هل تتجه السعودية للطلاق من فكرها الوهابي؟
وبرر المسؤول السعودي هذه القرارات بأنها جاءت في إطار مكافحة الفكر المتطرف، وقال "لن نسمح لأحد بنشر أيديولوجية الكراهية، أو تمويل مثل هذه الأيديولوجية أو الإرهاب"، وأضاف "نهجنا في التعامل مع هذه المشكلة صارم جدا".
حذفت الايات من المناهج والغيت وخالفنا قول القران ويدرسون ابناءنا على هـ النحو
— زيـــد اللحيــــدان (@IBNALHAIDAN) October 10, 2017
لهم فوق ال30 سنه معتليين المنابر ولا شفناهم قدمو شي غير داعش والطائفيه بين السنه والشيعه ومجتمع متخلف خل يشيلوهم احسن
— ريما (@Reme990) October 10, 2017
وفيما رحّب بعض المغردين بهذا القرار باعتباره تصحيحا لأخطاء عقود مضت، ذهب آخرون لوصفه بأنه بمثابة الحرب على الطبع المحافظ للمجتمع السعودي، فيما اختار مغردون مقارنة ما يجري في السعودية بما قام به مؤسس الدولة التركية الحديثة كمال الدين أتاتورك.
مثال من امثلة #الاتاتوركيه_السلمانيه فصل آلاف الأئمة بحسب كلام الجبير… .. انهم بذلك يبذرون بذور ثورة قادمة.. غباء سياسي وتقليد للامارات https://t.co/EMzVQlKM8d
— منيف الغنيم (@MonifAlgunym) October 9, 2017
فصل آلاف "الأئمة" من مساجد المملكة بحجة أنهم متطرفون !
.
هذا ما تريده الإماراتhttps://t.co/InVYLaoyW7— تركي الشلهوب🤐 (@TurkiShalhoub) October 9, 2017
كما تأتي في خضم تحولات كبيرة يشهدها المجتمع السعودي، تمثلت بتخفيف القيود على الحفلات الغنائية التي كانت تتم في أجواء مغلقة، لتظهر في حفلات عامة يختلط بها الرجال والنساء -على غير العادة- وهو ما ظهر في الاحتفالات بالعيد الوطني السعودي الشهر الماضي، وأثارت وقتها -ولا تزال- الجدل على منصات التواصل.
صحيفة وول ستريت جورنال تحدثت في أغسطس/آب الماضي عن أن المملكة تنفق سنويا ما يصل إلى أربعة مليارات دولار لنشر المنهج الوهابي في العالم، في إشارة إلى عشرات المراكز المرتبطة بالسفارات السعودية في قارات العالم الخمس |
المسؤولية عن التطرف
وفيما أراد الجبير تسويق القرار باعتباره تأكيدا على توجه بلاده الصارم في مكافحة ما وصفه بالإرهاب والتطرف، فإن هناك من اعتبره اعترافا بمسؤولية بلاده عن رعاية "الفكر المتطرف" ونشره ليس في السعودية فقط بل في مختلف أنحاء العالم، عبر المراكز والدعاة الذين تمولهم السعودية.
جاري تفصيل اسلام جديد على الطريقة الامريكية ، مشايخ الامس خدموا الحقبة الماضية ،و أصبحوا ورقة محروقة لا تتناسب مع التحديث الاسلامي الجديد😇✋️
— خربشات قلم (@l0rd212) October 10, 2017
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد تحدثت في أغسطس/آب الماضي عن أن المملكة تنفق سنويا ما يصل إلى أربعة مليارات دولار لنشر المنهج الوهابي في العالم، في إشارة إلى عشرات المراكز المرتبطة بالسفارات السعودية في قارات العالم الخمس.
من جهته اعتبر الخبير في القانون الدولي أنور مالك أن ما صرح به الجبير يحسب للسعودية بأنها صارمة في مكافحة الفكر المتطرف، واعتبر -في حديث للجزيرة خلال برنامج ما وراء الخبر مساء أمس الثلاثاء- أن حديثه عن فصل الآلاف من الأئمة لا يعتبر رقما كبيرا في بلد يوجد فيه ما يقرب من مئة ألف مسجد، يعمل فيها مئات الآلاف من الوعاظ.
لكن المعارض السعودي يحيى عسيري اعتبر أن ما صرح به رئيس الدبلوماسية السعودية بمثابة اعتراف بمسؤولية بلاده عن التطرف والإرهاب، خاصة أنها تتعلق بأئمة ووعاظ اعتادت السلطات على توزيع خطب الجمعة عليهم.
عسيري في حديثه خلال البرنامج ذاته، اتهم الرياض بالاستمرار فيما وصفها بـ"المتاجرة بالإرهاب"، وقال "المؤلم أننا كشعب الضحية دائما، فعندما تحاول السلطة السعودية أن تروج لنفسها أو تسوق لنفسها فهي تفعل ذلك كراعية للإرهاب وتصم هذا الشعب بأنه إرهابي ومتطرف، علما بأن هذا الإرهاب جاء من نشأة السلطة على القمع والقتل والاعتقال الذي يمارس ضد كل من يقول رأيا مخالفا لرأي السلطة".
حالة تخبط
أما الدكتور أحمد الريسوني نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فاعتبر أن السعودية تمر "بحالة تخبط شديدة في سياساتها الداخلية والخارجية".
وقال الريسوني للجزيرة أيضا إن التخبط يتجلى في "وجود قرارات وسياسات ومخططات سرية، لأنها لم تشرح أو توضح أو تمهد لها"، وأنها تأتي متوافقة مع ما ذكره السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة من أن دول حصار قطر تعمل على التحول نحو علمنة مجتمعاتها.
كما اعتبر أن عزل "جيش من الأئمة" واتهامهم بأنهم نشروا على مدى سنوات طويلة التطرف والإرهاب، يعد "اعترافا ضمنيا بأن المملكة تضم جيشا من المتطرفين يسيطرون على التعليم، ويشكلون العقليات، ويصدّرون ذلك للعالم الإسلامي"، متسائلا عما إن كانت المملكة ستعتذر للعالم عما جرى من خسائر نتيجة هذا الفكر.
ويُجمِع مراقبون على أن ما بدأته السعودية من تحولات عميقة في توجهاتها الداخلية والخارجية، يرتبط ارتباطا وثيقا بما تتحدث عنه وسائل إعلام غربية من قرب انتقال الحكم من الملك سلمان بن عبد العزيز إلى نجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.