مشروع أوروبي لعلاج صدمات الأطفال الفلسطينيين

تجمع الأطباء الفلسطينيين بألمانيا يعالج ألآف حالات الصدمات الشديدة بالأراضي الفلسطينية. الجزيرة نت
تجمع الأطباء الفلسطينيين بألمانيا يعالج آلاف حالات الصدمات الشديدة بالأراضي الفلسطينية (الجزيرة)

خالد شمت-برلين

أطلق الفرع الألماني لتجمع الأطباء الفلسطينيين في ألمانيا مشروعا صحيا لعلاج الصدمات النفسية الناشئة عند الأطفال الفلسطينيين نتيجة الاعتداءات والحروب الإسرائيلية المتكررة.

ونظم تجمع الأطباء الفلسطينيين بألمانيا هذا المشروع الجديد بالتعاون مع مؤسسة إغاثة أطفال فلسطين الأميركية، وكبار المتخصصين بالطب النفسي في جامعة ريغنسبورغ الألمانية.

وتعتبر هذه التجربة الطبية الجديدة ثاني مشروع ينفذه التجمع بالأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد استقدام الحالات الصعبة من جرحى الحروب الإسرائيلية المتكررة للعلاج بالمستشفيات الألمانية.

وأوضح رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في ألمانيا الدكتور أشرف الددا أن لهذا المشروع أهدافا بعيدة المدى تتمثل بتحسين جاهزية المجتمع المدني الفلسطيني للتعامل السريع والصحيح مع الصدمات النفسية خلال الأزمات الطارئة، وتعزيز الأبعاد الأكاديمية لمشروعات الاتحاد من خلال التعاون مع شركات ومؤسسات بحثية أوروبية أبدت اهتماما كبيرا بتقديم مساعدات صحية للمجتمع المدني الفلسطيني.

شراكات وتدريب
ولفت رئيس التجمع في تصريح للجزيرة نت إلى أن هذا التعاون يشمل عقد شراكات بحثية علمية بين جامعة ريغنسبورغ وجامعات فلسطينية كالنجاح والجامعة الإسلامية.

ونوه إلى أن السنوات الطويلة للاحتلال والحصار والاعتداءات الإسرائيلية نتج عنها صدمات واضطرابات نفسية لنسبة عالية بالمجتمع الفلسطيني، ووصلت إلى 40% عند الأطفال الممثلين للشريحة الضعيفة.

وقال الددا إن هذا الواقع جعل التجمع على قناعة منذ سنوات بأن التعامل مع الصدمات والاضطرابات النفسية الشديدة والناشئة بسبب الاعتداءات والحروب الإسرائيلية المتتالية، فرض حاجة لتقديم الدعم والرعاية النفسية الصحيحة للفلسطينيين، على مستوى يتناسب مع هول ما تعرضوا له من خبرات نفسية سلبية.

جانب من المسعفين المشاركين بالورشة التدريبية لمشروع علاج الصدمة النفسية بمدينة نابلس (الجزيرة)
جانب من المسعفين المشاركين بالورشة التدريبية لمشروع علاج الصدمة النفسية بمدينة نابلس (الجزيرة)

وكان إعلان مشروع علاج الصدمات النفسية عند الأطفال بالأراضي الفلسطينية بعد وصول وفد من أعضاء تجمع الأطباء الفلسطينيين من ألمانيا وأوروبا، برفقة كبار أساتذة الطب النفسي الألمان إلى مدينة نابلس في زيارة تستغرق أسبوعا.

وبدأ الوفد الذي يضم البروفسور توماس لوف رئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب بجامعة ريغنسبورغ، والبروفسورة بياته لاينبيرغر مبتكرة نظريات عالمية جديدة بالعلاج النفسي، بتقديم تدريب نظري وعملي مكثف لحوالي 150 إلى 200 مسعف، يشاركون بطريقة مباشرة في علاج 20 طفلا خلال فترة التدريب، وسيجري تأهيلهم حال اجتياز هذه الدورة لوظيفة مسعف نفسي.

وفي هذا السياق ذكرت مسؤولة اللجنة الإغاثية بتجمع الأطباء الفلسطينيين بألمانيا، الدكتورة غادة أبو عيشة، أن مشروع العلاج النفسي يتكون من خمس مراحل تستمر لمدة خمسة أعوام، يجري فيها تدريب مئات الكوادر الطبية الفلسطينية وتأهيلهم لعلاج الصدمات النفسية الشديدة على أيدي الخبراء الألمان وبإشرافهم المباشر.

وأضافت -في تصريح للجزيرة نت- أنه من المخطط القيام خلال هذه الفترة الزمنية بعلاج آلاف حالات الصدمة، وما بعد الصدمة النفسية في الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس.

ويعتبر الفرع الألماني لتجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا من أبرز المؤسسات الطبية الفلسطينية العاملة على الساحة الأوروبية، وأسهم بمشاريع وفعاليات إغاثية وعلمية وأكاديمية عدة.

 وحصل الفرع هذا العام على جائزة بوشر ميديا الألمانية التي تمنح كل عام للمؤسسات المدنية الفعالة والمؤثرة على الصعيد المحلي والدولي.

المصدر : الجزيرة