ماذا وراء دعوة الصادق المهدي للبشير بالتنحي؟
عماد عبد الهادي-الخرطوم
واعتبر المهدي في خطاب مفتوح وجهه إلى السودانيين بمناسبة عبد الفطر المبارك الأربعاء، أن المشهد السوداني ينبئ بوقوع انتفاضة شعبية تحققت كل أسبابها.
وأضاف في مبرراته للدعوة "لقد عايشنا انهيار نظامين على شاكلة هذا النظام، انهيارا عندما بلغت الأحوال كتلة حرجة، وهذه الصفة الآن ظاهرة لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وهذا الموقف لا يقال فيه هل من انتفاضة؟ بل متى وكيف ستكون الانتفاضة؟".
أخوة الدين
وتابع المهدي موجها خطابه إلى البشير "يا أخي أخاطبك بما يجمع بيننا من إخاء الدين والوطن بلا ألقاب، أن تقفز من مكانة في التاريخ تنسجها لك عذابات الضحايا، إلى مكانة تصوغها آمال الناجين والمتطلعين لحياة أعدل وأفضل".
وقال إن على البشير اتخاذ قرار يوقف الحرب في جميع أنحاء البلاد ويبني السلام، ووعد "باسم الذين عوقبوا دون ذنب جنوه أن نكون إيجابيين، وأن نعمل دون أحقاد لتحقيق فلاح الوطن".
ويخالف المهدي محللون يرون أن وعده لن ينطبق على كافة أوجه المعارضة التي اختار بعضها العمل العسكري بدلا من المدني.
واستبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة أم درمان الإسلامية صلاح الدومة تنحي البشير بسبب كثير من الملفات المانعة.
وقال الدومة في حديث للجزيرة نت إن دعوة المهدي قد تجد تأييدا من بعض الفئات المعارضة، لكنها لن تجد ذلك التأييد من بعضها الآخر "وحتى بعض الممسكين بزمام السلطة فإنهم لن يقبلوا".
مقدمة عودة
من جهته، ينظر المحلل السياسي محيي الدين تيتاوي إلى الأمر بأنه ربما كان مقدمة لعودة المهدي إلى البلاد، "لكنه لن يغير في أمر الحكم شيئا"، مستبعدا تنحي البشير عن السلطة "لأن البلاد تواجهها كثير من المهددات".
ويقول تيتاوي للجزيرة نت إن طلب المهدي لم يخرج من مواقف المعارضة المتكررة والداعية إلى إزاحة حكومة المؤتمر الوطني عن السلطة بأي شكل.
ويخالفهما عضو المكتب القيادي في حزب المؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي الذي يرى أنه كان الأجدى أن يطالب المهدي بانتخابات حرة نزيهة يكون فيها القرار للشعب، "بدلا من أن يطالب البشير بالتنحي".
ويرى عبد العاطي في تعليقه للجزيرة نت أن ما طرح من حوار كفيل بأن يعالج مشكلات السودان المختلفة، التي قال إنها تحتاج إلى رؤى وإستراتيجية موحدة.