هل ستتوقف عملية درع الفرات؟

تركيا تلمح إلى توسيع عملية درع الفرات بشمال سوريا
المرحلة الثالثة من عملية درع الفرات بدأت بدعم تركي قبل أيام (الجزيرة)

محمد كناص-غازي عنتاب

تبدو المرحلة الثالثة من معركة درع الفرات بطيئة أكثر من سابقتيها، فمنذ إعلانها قبل أربعة أيام لم تشهد تطورا نوعيا على الأرض لصالح الجيش الحر المدعوم من تركيا، بل تعرضت فصائله إلى ما يشبه الهزة، حيث أعلن الفوج الخامس وصقور الجبل وأحرار الشرقية تعليق أعمالهم في المعركة احتجاجا على مشاركة قوات أميركية خاصة في العمليات العسكرية.

يقول العقيد أحمد عثمان قائد فرقة السلطان مراد إحدى الفصائل المشاركة في عملية درع الفرات في حديث للجزيرة نت، إن الجيش الحر استعاد اليوم أربع قرى في محيط الراعي بريف حلب الشمالي بعد أن استطاع تنظيم الدولة الإسلامية التقدم إليها.

‪عثمان: من المتوقع أن يحدث انسحاب متسارع لتنظيم الدولة ليتلافى حصاره‬  (الجزيرة)
‪عثمان: من المتوقع أن يحدث انسحاب متسارع لتنظيم الدولة ليتلافى حصاره‬  (الجزيرة)

ويضيف العقيد عثمان أنه جرت السيطرة على قرية جديدة بعد طرد تنظيم الدولة، وهي قرية بحورتة وتلتها الهامة، وأن العمل العسكري للجيش الحر ما زال قائما على قرية جكة.

ويتابع أن المرحلة الثالثة من عملية درع الفرات ما زالت تعمل على محاور منبج والباب وشرق مارع، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة انسحابا متسارعا لتنظيم الدولة ليتلافى عملية حصاره.

ويرى العقيد عثمان أن تنظيم الدولة في عملية سيطرته على القرى التي يستعيدها الجيش الحر يعمد إلى التسلل إليها عن طريق المدنيين، حيث يزرع خلايا نائمة فيها ومن ثم يضغط على قوات الجيش الحر من الداخل والخارج، وهذه عملية يصعب ضبطها بسبب دخول المدنيين في المعادلة.

‪أتاجان: تركيا تبدو مصممة على الاستمرار في عملية درع الفرات‬  (الجزيرة)
‪أتاجان: تركيا تبدو مصممة على الاستمرار في عملية درع الفرات‬  (الجزيرة)

عملية مستمرة
يقول المحلل السياسي التركي بكير أتاجان إن تركيا تبدو مصممة على الاستمرار في عملية درع الفرات العسكرية حتى تحقيق المنطقة الآمنة في الشمال السوري التي تمتد على طول 89 كيلو مترا وبعمق 45 كيلو مترا.

وبحسب أتاجان فإن المنطقة مرتبطة بأمن تركيا القومي، ولا يزال القادة الأتراك يرددون في كل مناسبة إعلامية أنهم ماضون باتجاه تحقيقها.

ويرى أتاجان في حديثه للجزيرة نت، أن تركيا ستمضي إلى إخراج ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، إلى شرق الفرات وستدفعها إلى الخروج من مدينة منبج سواء بقوة السلاح أو من خلال دفع أميركا إلى الالتزام بوعودها التي ضمنت من خلالها خروج القوات الكردية إلى شرق الفرات.

ووفق أتاجان، فإن لقاءات يمكن أن تجري لدفع فصائل الجيش الحر للعودة إلى عملية درع الفرات، بعد أن علقوا أنشطتهم فيها، لافتا إلى وجود كثير من المؤشرات لعودة تلك الفصائل واستمرارها بالعمل.

ووصف أتاجان الحديث عن وجود خسائر للقوات التركية في عملية درع الفرات من الممكن أن تدفعهم إلى التوقف عن التوغل أكثر في المستنقع السوري بغير الصحيح، "فالداخل التركي بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى حرب تشد الداخل إلى بعضه البعض من خلال توجيه الرأي العام التركي إلى هدف خارجي يجعله يتوحد".

المصدر : الجزيرة