قرار ترمب يقيد مئات المسافرين ويربك حركة الطيران

Fuad Sharef Suleman and his family push their belongings after returning to Iraq from Egypt, where they were prevented from boarding a plane to the U.S., following U.S. President Donald Trump's decision to temporarily bar travellers from seven countries, including Iraq, at Erbil International Airport, Iraq, January 29, 2017. REUTERS/Ahmed Saad
عائلة عراقية تعود إلى بغداد من مطار القاهرة بعد منعها من صعود الطائرة إلى الولايات المتحدة (رويترز)

تسبب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن الهجرة في احتجاز العديد من المسافرين وإعادة آخرين من حيث أتوا، كما عمت حالة من الإرباك مطارات عدة ومكاتب شركات الطيران.

ومن بين المتضررين من القرار، عائلة سورية مسيحية أرثوذكسية مكونة من ستة أشخاص، نصفهم أطفال، تمت إعادتها اليوم إلى بيروت بعد وصولها إلى مطار فيلادلفيا الأميركي.

كما أعيدت عائلة سورية أخرى مؤلفة من ثلاثة أفراد أمس إلى بيروت، بعد أن غادرت مطار رفيق الحريري الدولي متوجهة إلى ولاية جورجيا الأميركية عبر مطار شارل ديغول في باريس.

أما مطار أتاتورك الدولي في مدينة إسطنبول التركية -وهو ثالث أكثر مطارات أوروبا ازدحاما- فشهد منع نحو ثمانين مسافرا من الدول السبع التي شملها القرار، من الصعود إلى طائرات متوجهة إلى أميركا، ومنهم السوري نائل زينو الذي قال لوكالة الأناضول إنه حصل على تأشيرة الدخول إلى أميركا بعد سنتين من العمل على استكمال كافة الإجراءات، ثم فوجئ في المطار بإلغاء تأشيرة دخوله.

وأضاف "زوجتي وأولادي يعيشون هناك منذ سنتين، وحصلت على التأشيرة في 27 يناير/كانون الثاني الجاري، بالتزامن مع قرار ترمب".

أما العراقي أحمد ظواهر الذي كان متوجها إلى نيويورك مع أخته وعقيلته واثنين من أولاده، فمنع من السفر بالرغم من أنه يحمل بطاقة إقامة خضراء (غرين كارد)، وقال إنه كان يعيش في الولايات المتحدة منذ سنتين، وقدم إلى العراق قبل أسبوعين ثم فوجئ بمنعه من العودة.

وفي السياق نفسه، أعيد سودانيون كانوا في طريقهم للولايات المتحدة، ومنهم فاطمة أبو القاسم القاش التي أعيدت من مطار الدوحة، حيث قالت إنها كانت متوجهة من السودان إلى الولايات المتحدة لزيارة شقيقها الذي يعمل طبيبا في ولاية أريزونا.

أما رجل الأعمال السوداني عامر حامد المنوفي فكان متوجها إلى الولايات المتحدة لإبرام صفقات في مجال تربية الأبقار وحضور معرض للدواجن في ولاية أتلانتا، لكنه فوجئ بمنعه من السفر رغم كونه وكيلا لشركات عالمية من بينها شركتان أميركيتان منذ عام 2009.

تشديد أمني في مطار سان فرانسيسكو (رويترز)
تشديد أمني في مطار سان فرانسيسكو (رويترز)

شركات الطيران
ويبدو أن قرار ترمب قد أربك شركات الطيران أيضا، حيث اضطرت لإبلاغ مندوبيها بعدم بيع تذاكر السفر إلى الولايات المتحدة أو السماح لمواطني الدول السبع الذين لديهم تأشيرات، بركوب الطائرات المتجهة إليها، كما أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن صناعة الطيران فوجئت بقرار ترمب.

وقال متحدث باسم شركة طيران الإمارات الحكومية إنهم يعملون على مساعدة المسافرين المتضررين بقدر المستطاع لتعديل حجوزاتهم، مضيفا أن هناك عددا قليلا من الركاب تأثروا بالإجراءات.

وقالت متحدثة أخرى باسم طيران الإمارات -أكبر شركة في العالم للنقل الجوي للمسافات البعيدة- إن الشركة اضطرت لتغيير جداول عمل المضيفين والطيارين في الرحلات المتوجهة إلى الولايات المتحدة، لأن الحظر يطبق على أطقم رحلات الطيران أيضا.

‪متظاهرون ينددون بقرار ترمب في مطار دالاس الدولي‬ (رويترز)
‪متظاهرون ينددون بقرار ترمب في مطار دالاس الدولي‬ (رويترز)

المطارات الأميركية
وعمت الفوضى المطارات الأميركية مساء الجمعة فور الإعلان عن توقيع ترمب على القرار، وذلك لعدم وضوح التعليمات لدى موظفي الهجرة، فضلا عن تظاهر آلاف الناشطين والحقوقيين أمام مطارات نيويورك ودالاس وسياتل ولوس أنجلوس وشيكاغو وسان فرانسيسكو احتجاجا على قرار ترمب.

ومنذ الساعات الأولى لإعلان القرار، تم احتجاز عدة مسافرين في مطارات أميركا فور وصولهم، وتضاعف اليوم عدد العالقين في قاعات المغادرة والوصول رغم صلاحية تأشيراتهم.

وذكرت الطالبة السودانية نسرين الأمين (39 عاما) -التي تعد أطروحة دكتوراه في الأنثروبولوجيا بجامعة ستانفورد وتقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1993- إنها وصلت إلى مطار كينيدي بنيويورك مساء الجمعة فاحتُجزت زهاء خمس ساعات، حيث خضعت لاستجواب وتم تفتيشها وتكبيل يديها.

ويحظر قرار ترمب دخول رعايا سبع دول مسلمة -هي إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن– من دخول الولايات المتحدة، كما يحظر دخول كل اللاجئين مهما كان أصلهم لمدة 120 يوما، ولفترة غير محددة للاجئين السوريين، وبعد 120 يوما ستعطى الأولوية للاجئين من الأقليات الدينية، في إشارة غير مباشرة إلى مسيحيي سوريا والعراق.

المصدر : وكالات