"سيلفي السبهان" و "لقاء ولايتي".. استقالة الحريري بالميزان

ثامر السبهان والحريري (مواقع التواصل)
صورة "سيلفي" بين الحريري (يسار) والسبهان (مواقع التواصل)
لم تمض 24 ساعة على لقاء رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري مع علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي وأربعة أيام على لقائه وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج والمسؤول عن الملف اللبناني ثامر السبهان حتى صعق الحريري دائرته المقربة ومستشاريه وحلفاءه وخصومه باستقالة عابرة للحدود لم يشهد مثلها تاريخ لبنان السياسي.

فالحريري الذي استدعي على عجل إلى المملكة -في زيارة ثانية له في أيام- بعد لقائه ولايتي قدم استقالته عبر قنوات عربية ضاربا عرض الحائط بالأعراف المعتمدة في تاريخ السياسة اللبنانية، واللافت أن الحريري في خطابه الذي تضمن الاستقالة -حسب خبراء في لغة الجسد- كان مرتبكا وغير مقتنع بما يقول، وتلعثم أكثر من مرة أثناء الخطاب الذي استمر لدقائق كان أبرز ما فيه الهجوم على إيران وأدواتها في مقدمتها حزب الله.

وبعد تقديم الاستقالة، حمّلت معظم الأطراف السياسية اللبنانية، السعودية مسؤولية ما جرى، حتى إن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله وصف الاستقالة بأنها "جنون سعودي"، ولهذا كان لا بد من نأي السعودية بنفسها عن الاستقالة وتفسير ما جاء في كلمة الحريري عن مخطط لاغتياله، نفته الأجهزة الأمنية اللبنانية جملة وتفصيلا.

فخرجت قناة العربية السعودية بخبر نقلا عن مصادر لم تسمها أن هناك "إحباطا لمحاولة اغتيال الحريري في بيروت قبل أيام" وتابعت أن "مخططي اغتيال الحريري عطلوا أبراج المراقبة أثناء تحرك موكبه"، ولكي تكتمل الصورة كان لا بد من تكثيف ظهور الوزير السبهان، صاحب السيلفي الشهير مع الحريري، الذي جال أمس على البرامج الحوارية اللبنانية واصفا حزب الله بـ"حزب الشيطان" ومتحدثا عن أن "الحريري ألغى زيارته المرتقبة الى بيت مسك (إحدى القرى اللبنانية) لأسباب أمنية بعد ثبات محاولات تشويش على شبكة الاتصالات" وأن المملكة لا "تريد رؤية مزيد من الدماء في عائلة الحريري وما سمعناه كان تهديدات جدية" ولافتا إلى أن "الحريري لديه الحرية الكاملة.. فإذا أراد العودة إلى لبنان فهو بلده، وإذا رغب بالبقاء في السعودية فهي بيته".

وترك السبهان لأحد نواب كتلة المستقبل التي يتزعمها الحريري ومحللين مقربين منه شرح أن "الحريري لم يستقل رغما عنه، بل عن قناعة بأن الطرف الآخر بات يأخذ التنازلات التي يقوم بها ذريعة للإمعان بضرب البلد" وأضافوا أن "بقاء سعد الحريري كان سيعرّض لبنان لهزة أمنية كبيرة، وما كان يحضّر للبنان كان كبيرا جدا".

كل هذا على ما يبدو لم يقنع الكثيرين في لبنان والعالم العربي، لأن الحريري كان يشيع أجواء إيجابية عن زيارته الأولى للمملكة ولقائه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فصحيفة "النهار" اللبنانية المقربة من فريق الحريري كتبت أول أمس مقالا بعنوان "تهدئة سعودية إيرانية حول لبنان" وحتى صحيفة "الأخبار" المقربة من حزب الله وإيران ذكرت أن "الحريري يستمر في تكريس أجواء إيجابية عن زيارته للمملكة"، ونقلت عن مصادر في تيار المستقبل أن "الأريحية التي يتصرف بها، والأسلوب الهادئ، يشيران إما إلى نجاحه في إقناع المملكة بضرورة الحفاظ على التسوية وعدم تفجير الأوضاع، أو إنها فعلا لا تريد أن تذهب بالبلاد إلى الهاوية".

فهل دفع الحريري ثمن لقائه ولايتي وكان اللقاء "القشة التي قصمت ظهر البعير" أم أن "سيلفي السبهان" كان بعنوان "من الحب ما قتل"؟.

المصدر : الجزيرة