هل يملك شفيق حظوظا لرئاسة مصر؟

A supporter of former prime minister and current presidential candidate Ahmed Shafik holds a poster in protest against the Muslim Brotherhood's presidential candidate Mohamed Morsy during a rally in support of the Supreme Council for the Armed Forces (SCAF) in front of the military parade stand at Nasr City in Cairo June 23, 2012. Egyptians find out on Sunday whether their next president will be a former military officer or an Islamist from the army's old adversary, t
ملصق لحملة شفيق خلال الانتخابات الرئاسية 2012 (رويترز)

عبد الرحمن محمد-القاهرة

أثار إعلان رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر، وما تلاه من إعلانه منع السلطات الإماراتية له من السفر، والهجوم الإعلامي الواسع الذي لقيه بوسائل الإعلام المصرية على خلفية ذلك، تساؤلات عن حظوظه المتوقعة في تلك المنافسة حال قبول ترشحه.

ورغم اتفاق خبراء ومراقبين على أن الوقوف على تلك الحظوظ واستبانتها قبل السماح له رسميا بدخول تلك المنافسة سابق لأوانه، فإن ذلك لم يمنع من اعتبار هذا الإعلان بمثابة "حجر كبير" ألقي في مياه الحياة السياسية المصرية، من شأنه أن يربك حسابات النظام الحالي ورئيسه عبد الفتاح السيسي.

وتتَعدد القراءات التحليلية لخطوة شفيق ومنها اعتبار الإعلان "تمثيلية" للتجميل" في حين رأى آخرون أنه فعل "جاد وحقيقي" يمكن أن يحدث فارقا في المشهد المصري رغم الإقرار بصعوبة توقع مجريات الأحداث خاصة مع عدم صدور ردود فعل دولية تعلق على الإعلان وما تلاه.

ورأى محللون أن شفيق من شأنه أن يكون منافسا شرسا له حظوظ قوية في الانتخابات المقبلة حال قدرته على الترشح ووجود حد مقبول من النزاهة والشفافية فيها، لافتين إلى أن الموقف الدولي والإقليمي يمكن أن يتغير لصالحه إذا ما نجح في تقديم نفسه كبديل يحقق مصالح تلك القوى.

ويستذكر أصحاب هذا الرأي نتائج انتخابات 2012 حيث حصل شفيق على أكثر من 12 مليون صوت بفارق ضئيل عن أصوات أول رئيس منتخب هو محمد مرسي.

كما رأوا أن قوة شفيق ظهرت في صدمة الإعلام المصري الرسمي والخاص وهجومه الواسع عليه بعد إعلانه عزمه الترشح، وتزايد الخطاب الداعم والمؤيد لاستمرار السيسي في الرئاسة.

العناني لم يستبعد أن ترى قوى دولية في شفيق بديلا مناسبا 
العناني لم يستبعد أن ترى قوى دولية في شفيق بديلا مناسبا 

حديث مؤجل
وفي هذا السياق، قدم أستاذ العلوم السياسية في معهد الدوحة للدراسات العليا خليل العناني ثلاث فرضيات تفسر ترشيح شفيق نفسه للانتخابات.

تتمثل الأولى في محاولة تجميل النظام الحالي لصورته عبر تمثيلية محبكة بمشاركة داعميه الإقليميين، من أجل تصوير انتخابات الرئاسة المقبلة باعتبارها تنافسية.

أما الثانية فهي ضغط شفيق على السيسي والإمارات لتسهيل عودته لمصر، والثالثة فيمكن أن تكون محاولة جادة من شفيق للترشح نظرا لسوء الأوضاع بمصر وتراجع شعبية السيسي، وفق العناني.

وعلى فرضية جدية شفيق، فإن العناني يرى أن القوى الإقليمية الداعمة للسيسي لن يريحها ترشح رئيس الوزراء الأسبق، وربما تحاول التأثير عليه سلبا من خلال تهييج الإعلام التابع لها عليه، بينما لا يستبعد أن ترى قوى دولية فيه بديلا مناسبا في حال كان ضامنا لمصالحها، خاصة مع "تململهم المكتوم" من السيسي.

ويرى رئيس المعهد المصري للدراسات ووزير التخطيط والتعاون الدولي الأسبق عمرو دراج أن القوى الإقليمية والدولية مهما كانت مواقفها الحالية فهي قابلة للتغيير نتيجة تسارع المتغيرات، وارتباط مواقفها بما يحقق مصالحها بالمنطقة، ومن ثم فمن الممكن أن تتغير بوصلتها تجاه دعم شفيق إذا ما ترشح بشكل فعلي.

حظوظ عالية
وفي حديثه لـ الجزيرة نت، توقع دراج ارتفاع حظوظ شفيق في الانتخابات المقبلة إذا ما جرت بشكل سليم دون تدخل، مرجعا ذلك لتأييد قطاع كبير من الدولة العميقة له، ووقوف مؤسسات الحزب الوطني السابق برجال أعمالها وعائلاتها وماكينتها المتمرسة وراءه، مشيرا في هذا السياق إلى ما حصده في انتخابات 2012.

كما رأى أن ما يعزز تلك الحظوظ نظرة قطاع كبير من المصريين غير المسيسين لشفيق على أنه رجل دولة له نجاحات سابقة وإنجازات ملموسة في حياتهم، بينما يتحملون حاليا آثار الفشل الاقتصادي والسياسي الذي تمر به البلاد خلال مرحلة حكم السيسي.

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة، فقد قال إن شفيق يرى نفسه الفائز بانتخابات 2012، ولهذا يصر على الترشح في الانتخابات المقبلة رغم كل العراقيل والتحديات، لكن ذلك لا يعني بالضرورة صموده على موقفه حتى النهاية.

واستبعد نافعة -في حديثه للجزيرة نت- أن يكون إعلان شفيق ترشحه بالتنسيق مع النظام الحالي وداعميه، لافتا إلى أن قوى إقليمية ودولية لديها تحفظات على نظام السيسي ربما تجد في شفيق مرشحا ذا حظوظ جيدة في كسب الانتخابات المقبلة.

وأضاف أن الحديث بإسهاب عن تلك الحظوظ سابق لأوانه، إلا أنه شدد في ذات الوقت على أن هذا الإعلان بمثابة حجر كبير ألقي بمياه الحياة السياسية الراكدة، سيستمر في أحداث تفاعلات إلى أن تجرى الانتخابات الرئاسية المقبلة العام القادم.

المصدر : الجزيرة