ويقول الباحث والمحلل السياسي ميشال أبو نجم إن عودة الحريري عن استقالته كانت مشروطة بإدخال بعض التعديلات على الاتفاق السياسي السابق الذي أنتج تسوية أوصلت ميشال عون لرئاسة البلاد، والحريري لرئاسة الحكومة.
أبو نجم: بيان الحكومة الأخير حل على الطريقة اللبنانية يحفظ حقوق الجميع (الجزيرة) |
ويضيف أبو نجم للجزيرة نت أن بيان الحكومة الأخير كان بمثابة حل "على الطريقة اللبنانية"، أي بما يحفظ حقوق كل الأطراف، ويتابع أن الجميع اتفق على استقرار البلد، وقد جاء البيان الحكومي متناغما مع حديث الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من أن حزبه لا يتدخل في اليمن ولا علاقة له بما يجري هناك".
ويشير الباحث السياسي إلى أن وجود حزب الله في سوريا أصبح مسألة وقت والأعمال الحربية هناك أصبحت شبه منتهية، غير أنه يؤكد أن سحب حزب الله لمقاتليه من سوريا ليس واردا الآن، ولكن الوضع يتجه للاستقرار في هذا البلد، والانسحاب صار متوقفا على الوضع الميداني، ولم يستبعد أبو نجم أن يعلن حزب الله بدء تخفيف وجوده بسوريا وفق تطورات الميدان.
مخالف للواقع
ويرى الكاتب السياسي منير ربيع أن بيان الحكومة الذي على أساسه عدل سعد الحريري عن استقالته "ليس بجديد"، ويضيف ربيع للجزيرة نت أن البيان الحكومي وقرار نأي لبنان بنفسه "لا يتطابق مع الواقع، فمنذ ثلاث سنوات كان لبنان يدعي النأي بالنفس ولم يلتزم بذلك".
ويقول ربيع إن "النأي بالنفس بدعة كانت قد برزت منذ أيام الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، وحزب الله تنصل منه، وهناك اليوم من يرى أن بالإمكان أن يتكرر هذا السيناريو".
ويخلص الكاتب السياسي إلى أنه لا يمكن الاعتداد بالبيان الحكومي وقرار النأي بالنفس، موضحا أنه "عندما يخرج رئيس الحكومة ويقول إن مكونات حكومته أجمعت على النأي بالنفس، كان يفترض أن يخرج حزب الله ويعلن الانسحاب من كل الميادين بسوريا والعراق، ويشير المتحدث نفسه إلى أن عدم التزامن بين هذين الموقفين يدل على أن مسألة النأي بالنفس "فضفاضة ولن تكون قابلة للتطبيق".