اتهامات لحزب الله بالتهجير الطائفي بريف دمشق

جانب من أثار القصف والمعارك في مدينة الزبداني…لجزيرة
بعض أحياء الزبداني دمرها القصف والمعارك (الجزيرة)

محمد عيسى-الجزيرة نت

يؤكد الأهالي وناشطون أن حزب الله اللبناني ينفذ "تهجيرا طائفيا ممنهجا" للسكان بمنطقة الزبداني بريف دمشق المحاذية للحدود مع لبنان، حيث أجبر الحزب أكثر من خمسين عائلة مؤخرا على مغادرة منازلهم بمنطقة العقبة، ثم نهب مقاتلو الحزب المنازل وأحرقوها.

واضطرت السيدة أم محمد مع عائلتها إلى ترك منزلها الواقع بأطراف بلدة مضايا، حيث تقول للجزيرة نت إنها تتمنى لو كان ما حدث مجرد كابوس مزعج وسرعان ما ينتهي حين استيقاظها.

وتضيف "في البداية اقتحموا المنطقة وطلبوا من الأهالي إحصاءً دقيقا لسكان كل منزل، مبررين ذلك بجلب مساعدات من الأمم المتحدة، وبعدها مباشرة بدأت عملية تهجيرنا على مراحل، حيث أبلغوا ساكني كل حارة بوجوب المغادرة خلال خمسة أيام".

وحسب رواية أم محمد، تم تخيير الأهالي بين ترك كل ممتلكاتهم مقابل السماح لهم بالخروج إلى حيث يريدون، أو أخذ ما يشاؤون من ممتلكاتهم والمغادرة باتجاه بلدة مضايا المحاصرة من قبل حزب الله وقوات النظام، حيث يعاني السكان من ظروف إنسانية في غاية السوء، ما دفع معظم الأهالي للجوء إلى الخيار الأول خشية التعرض للموت جوعا في مضايا.

‪خريطة تظهر مناطق سهل الزبداني التي ينفذ التهجير فيها‬ (خرائط غوغل)
‪خريطة تظهر مناطق سهل الزبداني التي ينفذ التهجير فيها‬ (خرائط غوغل)

منهجية التهجير
ووفق المجلس المحلي في بلدتي مضايا وبقين، فإن هذه الواقعة تعد حلقة في "مسلسل التهجير الممنهج" الذي ينفذه حزب الله في منطقة سهل الزبداني بتسهيل من قوات النظام، حيث أجبر الحزب نحو مئتين وخمسين عائلة على مغادرة منازلهم خلال عامين، كما أجبروا قرابة خمسين ألف مدني على النزوح من الزبداني.

ويقول رئيس المجلس المحلي محمد عيسى "أدركنا منذ بداية المعارك في المنطقة أن الهدف هو تغيير التركيبة السكانية على أساس طائفي، عبر تهجير الأهالي بغض النظر عن توجههم السياسي، فحتى المؤيدون للنظام تم تهجيرهم".

ويضيف أن الجامع الكبير في بلدة الحوش حوله حزب الله إلى حسينية شيعية "ما يؤكد الدافع الطائفي وراء عمليات التهجير"، معربا عن مخاوفه من تغيير التركيبة السكانية بالمنطقة وتحويل كل المساجد إلى حسينيات.

ونشر المجلس المحلي سابقا معلومات عن تقسيم حزب الله منطقة سهل الزبداني إلى قطاعات، ثم تهجير أهلها تباعا، وذلك منذ مطلع عام 2014، ومن أهم تلك المناطق جمعية الصديق وكروم مضايا ومنطقة العقبة، بينما يجري حاليا إخلاء منطقة الخربة والمنطقة الفاصلة بين طريقي السلطاني العُلوي والسفلي، التي تقطنها نحو 150 عائلة.

ويؤكد المجلس المحلي أن هذه المناطق خاضعة لحزب الله والنظام، ولا تقع على خطوط التماس مع المعارضة المسلحة، ما يعزز فكرة أن ما يحدث هو تهجير ممنهج وليس نزوحا بسبب المعارك كما يزعم النظام والحزب اللبناني.

المصدر : الجزيرة