول العربية في تلك الحقبة.
نفوذ الحزب
وتوسع نفوذ الحزب مع الوقت في ظل رعاية الدولة والرئيس صالح له ليهيمن على كافة مفاصلها المدنية والعسكرية، وتوسع هذا النفوذ مع الوحدة بين شطري اليمن، على الرغم من مروره بمنعطفات هامة وحادة.
لكن المنعطف الأهم كان اختبار ثورة فبراير 2011، والتي خرج فيها ملايين اليمنيين مطالبين بالتغيير، حيث انتهى المشهد يومها لتشظي الحزب بين جناحي صالح الذي ظل يتمتع بالقوة الأكبر من جماهير الحزب، وجناح نائبه والرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي الذي تسلم السلطة نتيجة للمبادرة الخليجية التي نفذها صالح بعد مماطلة، وظل حتى مقتله يوم أمس الاثنين.
والحقيقة التي لم تتغير رغم كل ما مر به الحزب أن الرئيس الراحل ظل هو المتحكم الأبرز فيه، وهي الحقيقة التي ظهرت جلية بعد خروج صالح من السلطة، حيث انحازت له الغالبية من أعضاء وقيادات الحزب، وظل المتحكم الأبرز في مشهد الدولة من خلال هذه القيادات، إلى أن تمكن الحوثيون من السيطرة على صنعاء عام 2014 وخروج الرئيس الشرعي من اليمن.
تصفية ايرانية واضحة لقيادة المؤتمر الشعبي العام في الداخل "صالح والزوكا والعواضي والقوسي" ، لن نقبل بطهور قاسم سليماني في داخل #صنعاء ، وسيظل كل اليمنيين مقاتلين لأي وجود ايراني او هاشمي فاسق وساقط في اليمن الحبيبة#لا_حوثِي_بعد_اليوم
— 🇾🇪 سام الغباري (@SAlghobari) December 4, 2017
وبمقتل صالح فإن الحزب فقد القائد الوحيد له منذ نشأته، كما تلقى ضربة كبرى أخرى بمقتل القيادي البارز فيه عارف الزوركا الذي كان ينظر له بوصفه الأقدر على خلافة صالح وتوحيد الحزب أو الجسم الأساسي فيه، لدرجة أن هناك من يعتقد أن الحوثيين تعمدوا تصفية الزوركا مع صالح لضمان عدم الوصول لنتيجة إعادة توحيد الحزب مرة أخرى.
ثلاثة سيناريوهات
ومع انتهاء مرحلة صالح، وغياب القيادات القادرة على إعادة توحيد الجناح الأكبر المحسوب عليه، فإن الحزب يواجه سيناريوهات عدة لمستقبله، الأول أن يعيد تنظيم صفوفه عبر تولي قائد جديد له.
أعزي شعبنا اليمني العظيم في كل الشهداء في انتفاضة صنعاء وفِي المقدمة منهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح وكل من قضى نحبه من ابطال القوات المسلحة وشرفاء المؤتمر الشعبي العام وكافة أبناء الوطن ، وكذلك اسرة واقرباء وذوي الرئيس السابق علي عبدالله صالح .
— عبدربه منصور هادي (@HadiPresident) December 4, 2017
والخيار الثاني أن ينحاز الحزب للشرعية برئاسة هادي، وهو احتمال قد يتسبب بانقسام الحزب بسبب رفض جناح صالح حتى اليوم الاعتراف بشرعية هادي الذي كان نائبا لرئيس حزب المؤتمر.
أما الخيار الثالث فهو أن يتفتت الحزب، ويتكرس الانقسام فيه، وهي النتيجة التي يسعى الحوثيون بالذات لها، خاصة وأنهم نجحوا في السنوات الأخيرة في استمالة قيادات قبلية هامة كانت تشكل ركيزة هامة في الحزب.
ادعو جميع ابناء الشعب وفِي مقدمتهم اخواني وزملائي قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام الى فتح صفحة جديدة والتوحد خلف القيادة الشرعية ضد المشروع الحوثي الإيراني ومواصلة الدفاع عن الارض والعرض
فمن غدر بصالح سيغدر بالشعب #الغريم_واحد#لاحوثي_بعد_اليوم#صنعاء_العروبة_تنتفض— معمر الإرياني (@ERYANIM) December 4, 2017
تفتت "المؤتمر"
وخطر تفتت الحزب، مع غياب إستراتيجية للتحالف لتقديم الدعم الحقيقي للجيش الوطني، ودفع جناح صالح في المؤتمر الشعبي للوحدة مع شرعية الرئيس هادي، فإن المخاوف من استفادة الحوثيين من جهة، وتحول جموع من مقاتلي المؤتمر الشعبي لتشكيل مليشيات من جهة أخرى قد يعقد الأوضاع.
صلاح نجل صالح يخاطب قيادات ومشائخ وضباط وجنود وانصار المؤتمر الشعبي العام :
((ان كنتم رجال اغلقوا الفيس بك والتويتر وقاتلوا واوفوا بعهدكم الذي قطعتوه لوالدي
عذرأ لن نستقبل تعزيه احد الا بعد الوفاء لدم الزعيم..رحمة الله عليك .. غدروك))— 🇾🇪 اليمن الآن 🇸🇦 (@ALyemenNow) December 4, 2017