تقرير تشيلكوت لا يشكل حدثا في العراق

Iraqi policemen inspect the site of a car bomb attack at Baghdad al-Jadida neighborhood, eastern Baghdad, Iraq, 09 June 2016. Media reports state that a new wave of bombings northern and eastern Baghdad targeting a crowded market in Baghdad al-Jadida district and a military base in Taji, killed at least 22 people and injured dozens others, in the latest wave of attacks that hit the Iraqi capital.
تفجير الكرادة الأخير أحدث تداعيات الغزو المستمرة منذ 13 عاما (الأوروبية)

بدا استقبال العراقيين باهتا لتقرير تشيلكوت المتعلق بمشاركة بريطانيا في غزو العراق إلى جانب الولايات المتحدة، ويرى الكثيرون أن التقرير لم يغير شيئا بالنسبة إلى العراقيين الذين يعيشون يوميا منذ 13 عاما العواقب الوخيمة لذاك الغزو.

فقبل ثلاثة أيام من نشر التقرير، شهدت بغداد أحد أكثر الاعتداءات دموية في العراق منذ الغزو الأميركي البريطاني، حين أسفر تفجير تبناه تنظيم الدولة الإسلامية واستهدف مركزا تجاريا عن مقتل ما لا يقل عن 250 شخصا.

وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، قال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد جمال "لكن ما هو هذا التقرير؟"، بما يعني أن العراقيين لا يعلقون أهمية كبيرة على التقرير الذي أثار ضجة كبيرة في بريطانيا وخارجها.

فبالنسبة إلى كثير من العراقيين لم يأت هذا التقرير بجديد، واعتبر عباس سلمان مهدي (56 عاما) أن "من البديهي القول إن البريطانيين والأميركيين ارتكبوا أخطاء من خلال شنهم حربا" على العراق، غير أن "هذا التقرير لا يغير شيئا بالنسبة إلى العراق".

وقالت زينب حسن (60 عاما) إنه تقرير "فارغ"، تعليقا منها على المستند المكون من 2.6 مليون كلمة والذي استلزم إعداده سبع سنوات.

أما النائب علي العلاق المنتمي إلى حزب رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، فأكد أن الغزو الذي قاده الأميركيون وأدى إلى سقوط نظام صدام حسين "كانت له آثار كبيرة على العراق"، وتوقع ألا يكون للتقرير تأثير بعد مرور كل هذا الوقت عن الغزو.

عراقيون يعتقدون أن اعتذار بلير لن يغير من واقعهم شيئا (الأوروبية)
عراقيون يعتقدون أن اعتذار بلير لن يغير من واقعهم شيئا (الأوروبية)

وإذا كان الغزو والسنوات الثماني التي تلته من الوجود العسكري الأميركي والتي شهدت قرارات كارثية، قد أديا إلى سيول من الدماء ما زالت مستمرة حتى اليوم، فإن واشنطن وحلفاءها ليسوا مسؤولين عن كل المشكلات الحالية في العراق.

فالطبقة السياسية العراقية تقتسم جزءا من المسؤولية لتورطها في قضايا فساد ومحسوبية عطلت بناء دولة قادرة على فرض الاستقرار، كما زاد التدخل الإقليمي من حدة الفوضى التي تعصف بالبلاد عبر دعمها أطرافا مختلفين.

وتوصل تقرير تشيلكوت إلى خلاصات تثقل كاهل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي قطع وعدا للرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش بمساندته في العراق "مهما حصل".

وقدم بلير "اعتذارا"، لكنه اعتبر أن العالم بات "أفضل وأكثر أمنا" منذ سقوط نظام صدام حسين الذي اعتقل وحكم عليه بالإعدام.

لكن الاستنتاج الذي توصل إليه بلير يشكك فيه عدد كبير من العراقيين الذين نجوا من الهجمات وفرق الموت، أو زاروا برادات المستشفيات للتعرف إلى أقارب لهم لقوا حتفهم.

وعبر غيث الغفاري (26 عاما) عن رغبته في أن يصلح المسؤولون عن الغزو خطأهم بشكل ملموس، قائلا إن "من واجبهم -على أقل تقدير- أن يعيدوا بناء هذا البلد".

المصدر : الفرنسية