قيادي بـ"العدالة والتنمية" المغربي: وحدة الحزب خط أحمر

سليمان العمراني
العمراني: إعفاء بنكيران من تشكيل الحكومة كان المرحلة الأصعب في تاريخ الحزب

قال سليمان العمراني النائب الأول للأمين العام لـ حزب العدالة والتنمية المغربي الذي يقود الائتلاف الحكومي إن "وحدة الحزب لن تمس وهي خط أحمر.. مهما بلغت الخلافات بين مناضلي ومناضلات الحزب" مضيفا أن إعفاء رئيس الوزراء السابق عبد الإله بنكيران من تشكيل الحكومة كان "المرحلة الأصعب في تاريخ الحزب".

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، شدد العمراني على أن "الوحدة مطلوبة وظيفيا للقيام برسالة الحزب" وأكد أن طبيعة المنطق الذي يؤطر "تدبير الاختلاف داخل منظومة الحزب هو منطق الوحدة لا منطق التفرقة".

ودعا إلى "التأمل في التجربة الوحدوية للحركة التي ينتمي إليها العديد من مناضلي الحزب، وهي حركة التوحيد والإصلاح (الذراع الدعوية للحزب)".

وأوضح العمراني أن "القناعة بضرورة الوحدة نابعة أيضا من تجربة اليسار في بلادنا، الذي لم يهيمن عليه بما يكفي منطق الوحدة، فكان مساره منذ ستينيات القرن الماضي مسار التصدعات والانشقاقات، التي أصابته بالإنهاك والضعف".

ومنذ تشكيل الحكومة، يعاني الحزب من خلافات حادة بين قيادته، لاسيما مع رفض برلمان الحزب يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مقترحا تعديل نظامه الداخلي بما يسمح بترشح بنكيران لولاية ثالثة على رأس الحزب.

النقاش الداخلي
واعتبر نائب الأمين العام لـ "العدالة والتنمية" أن "استمرار النقاش الداخلي العلني بعد المؤتمر الوطني للحزب طبيعي ومؤشر على حالة صحية في الحزب".

ووفق نفس المتحدث فإن "الحزب عاش، منذ إعفاء بكيران (من تشكيل الحكومة) مرحلة هي الأصعب في تاريخه، ما تزال تداعياتها مستمرة إلى اليوم، وإن بحدة أخف".

وأوضح أن "رأي قيادة الحزب استقر على ضرورة بلورة ورقة منهجية بشأن تدبير هذا الحوار، وعهدت للجنة برئاستي باقتراحها".

وتابع القيادي الحزبي "سنعمل على إعداد الورقة لتصادق عليها الأمانة العامة (للحزب) قبل نهاية الشهر الجاري، ليبدأ التنفيذ".

وقال أيضا إن "الحوار الوطني المزمع إطلاقه خلال الأسابيع المقبلة أهم رافعة لتجاوز حدة الخلاف والاستقطاب".

وسيتيح هذا الحوار وفق المتحدث "إنجاز قراءة جماعية لمسار الحزب منذ 2012، خصوصا في المرحلة التي أعقبت الانتخابات التشريعية، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2016".

بنكيران قاد عام 2011
بنكيران قاد عام 2011 "العدالة والتنمية" للمرة الأولى بتاريخه إلى تصدر الانتخابات البرلمانية 

مرحلة بنكيران
وقاد قاد بنكيران عام 2011 الحزب -للمرة الأولى في تاريخه- إلى تصدر الانتخابات البرلمانية، ليترأس الحكومة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2011 وأبريل/نيسان 2017، ثم قاده لتصدر انتخابات 2016.

وتقييما للمرحلة التي تولى فيها بنكيران الأمانة العامة بعد انتخاب مؤتمر الحزب يوم 10 من الشهر الحالي رئيس الحكومة سعد الدين العثماني خلفا للأمين العام المنتهية ولايته، قال العمراني إن "بنكيران بصم مرحلة قيادته للحزب والحكومة ببصمات دالة كان لها أثرها البين فيما حققه من إنجازات، وما تبوأه من مكانة في المشهد السياسي".

وشدد العمراني على أن "مكانة مسؤولي وقياديي الحزب محفوظة، فقوته من قوتهم، وهذا ما ينطبق على عبد الإله بن كيران الأمين العام السابق".

الحزب عاش منذ إعفاء بكيران (من تشكيل الحكومة) مرحلة هي الأصعب في تاريخه، ما تزال تداعياتها مستمرة إلى اليوم وإن بحدة أخف

البناء الديمقراطي
وأشار العمراني إلى أن "الحزب في عهد رئاسة بنكيران تبنى أطروحتين سياسيتين مختلفتين، الأولى في مؤتمر 2008، وهي أطروحة النضال الديمقراطي، والثانية في مؤتمر 2012، وهي أطروحة البناء الديمقراطي".

كما أكد أن الحزب اختار -منذ تعيين العثماني رئيسا للوزراء- أن يدعم الحكومة، وأشار إلى "الموقف الواضح للمجلس الوطني للحزب بدعم حكومة العثماني، وهو الموقف الذي كرسه المؤتمر الوطني الثامن في بيانه الختامي، والذي أكد على دعم الحكومة ومساندتها حتى تنجح في الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين".

يُذكر أن الملك محمد السادس عين يوم الخامس من أبريل/نيسان الماضي حكومة جديدة برئاسة العثماني بعد حوالي ستة أشهر على الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2016، وحصل فيها حزب العدالة والتنمية على 125 مقعدا من أصل 395 مقعدا بمجلس النواب.

وتعذر تشكيل الحكومة برئاسة بنكيران رئيس الحكومة السابق، نتيجة خلافات بين الأحزاب المشاركة في الائتلاف.

المصدر : وكالة الأناضول