وقفة بباريس تندد بالقصف الإماراتي المصري على ليبيا

ناشطون حقوقيون من عدة دول عربية حضروا المظاهرة ورفعوا شعارات مناهضة للإمارات ومصر وحملوها مسؤولية ارتكاب جرائم حرب في ليبيا.
المشاركون بالوقفة رفعوا علم ليبيا وصورا لجثث مدنيين أعدموا في بنغازي على يد القوات الموالية لحفتر (الجزيرة)

هشام أبو مريم- باريس

شهدت ساحة الجمهورية وسط العاصمة الفرنسية باريس وقفة ضمت عشرات الحقوقيين والناشطين من عدة دول عربية، للتنديد بأعمال القصف الجوي الذي تتعرض له ليبيا على يد القوات المصرية والإماراتية، ولاستنكار أعمال القتل والتعذيب واختطاف المدنيين على يد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

ورفع المشاركون الجمعة علم ليبيا وصورا لجثث مدنيين أعدموا في بنغازي على يد القوات الموالية لحفتر، كما رددوا هتافات مناهضة للواء المتقاعد واصفين إياه بمجرم حرب.

كما قام اتحاد النساء من أجل حقوق الانسان والمرصد الجزائري لحقوق الإنسان-فرع فرنسا بتوزيع رسالة على مواطنين فرنسيين وأجانب موجهة لرئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون من أجل إطلاعهم على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في ليبيا.

وحثت المنظمتان في بيانهما الرئيس ماكرون على الدعوة لإنشاء لجنة تقصي حقائق دولية من أجل تقديم مرتكبي الأعمال الوحشية في ليبيا أمام المحاكم الدولية.

وفي تصريح للجزيرة نت قالت الناشطة الليبية زينة العمران إن عمليات الإعدامات الميدانية مستمرة منذ أكثر من عام في بنغازي على يد قوات حفتر، كما أن الطيران الحربي التابع للإمارات العربية المتحدة ومصر يواصل قصف الأراضي الليبية. وذكرت أنه جرى توثيق مصرع أكثر من 30 مدنيا أغلبهم من الأطفال والنساء في قصف جوي على درنة قبل أسبوع.

وأوضحت زينة العمران أن مقتل المدنيين في درنة يعد جريمة حرب تضاف إلى عشرات الجرائم السابقة، يتحمل فيها النظامان المصري والإماراتي المسؤولية الجنائية كاملة.

ناشطة تحمل صورة لعمليات إعدامات ميدانية نفذتها قوات حفتر في درنة ووثقتها المنظمات الحقوقية الدولية(الجزيرة)
ناشطة تحمل صورة لعمليات إعدامات ميدانية نفذتها قوات حفتر في درنة ووثقتها المنظمات الحقوقية الدولية(الجزيرة)

الرهان على حفتر
أما الناشطة الحقوقية المصرية ماجدة محفوظ فأكدت أن بحوزتها معلومات موثقة تؤكد دعم نظام عبد الفتاح السيسي للواء المتقاعد حفتر بالجنود المصريين الذين يقاتلون في بنغازي، وعندما يتعرضون للقتل في المعارك يعلن الجيش المصري مقتلهم في سيناء.

وتضيف الناشطة الحقوقية أنها حصلت على شهادات لعائلات جنود مصريين قتلوا في ليبيا، لم تسمح السلطات المصرية برؤيتهم أو إقامة صلاة الجنازة عليهم، كما رفضت فتح تحقيق في ظروف وفاتهم.

بدوره اعتبر المعارض والناشط السياسي المصري سالم القطامي أن السيسي يراهن على اللواء حفتر من أجل مصالح اقتصادية إضافة إلى خلفيته العسكرية وعدائه الشديد للتيار الإسلامي.

وأوضح القطامي أن مصر تعاني أزمة خانقة، خصوصا بعد تراجع الدعم المادي الخليجي لها، وبالتالي فإن الدعم العسكري الإماراتي والمصري لحفتر، من ناحية، هدفه الحصول على النفط الليبي مجانا، ومن ناحية أخرى إرضاء الغرب خصوصا الولايات المتحدة الأميركية.

‪ناشطة حقوقية مشاركة في المظاهرة تشرح لأحد الفرنسيين الوضع في ليبيا ومن يقف وراء عمليات قتل المدنيين‬ (الجزيرة)
‪ناشطة حقوقية مشاركة في المظاهرة تشرح لأحد الفرنسيين الوضع في ليبيا ومن يقف وراء عمليات قتل المدنيين‬ (الجزيرة)

فرنسا والجنرال
وبعد نحو أربعة أشهر من اتفاق باريس بين اللواء المتقاعد خليفة حفتر ورئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني فايز السراج لوقف إطلاق النار، لم تصمت أصوات البنادق إلا أياما حتى عادت أكثر ضراوة وشراسة.

وعن الأسباب وراء فشل الوساطة الفرنسية، يرى الناشط الليبي سعيد علي جمعة أن فرنسا لعبت دورا سلبيا في الأزمة الليبية، لأنها كانت تدعم اللواء خليفة حفتر منذ 2015، عن طريق إرسال قوات خاصة لها وعملاء إلى شرق ليبيا.

كما أن الاعتراف الفرنسي بخليفة حفتر دفع هذا الأخير إلى ارتكاب مزيد من الفظاعات والجرائم في حق الشعب الليبي، حسب تعبيره.

يذكر أن السلطات الفرنسية كانت قد اعترفت في يوليو/تموز الماضي ولأول مرة بمقتل ثلاثة جنود لها قرب بنغازي، كما اعترفت بمساندتها لقوات ما يعرف بـ"الجيش الوطني الليبي" التابع لخليفة حفتر لمحاربة التنظيمات "الإرهابية".

وللخروج من الأزمة الليبية، يقترح الناشط سعيد علي جمعة إجراء انتخابات جديدة عبر العودة لدستور 1963، أي إلى النظام الجمهوري ما قبل نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

المصدر : الجزيرة