شي.. زعيم أوحد للصين على خطى ماو

China's President Xi Jinping claps after his speech as he and other new Politburo Standing Committee members meet with the press at the Great Hall of the People in Beijing, China October 25, 2017. REUTERS/Jason Lee
أفكار ونظريات شي أدرجت ضمن دستور الحزب الشيوعي الحاكم بالصين (رويترز)

علي أبو مريحيل-بكين

أعاد الحزب الشيوعي الصيني انتخاب الرئيس شي جين بينغ لولاية ثانية تمتد خمسة أعوام، وذلك في أول اجتماع للجنة المركزية الجديدة، كما أعلن الحزب عن الأعضاء الجدد في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي وهي أعلى هيئة قيادية في البلاد.

وكان الحزب الشيوعي الصيني أجرى تعديلات على دستوره تضمنت إدراج أفكار ونظريات أمينه العام شي جين بينغ، بما يعزز من سلطاته ونفوذه في مؤسسات الحزب والدولة بصورة غير مسبوقة منذ عهد الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ.

ويرى مراقبون أن إدراج أفكار الرئيس الصيني في دستور الحزب لا يعني فقط توسيع سلطاته للأعوام الخمسة المقبلة، بل أيضا رفعه إلى مصاف قادة الصين التاريخيين، أمثال ماو تسي تونغ، ودينغ شياو بينغ.

وكان الحزب الشيوعي الصيني قد اختتم مؤتمره التاسع عشر في العاصمة بكين، بانتخاب 376 عضوا للجنته المركزية. وتبنى المؤتمر خططا وبرامج سياسية واقتصادية للنهوض بالبلاد ومواصلة مسيرة التنمية، وهو ما يشير إلى دخول الصين مرحلة جديدة من تاريخها بعد مرحلة الإصلاح والانفتاح.

الزعيم الملهم
وبإعادة انتخاب الرئيس الصيني لولاية ثانية، وتعزيز نفوذه باختيار خمسة أعضاء جدد موالين له في اللجنة الدائمة التي خلت من أسماء يمكن أن تخلفه أو تنافسه في المستقبل، فإن ذلك يشير -وفق متابعين للشأن الصيني- إلى أن شي ماضٍ بثبات على خطى ماو نحو تعزيز صورته كزعيم ملهم وأوحد، وإعادة صورة حكم البلاد إلى سابق عهدها، من قيادة الجماعة -التي استمرت عقودا- إلى قيادة الفرد.

وقال الباحث في الدراسات التاريخية جانغ لي فان إن الرئيس الصيني يتطلع إلى نيل لقب "زعيم" بدلا من الاكتفاء بلقب "رئيس البلاد"، لكن جانغ شكك -في تصريح للجزيرة نت- في قبول الناس ذلك، لافتا إلى أن الشعب الصيني لا يريد ماو جديدا بعد عقود من الإصلاح الاقتصادي الذي شهدته البلاد.

ورغم المخاوف التي أثيرت من اتساع نفوذ شي، فإن وسائل إعلام صينية محلية ترى أن البلاد في هذه المرحلة الحساسة بحاجة إلى قيادة قوية تتمتع برؤية بعيدة المدى، وأن بروز الصين على الساحة الدولية كقوة نافذة، هو الوضع الطبيعي الجديد للسياسة الصينية.

وكان شي جين بينغ، وهو أول رئيس صيني ولد بعد تأسيس الجمهورية، قال في افتتاح جلسات المؤتمر الذي استمر أسبوعا "لا بد أن يتصرف الحزب بما يتناسب مع وضعه كأكبر حزب سياسي حاكم في العالم"، وهو ما يشير بوضوح إلى الخطوط العريضة التي تسير عليها السياسة الخارجية الصينية.

حملة الفساد
وأرجع محللون اتساع رقعة نفوذ الرئيس الصيني وتعزيز سلطاته إلى حملة الفساد التي أطلقها منذ توليه السلطة قبل خمسة أعوام، والتي طالت أكثر من مليون مسؤول في الحزب والدولة، ويعتقد أنه بهذه الحملة أزاح ثلة من المنافسين له، مما مهد الطريق أمامه لتوسيع سلطاته وإحكام قبضته على كل شيء.

غير أن العضو في الحزب الشيوعي الصيني جانغ يي جونغ، قال في حديث للجزيرة نت إن الفساد من القضايا التي ما انفكت تؤرق المسؤولين الصينيين، وأشار إلى أن هذه القضية ستبقى بانتظار قيادة الحزب لحلها ومعالجتها.

ورغم محاولة البعض إجراء مقاربة بين شخصية الرئيس الصيني شي جين بينغ والزعيم الراحل ماو، فإن آخرين يرون أن شي يسير بخطى ثابتة نحو الإصلاح والتنمية داخليا وخارجيا، مع الإشارة إلى أن الصين في عهد ماو كانت تضج بالفوضى والفقر، في حين أن البلاد في عهد شي تتقدم باعتبارها المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي في العالم.

المصدر : الجزيرة