الجزيرة نت ترصد أهوال النزوح للاجئي الروهينغا

تواصل هروب الروهينغا من القتل والحرق بميانمار
الهاربات من ميانمار تحدثن للجزيرة نت عن فظائع يرتكبها الجيش ضد أقلية الروهينغا
سيد أحمد الخضر-حدود ميانمار وبنغلاديش

عبر المئات من الروهينغا اليوم الاثنين إلى بنغلاديش وسط استمرار الحملة العسكرية التي يشنها جيش ميانمار ضد هذه الأقلية المسلمة منذ أواخر أغسطس/آب الماضي، وتحدث بعض النازحين إلى الجزيرة نت عن معاناتهم.

وراقبت الجزيرة نت وصول قوارب خشبية متهالكة تحمل العشرات من النساء والأطفال وبعض العجزة، بينما يطلب الجنود البنغاليون من الوافدين الجدد السير على طرق محددة تؤدي إلى معسكرات النزوح.

وأفاد العسكريان رحمان وشمشوم علم بأن ما بين ألف و1200 روهينغي يعبرون يوميا نهر ناف باتجاه الضفة المقابلة لبنغلاديش.

وتحدثت نسوة للجزيرة نت عن استمرار جيش ميانمار والمليشيات البوذية في حرق منازل الروهينغا وقتل الرجال أو اعتقالهم.

وقالت النازحة نسيمة إنها هربت من قريتها بولاية أراكان شمالي ميانمار بعد أن قتلت المليشيات البوذية زوجها وأختها، مؤكدة أن جنود ميانمار يواصلون حرق قراهم.

وروت النازحة صادي قنهر أن الجنود قتلوا زوجها وأنها لا تعرف ما إذا كانوا أحرقوا جثته أم دفنوها، مضيفة أن الرهبان البوذيين يشاركون في الجرائم ويؤججون العنف ضد المسلمين.

‪النازحون من الروهينغا يسيرون بمحاذاة النهر للوصول إلى المخيمات‬ (الجزيرة)
‪النازحون من الروهينغا يسيرون بمحاذاة النهر للوصول إلى المخيمات‬ (الجزيرة)

وتشير الأرقام الرسمية إلى أن نصف مليون روهينغي وصلوا إلى بنغلاديش خلال الشهرين الماضيين.

ويستقبل الجيش البنغالي الوافدين على القوارب من ميانمار لضمان التحاقهم بمخيمات اللجوء بدل التسلل إلى مناطق أخرى من البلاد، كما حصل في أزمات سابقة.

وينتشر الأمن البنغالي بشكل مكثف على ضفاف نهر ناف وفي محيط مدينة كوكس بازار، ويجري تدقيقا في هويات ركاب السيارات لضمان عدم خروج الروهينغيين من معسكرات اللجوء.

واستقبلت بنغلاديش في أزمات سابقة مئات الآلاف من الروهينغا، وتقول إنها تؤوي الآن حوالي مليون شخص من هذه الأقلية الأكثر اضطهادا على مستوى العالم، وفق توصيف الأمم المتحدة.

ويعيش مسلمو الروهينغا ظروفا مأساوية في مخيمات تفتقر لمياه الشرب والخدمات الأساسية، في حين تحذر المنظمات الإنسانية من كارثة صحية مع احتمال تفشي الأوبئة بين النازحين.

وقالت منظمة أوكسفام البريطانية إن أكثر من 70% من اللاجئين الروهينغا لا يملكون المأوى الملائم، وإن نصفهم لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب.

وأضافت في بيان "نشهد عددا غير مسبوق من اللاجئين القادمين من ميانمار إلى بنغلاديش في فترة قصيرة جدا من الزمن"، معتبرة أن الأزمة واسعة ولا تزال تتصاعد.

المصدر : الجزيرة