أمير قطر يؤكد مواجهة الحصار بتعزيز المشاركة الشعبية

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في افتتاح مجلس الشورى
محمد النجار-الجزيرة نت

اعتبر محللون أن إعلان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن الإعداد لانتخابات مجلس الشورى هو في جانب منه رد على الحصار الذي تواجهه الدوحة من خلال تعزيز المشاركة الشعبية،  في حين تختار دول تمر بالظروف نفسها إجراءات استثنائية تصل لحالة الطوارئ.
 
وفي خطابه في افتتاح الدورة 46 لمجلس الشورى، أكد أمير قطر أن الحكومة تعد حاليا لانتخابات مجلس الشورى، بما في ذلك إعداد مشروعات الأدوات التشريعية اللازمة على نحو يضمن سير هذه الانتخابات بشكل مكتمل. 
 
وأكد الشيخ تميم أن التشريعات ستكون جاهزة بحلول العام المقبل، وأن الهدف منها "تجنب الحاجة إلى التعديل في كل فترة"، مشيرا إلى أن هناك "نواقص وإشكاليات قانونية لا بد من التغلب عليها ابتداء
لكي تكون انتخابات مجلس الشورى منصفة".
وكلمة "منصفة" التي وردت في خطاب الأمير رأى محللون قطريون أنها إشارة إلى عدم رضا الأمير عن التشريعات السابقة.
 

‪أمير قطر أعلن أن الحكومة تعد لانتخابات مجلس الشورى‬ (وكالة الأنباء الأوروبية)
‪أمير قطر أعلن أن الحكومة تعد لانتخابات مجلس الشورى‬ (وكالة الأنباء الأوروبية)

الجبهة الداخلية

وفي هذا الإطار، علّق أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور ماجد الأنصاري بأنها إشارة إلى توسيع قاعدة المشاركة الشعبية، وأن الأمير لم يكن راضيا عن التشريعات التي أعدت سابقا.
 
غير أن الرسالة الأهم، والتي أجمع مراقبون عليها، كانت أن خطاب الأمير ركز على مواجهة الحصار عبر تقوية الجبهة الداخلية، ودعوته المواطنين والمقيمين للاستعداد لحصار طويل الأمد بسبب غياب أفق الحل أمام تعنت دول الحصار التي رفضت الجلوس لطاولة الحوار.
 
وفي حين تتجه كثير من الدول لإعلان إجراءات استثنائية عندما تتعرض لأزمات تستهدف سيادتها واستقلال قرارها الوطني، جاء إعلان أمير قطر بتأكيده التوجه نحو انتخابات مجلس الشورى، وعبر آليات وتشريعات جديدة.
 
وفي هذا السياق، اعتبر أستاذ الإعلام في جامعة قطر الدكتور ربيعة الكواري أن إعلان أمير قطر عن التوجه لانتخابات مجلس الشورى "خطوة جيدة وجريئة في ظل الحصار المفروض على دولة قطر بعد تأجيلها عام 2013.
خطوة جريئة
د. ربيعة الكواري:
إعلان الأمير عن انتخابات تعزز المشاركة الشعبية وفي ظل الحصار الجائر والتحريض المستمر على قطر من قبل دول الحصار؛ هو خطوة جريئة ورسالة قوية تؤكد الثقة المتبادلة بين الأمير وشعبه

وقال للجزيرة نت "أن يعلن الأمير عن انتخابات تعزز المشاركة الشعبية وفي ظل الحصار الجائر والتحريض المستمر على قطر من قبل دول الحصار هو خطوة جريئة ورسالة قوية تؤكد الثقة المتبادلة بين الأمير وشعبه".

وأشار الكواري إلى أن اعتزاز الأمير بشعبه والمقيمين في قطر، كما جاء في خطابه اليوم، وقبل ذلك من على أهم منبر أممي خلال خطابه في الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي؛ يتأكد من خلال أفعال وتشريعات وانتقال نحو تعزيز المشاركة الشعبية.
 
ويشير الكواري إلى أن الدول تعلن في مثل الظروف التي تمر بها قطر -من حصار وتحريض ومحاولات استهداف سيادتها واستقلالها- إجراءات استثنائية وحالة الطوارئ، "لكن سمو الأمير يعلن عن انتخابات لمجلس الشورى في رسالة تدل على التلاحم القوي بين القيادة والشعب في قطر".
 
من جهتها، تقرأ الإعلامية القطرية إلهام بدر في خطاب الأمير بالتوجه نحو انتخابات لمجلس الشورى؛ أنه "دليل عملي يؤكد متانة الجبهة الداخلية واستقرارها وقوتها في ظل حصار جائر يستهدف سيادة البلاد واستقرارها".
وقالت بدر للجزيرة نت "إعلان سمو الأمير عن انتخابات يمثل استثمارا ذكيا لما أبداه القطريون من تماسك لجبهتهم الداخلية والتفافهم حول قيادتهم في ظل الحصار".
 

الحصار لن يثنينا
وتلفت إلى أن الأمير أكد رسالته التي أعلنها في بداية الأزمة، وهي مختصرة في عبارة "الحصار لن يثنينا"، فهو بالفعل لم يثن قطر عن استكمال مسيرتها التنموية في كل المجالات، "واليوم يتم الإعلان عن انتخابات مجلس الشورى وهي رسالة تأكيد بأن الحصار لم يثن قطر فعلا".

 
وعن تطلعات المرأة القطرية للمشاركة في الانتخابات، قالت بدر إن المرأة في قطر حظيت بتمكينها في كل المجالات، وإنها حصلت على حقها في الترشح والانتخاب في المجلس البلدي، كما أنها ممثلة بمجلس الشورى بأربع سيدات، وهي ستكون حاضرة في انتخابات مجلس الشورى القادمة.
 

وعلى صعيد منصات التواصل، تصدر وسم "#خطاب_سمو_الأمير قائمة الأكثر تفاعلا في دولة قطر، حيث تفاعل القطريون مع الخطاب تحليلا، وتوقفا عند الكثير من المضامين التي وردت فيه.

 

وكان أبرز ما توقف عنده المغردون القطريون عبارة أمير قطر في تعليقه على الحصار الذي تفرضه السعودية والإمارات والبحرين ومصر عليها "لا نخشى مقاطعة هذه الدول فنحن بألف خير من دونها".

وأثنى مغردون قطريون على إعلان الأمير عن انتخابات لمجلس الشورى، وتحديده موعدا لإنجاز تشريعاته، واعتبروا أن ذلك ترجمة لتأكيد الأمير أكثر من مرة وفي خطابه اليوم عن اعتزازه بشعبه والمقيمين على أرض قطر "على وقوفهم في وجه الحصار بعزة وكبرياء وسمو في الأخلاق".
 

كما تفاعل مغردون خليجيون مع الخطاب، فتناوله ما بات يصفه نشطاء "بالذباب الإلكتروني" بمهاجمة قطر وترديد الاتهامات ذاتها التي يرددها قادة وإعلام دول الحصار، في حين اختار مغردون كويتيون توجيه الشكر لأمير قطر على تأكيده في كل مناسبة الشكر لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح على صلابة إرادته في التوسط لحل الأزمة الخليجية.
المصدر : الجزيرة