سباق محموم بمصر لتجديد ولاية السيسي

من مؤتمر إطلاق حملة "عشان تبنيها" الداعمة لفترة رئاسية ثانية للسيسي الصورة مأخوذة من نقل تلفزيوني للمؤتمر
من مؤتمر إطلاق حملة "عشان تبنيها" الداعمة للتمديد للسيسي (ناشطون)

عبد الرحمن محمد-القاهرة

تزايد عقد المؤتمرات وتكوين التحالفات الداعمة لاستمرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لفترة ثانية بمنصب رئيس الجمهورية، وذلك قبل نحو ثمانية أشهر من انتخابات الرئاسة المنتظر أن تجري منتصف العام المقبل.

وآخر تلك المؤتمرات عقد منذ أيام تحت اسم "في حب الوطن" بمشاركة كيانات مختلفة أبرزها الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وائتلاف القبائل العربية، ونقابة الفلاحين، وعدد من البرلمانيين والسياسيين. وشهد توزيع استمارات على هيئة وثيقة مبايعة تجديد ولاء تطالب السيسي بالترشح لفترة رئاسية ثانية تحت شعار "علشان تبنيها".

وسبق هذا المؤتمر سلسلة فعاليات منها حملة "معك من أجل مصر" التي انطلقت في أغسطس/آب الماضي بمشاركة 18 حزبا وهيئة، وكذلك حملة "مؤيدون" التي دشنها رئيس حزب الغد موسى مصطفى، وأعلنت عزمها تنظيم أكثر من 120 مؤتمرا لدعم السيسي بالانتخابات المقبلة.
 

‪ممدوح المنير: التحركات الداعمة للسيسي نتاج توجيه المخابرات الحربية والأجهزة الأمنية‬ ممدوح المنير: التحركات الداعمة للسيسي نتاج توجيه المخابرات الحربية والأجهزة الأمنية (الجزيرة)
‪ممدوح المنير: التحركات الداعمة للسيسي نتاج توجيه المخابرات الحربية والأجهزة الأمنية‬ ممدوح المنير: التحركات الداعمة للسيسي نتاج توجيه المخابرات الحربية والأجهزة الأمنية (الجزيرة)

أيدي المخابرات
ويرى رئيس الأكاديمية الدولية للدراسات والتنمية ممدوح المنير أن هذه التحركات "نتاج توجيه وتنسيق المخابرات الحربية والأجهزة الأمنية التي تدير المشهد السياسي في مصر بشكل كامل وتحرك هذه الكيانات والشخصيات لتنفيذ رؤيتها وخططها المعدة لمرحلة الانتخابات الرئاسية".

واعتبر المنير تعدد هذه التحركات "جزءا من إخراج المشهد السياسي، بحيث يظهر أن مختلف شرائح المجتمع تدعم السيسي كمرشح، كما تعمل من خلال ذلك على قطع الطريق أمام أي منافس محتمل من داخل المؤسسة العسكرية، في ظل ما يتردد عن نية ترشح عدد منهم".

ولفت إلى أن السيسي "عمل منذ الانقلاب العسكري على إحداث تغيير جذري ببنية الجيش ومؤسسات الدولة السياسية، بحيث يكون ولاؤها الكامل لشخصه حتى لا يسمح بوجود أي مفاجآت، وهو ما توقعه في ظل تشرذم وضعف المعارضة بالخارج والداخل بشكل يقلل فرص تأثيرها في المشهد السياسي".

‪العربي: أجهزة السلطة تستغل الكيانات الداعمة للسيسي لجس نبض الشارع‬ العربي: أجهزة السلطة تستغل الكيانات الداعمة للسيسي لجس نبض الشارع (الجزيرة)
‪العربي: أجهزة السلطة تستغل الكيانات الداعمة للسيسي لجس نبض الشارع‬ العربي: أجهزة السلطة تستغل الكيانات الداعمة للسيسي لجس نبض الشارع (الجزيرة)

لفت الأنظار
أما رئيس المرصد العربي لحرية الإعلام والأمين العام المساعد السابق للمجلس الأعلى للصحافة قطب العربي، فيرى أن الكيانات المتسابقة للمشاركة في هذه التحركات "كرتونية هامشية تسعى للفت نظر الإعلام وإظهار ثقل غير حقيقي، واسترضاء السلطات القائمة".
 
وأشار العربي إلى أن أجهزة السلطة "تتلقف هذه الكيانات وتستغل تطلعاتها لجس نبض الشارع المصري وصناعة رأي عام من خلال توجيه تلك التحركات" وتوقع أن تتمخض "هذه الحملات الهزلية للإعلان عن جمع خمسين مليون استمارة دعم لترشيح السيسي دون اكتراث للتشكيك المنتظر في ذلك".

وذكر أن ما تقوم به السلطات بحق مرشحين محتملين -من تشويه وتضييق وتلفيق قضايا لهم أو لأسرهم- هدفه دفعهم للتراجع عن فكرة الترشح وإن كانت فرصهم ضعيفة و"دفع النظام بمرشحين هزليين آخرين للترشح لاستكمال الشكل الديكوري للانتخابات".

في المقابل، يرى رئيس تحرير صحيفة المشهد مجدي شندي أن هذه التفاعلات الداعمة لاستمرار السيسي لفترة رئاسية ثانية "أمر طبيعي ومتوقع من قبل أنصاره ومؤيديه" معتبرا أن كثرتها وتعددها "دليل على كونها حملات تطوعية وليست موجهة ومنسقة، وإلا كان الأولى أن تنتظم في إطار واحد".

واستبعد شندي أن يكون ما يتم من إجراءات بحق من يرى البعض إمكانية ترشحهم بالانتخابات المقبلة "يأتي بسبب الخوف من ترشحهم، كون شعبيتهم لا تدعم هذه التصورات ولا يمثلون خطرا حال ترشحهم بشكل فعلي" لافتا إلى ضرورة إجماع المعارضة على مرشح ليكون منافسا حقيقيا للرئيس الحالي.

المصدر : الجزيرة