صعوبات نقل السلطة في أوزبكستان بعد كريموف

بعد الإعلان عن وفاة الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف، بدأ طرح سيناريوهات نقل السلطة في أوزبكستان والمستقبل السياسي لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة المحاذية لأفغانستان والمترامية في قلب أمواج التنافس بين مختلف القوى العظمى والإقليمية على النفوذ فيها.

ربع قرن حكم فيها إسلام كريموف أوزبكستان بقبضة حديدية، خرج من المؤسسة الشيوعية رئيسا لدولة مستقلة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ليواجه تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية كبيرة، فأنشأ نظاما شموليا ثبت حكمه طوال سنوات الاستقلال، وقضى ليس فقط على كل منافس سياسي وإنما على كل ورثته المحتملين للسلطة أيضا.

وبعد رحيله، تضع سياسة كريموف أوزبكستان أمام مفترق طرق. فطريقة انتقال السلطة ستحدد مستقبل هذا البلد الذي يعد شعبه من أفقر شعوب المنطقة.

ترجح معظم الدوائر السياسية أن يخلف كريموف رئيس حكومته شوكت ميرزييايف الذي يحظى بدعم من موسكو ومن جهاز أمن الدولة الأوزبكي، المؤسسة الأمنية الأقوى في أوزبكستان.

ويرى كثير من المراقبين أن روسيا والصين والولايات المتحدة والدول الإقليمية تريد جميعها انتقالا سلسا للسلطة في أوزبكستان، يضمن الاستقرار الهش فيها.

إلا أن هذه الرغبة قد تعيق تحقيقها القوى الإسلامية الأوزبكية المعارضة التي يتوقع أن تدخل مجددا على خط الصراع على السلطة في أوزبكستان؛ وعلى رأس هذه القوى يبدو حزب التحرير الإسلامي وحركة أوزبكستان الإسلامية التي انضوت أخيرا تحت لواء تنظيم الدولة الإسلامية.

وللحركات الإسلامية في أوزبكستان تجربة مريرة مع قمع السلطات، أشهرها أحداث مدينة أنديجان عام 2005 التي سقط فيها أكثر من ألف قتيل من معارضي نظام كريموف.

ولا يستبعد كثيرون أن تعلن هذه القوى -التي أصبح  لدى بعضها تجربة في العمل العسكري في أفغانستان وسوريا– عن نفسها قريبا، ولا سيما مع غياب خليفة بقوة كريموف وقسوته.

المصدر : الجزيرة