مسلمو فرنسا ينصرون القدس بفعاليات مختلفة

مظاهرة حاشدة لمسلمي فرنسا احتجاج على قرار ترمب نقل السفارة للقدس
مظاهرة لأبناء الجالية المسلمة بفرنسا نصرة للقدس (الجزيرة)

هشام أبو مريم-باريس

صعّدت الجالية الإسلامية في فرنسا من تحركاتها ونشاطاتها منذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إعلان القدس عاصمة إسرائيل، الأمر الذي فجّر غضبا وتعاطفا كبيرين لدى مسلمي فرنسا.

وتعددت المبادرات والأنشطة التي قامت بها الجالية العربية والإسلامية من أجل إيصال صوتها للرأي العام الفرنسي، وإبراز عدالة قضية القدس التي تشكل جزءا لا يتجزأ من الهوية الإسلامية.

وفي خطوة غير مسبوقة، أقحم المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية نفسه بشكل مباشر في قضية القدس، حيث أصدر بيانا -غداة القرار الأميركي- استنكر فيه الخطوة "غير المسؤولة وأحادية الجانب" واعتبرها مخالفة لكل القرارات الدولية.

كما راسل المجلس أئمة المساجد في البلاد، وطلب منهم تخصيص خطب الجمعة للتعريف بأهمية القدس لدى المسلمين. كما التقى ممثلو المجلس بالسفير الأميركي في باريس، وعبروا له عن رفضهم لقرار ترمب وحذروا من تبعات ذلك.
 
وأصدرت المجالس الإسلامية الجهوية في فرنسا بيانات مماثلة استنكرت بدورها القرار الأميركي، ووصفت الخطوة بـ "الخطيرة وغير المسؤولة".

وقال أمين النجدي نائب رئيس "تجمع مسلمي فرنسا" ورئيس مجلس الديانة الإسلامية بإقليم اللورين شرقي البلاد -في تصريح لـ الجزيرة نت– إن توعية الأجيال الصاعدة بأهمية مدينة القدس مسؤولية تقع على عاتق النخب الإسلامية والأئمة في فرنسا من أجل إحياء القضية الفلسطينية في قلوب الجالية المسلمة، حتى تستمر في الدفاع عنها بالطرق السلمية أمام الشعوب الأوروبية وحكوماتها.

وشدد على ضرورة تكثيف الندوات والدروس وتكريس خطب الجمعة من أجل التعريف بتاريخ فلسطين القديم والحديث، والتأكيد على أن القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين.

‪جانب من مظاهرة حاشدة في باريس تنديدا بقرار ترمب بشأن القدس‬ جانب من مظاهرة حاشدة في باريس تنديدا بقرار ترمب بشأن القدس (الجزيرة)
‪جانب من مظاهرة حاشدة في باريس تنديدا بقرار ترمب بشأن القدس‬ جانب من مظاهرة حاشدة في باريس تنديدا بقرار ترمب بشأن القدس (الجزيرة)

مساءلة المنتخبين
في نفس السياق، أوضح عميد مسجد مدينة فيلوربان بإقليم الألب (وسط) أنه تطرق في آخر خطبتين له ـفي صلاة الجمعةـ لقضية القدس وأهمية المسجد الأقصى، ودعا عز الدين قاسي الجالية المسلمة إلى عدم الاكتفاء بتنظيم المظاهرات، ودعاها أيضا إلى مساءلة المنتخبين المحليين ونواب البرلمان الذين صوتوا لهم، من أجل الضغط بدورهم على الحكومة لاتخاذ موقف حازم تجاه إسرائيل والإدارة الأميركية.

كما أكد قاسي -وهو أستاذ جامعي- خبر رفضه استقبال دبلوماسية أميركية -كانت ستزور مسجد مدينة فيلوربان- للتعبير عن احتجاجه باسم مسلمي منطقة الألب على قرار الرئيس الأميركي.

وقال أيضا إنه راسل القنصلية الأميركية بمدينة ليون، وعبر عن غضبه واستيائه من القرار "غير المسؤول" للرئيس الأميركي بشأن القدس، وطلب من القنصلية إلغاء الزيارة المبرمجة للدبلوماسية.

وأوضح قاسي أن "قرار إلغاء الزيارة خطوة رمزية للتعبير عن رفضنا للقرار الجائر وغير العادل للإدارة الأميركية، وللتعبير عن صدمة ورفض مسلمي فرنسا لهذه الخطوة".

‪قاسي رفض استقبال دبلوماسية أميركية‬ قاسي رفض استقبال دبلوماسية أميركية (الجزيرة)
‪قاسي رفض استقبال دبلوماسية أميركية‬ قاسي رفض استقبال دبلوماسية أميركية (الجزيرة)

يُشار إلى أن كمال قبطان عميد المسجد الكبير بمدينة ليون (وسط فرنسا) اتخذ بدوره نفس الخطوة ورفض استقبال الدبلوماسية الأميركية.

التبرع بالأموال
كما حث عميد الكلية الأوروبية للعلوم الإنسانية في باريس، والرئيس السابق لـ "اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" أحمد جاب الله الجالية المسلمة إلى توسيع وضم كل الأطياف السياسية والدينية في البلاد لمساندة القضية الفلسطينية لأن الأمر لا يتعلق بالمسلمين فقط ولكنها "قضية إنسانية وعادلة".

ولم تقتصر مساندة الجالية الإسلامية للقضية الفلسطينية على المظاهرات والاحتجاجات فقط، بل اتخذت أشكالا أخرى من بينها التبرع بالأموال، وتنظيم زيارات للأجيال الصاعدة لفلسطين وغيرها.

وقال رئيس الجمعية الخيرية الفرنسية لمناصرة فلسطين في باريس أبو بكر الحاج عمور إنه كلما ازدادت الأزمات والانتهاكات في فلسطين -وآخرها قرار ترمب- إلا وارتفع عدد التحويلات المالية لمسلمي فرنسا من أجل الفلسطينيين، وهو ما يعكس ارتباطهم الوثيق بفلسطين وفق تعبيره.

محتجون يرفعون علم فلسطين بمظاهرة باريس الأحد الماضي
محتجون يرفعون علم فلسطين بمظاهرة باريس الأحد الماضي

المنتجات الفلسطينية
وأكد الحاج عمور أن الجمعية تكفل عشرة آلاف يتيم في فلسطين وتخصص نحو عشرة ملايين يورو (13 مليون دولار) سنويا لإعانة ومساعدة الفلسطينيين بالأراضي المحتلة والقدس على التشبث بأرضهم، من خلال توفير مساكن لائقة وبناء مدارس وتوفير الماء والكهرباء لآلاف العائلات الفلسطينية.

بدورها، أعلنت جمعية "إنسان" الخيرية الفرنسية عن عزمها تنظيم رحلة لعشرات الشباب المسلمين بداية العام المقبل للأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأوضحت رئيسة الجمعية إيلزا را -في حديث للجزيرة نت- أن قرار نقل السفارة الأميركية للقدس كان السبب الرئيس في تنظيم رحلة لزيارة المسجد الأقصى والقدس المحتلة، من أجل "توعية وتحفيز مسلمي فرنسا على تقوية روابطهم بفلسطين".

ودعت الجالية الإسلامية إلى دعم الاقتصاد المحلي عبر شراء المنتجات الفلسطينية، إضافة إلى مقاطعة كل المنتجات الإسرائيلية.

المصدر : الجزيرة