أبو تريكة يسجل هدفا شعبيا بمرمى واصميه بالإرهاب

تنتشر حملة إعلانية منذ شهر للنجم المحبوب اللاعب "ابوتريكة" وهو يسلم الراية للاعب شاب، فيما تعبتره السلطات إرهابيا. (تصوير خاص للافتة إعلانية تحمل صورة ابوتريكة بشارع فيصل بالجيزة ـ مصر ـ20 يناير 2017).
تنتشر حملة إعلانية منذ شهر للاعب أبوتريكة وهو يسلم الراية للاعب شاب (الجزيرة)

عبد الله حامد-القاهرة

"حينما تبرع لاعب الكرة محمد صلاح بمليوني جنيه (110 آلاف دولار) لصندوق "تحيا مصر" والتقط معه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يرعى الصندوق صورا تذكارية، وجه المذيع الموالي للنظام تامر أمين رسالة للاعب محمد أبو تريكة قائلا "لو دفعت ولو ألف جنيه للصندوق، ستخرس الألسنة" في وقت أصدرت محكمة الجنايات حكما باعتبار أبو تريكة إرهابيا.

وبينما تشتعل مواقع التواصل برفضها الحكم، تنفتح نوافذ المصريين كل صباح على لافتات إعلانية تغرق الشوارع، بصورة أبو تريكة وهو يسلم الراية للاعب جديد، في حملة إعلانية منذ شهر لشركة كبرى.

أهداف
النجم الذي سجل موقفا مناهضا للعدوان الإسرائيلي على غزة بإبراز قميصه "تعاطفا مع غزة" ظل يسجل أهدافا ومواقف بشبكات الخصوم، حيث خرج عقب مذبحة ملعب بورسعيد ليهتف أمام بوابة النادي الأهلي "يا نجيب حقهم، يا نموت زيّهم" ورفض ـاحتجاجاـ مصافحة قائد الجيش وقتها المشير حسين طنطاوي.

وظل اللاعب مصرا في كل تصريحاته الصحفية على أنه "لا يتحدث في السياسة" بل يسجل مواقف إنسانية، أما الجماهير فقد لقبته بـ"أمير القلوب" و"القديس" و"الساحر" الذي يفيض وجهه الباسم بملامح الطيبة، منذ عمل طفلا بمصنع بقريته "ناهيا" غربا، مرورا بفشله في شراء حذاء للالتحاق بنادي الترسانة، ثم التحاقه بالأهلي، رافعا إياه للقمة بقدمه الذهبية.

في مباراة العودة أمام "أورلاندو" بدوري أبطال أفريقيا أواخر عام 2013، سجل هدفا متقنا كعادته، ثم اتجه لمدرجات الجماهير، ليلتحم بهم، ويحييهم، شاكرا، مودعا، بينما اضطرمت السماء بالهتافات المودعة الملتاعة.

أكثر من 144 هدفا حصيلة ركض أبو تريكة في الملاعب، وقد وصفه المدير الفني السابق للأهلي مانويل جوزيه بأنه "أفضل شخص التقيته، فهو الملجأ الإنساني للجميع".

مخالفة
محمد عثمان محامي أبو تريكة علق على قرار اعتباره إرهابيا "إنه صدر دون إعلان للدفاع بالمخالفة للقانون، حيث لم تصدر ضد اللاعب أية أحكام جنائية، ولم تجر معه تحقيقات، وذلك بالمخالفة للدستور".

وأضاف عثمان بتدوينة على صفحته بـ فيسبوك أن "التحفظ على الأموال وبلاغ لجنة التحفظ الذي صدر بناء عليه قرار الإدراج على قوائم الإرهاب، يستند إلى تحريات للشرطة، رغم حكم قضائي واجب النفاذ بإلغاء قرار التحفظ، غير أن اللجنة لم تلتزم بالحكم" مؤكداً أنه سيطعن على القرار أمام محكمة النقض.

‪عدد من الإعلاميين عبروا عن صدمتهم من قرار وصم أبو تريكة بالإرهاب‬ عدد من الإعلاميين عبروا عن صدمتهم من قرار وصم أبو تريكة بالإرهاب (الجزيرة)
‪عدد من الإعلاميين عبروا عن صدمتهم من قرار وصم أبو تريكة بالإرهاب‬ عدد من الإعلاميين عبروا عن صدمتهم من قرار وصم أبو تريكة بالإرهاب (الجزيرة)

وقال الكاتب الصحفي المتخصص بالشأن الرياضي أحمد سعد إن "التعاطف الواسع مع النجم المحبوب بعد القرار، كشف عن مدى رفض معظم المصريين لقرارات النظام".

وتابع سعد في حديثه لـ الجزيرة نت "ثبات وصمت أبو تريكة بمواجهة الظلم الواقع عليه منذ الانقلاب عام ٢٠١٣، ضاعف من التعاطف".

ولم يستبعد أن يكون هدف القرار التغطية على أحداث أخرى، إلا أن النظام خانه التقدير باختيار التوقيت المتزامن مع ذكرى ثورة ٢٥ يناير/كانون الثاني، وفق تعبيره.

موقف نبيلة
من جهة أخرى، قال الكاتب الصحفي فتحي مجدي للجزيرة نت إن "أبو تريكة يدفع ثمن مواقفه النبيلة".

وتابع مجدي وهو من مسقط رأس أبو تريكة "حاولت السلطة استغلال شعبيته بعد الإطاحة بحكم الإخوان، على أن يتبرع بأربعة ملايين جنيه (نحو مائتي ألف دولار) من أمواله بعد إلغاء التحفظ عليها لصندوق (تحيا مصر) ومقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكنه رفض بشدة، حتى بعد مساومته بإطلاق سراح ابنة عمه يسرا أبو تريكة  التي كان قد ألقي القبض عليها أواخر عام 2015 بتهمة الانتماء للإخوان  مقابل إعلان دعمه للسلطة الحالية".

وعلق محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق على القرار بتدوينة على تويتر قال فيها إن "توصيف الشخص كإرهابي دون تعريف عقلاني للإرهاب، وفي غياب محاكمة هو انتقام سياسي، وكلنا خاسرون".

وكان من المثير أيضا صدمة إعلاميين موالين للنظام من الحكم، حيث قال الإعلامي عمرو أديب في برنامجه "إن هناك محكمتين قالتا إن أموال أبو تريكة حلال، ثم فوجئنا بحكم بأنه إرهابي، ذلك يجعل أيا منا إرهابياً محتملا" أما الممثلة داليا البحيري فسارعت للاعتذار للاعب بعد تدوينة مسيئة منسوبة لها.

المصدر : الجزيرة