إسرائيل تشدد حراسة غليك بعد فيديو يدعو لقتله

انتشر على مواقع التواصل فيديو يحاكي محاولة اغتيال لعضو الكنيست الإسرائيلي المستوطن /يهودا غليك/ المعروف بدعواته المستمرة لاقتحام المسجد الأقصى.
مشهد من فيديو كرتوني انتشر على مواقع التواصل يحاكي محاولة اغتيال لعضو الكنيست الإسرائيلي المستوطن يهودا غليك (الجزيرة)

خاص-الجزيرة

قرر رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي إدليشتاين الأحد الماضي تشديد الحراسة الأمنية على عضو الكنيست عن حزب الليكود يهودا غليك، بعد نشر فيديو كرتوني أنتجه فلسطينيون يحتوي على مشاهد من عملية اغتيال له من قبل مقاومين فلسطينيين ملثمين.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن قرار رئيس الكنيست جاء بعد التشاور مع الأمن الإسرائيلي، وعلى خلفية التهديدات الحقيقية التي أصبح يواجهها غليك من قبل الفلسطينيين.

وأثار الفيديو الكرتوني -الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي قبل عدة أيام- ضجة كبيرة في الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية بعد تداوله بين المواقع الإخبارية الإسرائيلية، خاصة أن غليك من أبرز الداعين لاقتحامات المسجد الأقصى المبارك.

ونشر الفيديو بعد حديث غليك عن أن مركبته كانت خلف مركبة المنفذين لعملية إطلاق النار التي جرت الأسبوع الجاري في الخليل، التي قتل فيها حاخام إسرائيلي وأصيب ثلاثة آخرون، وتأكيده أنه نجا بأعجوبة من العملية.

رعب المستوطنات
ويظهر الفيديو الكرتوني المذكور تسلل مقاوميْن فلسطينييْن لمستوطنة عتنائيل التي وقعت العملية الأخيرة قربها، بعد رصدهما مركبة غليك وهو يدخل المستوطنة، قبل أن يتمكن المقاومان الملثمان من الاقتراب منه وقتله رميا بالرصاص. وانتهى الفيديو بمقطع غنائي باللغة العبرية يسخر من دعوات غليك لاقتحام الأقصى ويحذر المستوطنين من مغبة استمرار ذلك.

عضو الكنيست عن حزب الليكود يهودا غليك (وكالة الأنباء الأوروبية)
عضو الكنيست عن حزب الليكود يهودا غليك (وكالة الأنباء الأوروبية)

وليست هذه المرة الأولى التي ينتج فيها فلسطينيون مثل هذا النوع من الفيديوهات التي تخاطب المجتمع الإسرائيلي باللغة العبرية، لكنه الأكثر مباشرة في الدعوة إلى اغتيال شخصيات إسرائيلية معروفة في تطرفها تجاه الفلسطينيين.

وشهدت السنوات الأخيرة إنتاج الفلسطينيين العديد من الأعمال الفنية من فيديوهات كرتونية أو مقاطع غنائية باللغة العبرية وموجهة للجمهور الإسرائيلي، تتضمن تحذير الاحتلال من مواصلة اعتداءاته على الشعب الفلسطيني ومقدساته، وهو ما يلقى صدى واسعا بين الأوساط الإسرائيلية، ويتم تناقلها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي سواء الفلسطينية أو الإسرائيلية.

رسائل الفيديو
وقال الباحث والمختص بالشأن الإسرائيلي محمد حماد في حديثه للجزيرة نت إن الفيديو الأخير الذي انتشر عقب عملية الخليل حاز اهتماما غير اعتيادي من قبل الإعلام العبري، وذلك لتزامن انتشاره مع العملية، فضلا عن أن غليك نفسه كان على بعد أمتار من مكان تنفيذ العملية.

وأوضح حماد أن الإعلام العبري يهتم بشكل كبير بمجموعة الأعمال التي تصدر باللغة العبرية، والتي ينسب إنتاجها غالبا إلى الأذرع الإعلامية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مؤكدا أن الاهتمام الإسرائيلي بأعمال المقاومة الفنية جاء نتيجة انتقالها نقلة نوعية في الصياغة والأداء والشكل الفني، فضلا عن رسائلها المتعددة التي تحملها للاحتلال.

وبيّن المتحدث أن تلك الأعمال الفنية تحمل رسائل عدة، ومنها رسالة روح التحدي والإصرار على المقاومة، وتتناسب في معظمها مع رغبة الشارع الفلسطيني من ناحية اللحن والأداء، ورسائل أخرى إسرائيلية داخلية، حيث تتحدث بعض الأعمال بلسان حال المواطن الإسرائيلي الذي ندم على قدومه إلى فلسطين.

يذكر أن عضو الكنيست يهودا غليك كان تعرض لعملية إطلاق نار في أكتوبر/تشرين الأول 2014، وأصيب إثرها بجروح خطيرة، وذلك على خلفية دعوات وجهها سابقا لاقتحام المسجد الأقصى.

المصدر : الجزيرة