خلافات متصاعدة بين قادة عملية الكرامة ببنغازي

احتدام المعارك في بنغازي وسقوط عشرات القتلى
عملية الكرامة التي انطلقت قبل عامين لم تتمكن من السيطرة على بنغازي غير أنها أدت لدمار كبير فيها (الجزيرة)

هشام عبد الحميد-طرابلس

تصاعدت حدة الخلاف مؤخرا بين قادة عملية الكرامة، خاصة بعد أن حلت وزارة داخلية الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الله الثني قوة المهام الخاصة وكتيبة الإسناد الأمني، وهما جهازان كانا مواليين لعملية الكرامة التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، إلا أنهما عقب تنصيب المهدي البرغثي (أحد الموالين السابقين لعملية الكرامة) وزيرا للدفاع بحكومة الوفاق الوطني أعلنا عن دعمهما له ولحكومة طرابلس.

وفي خطوة تصعيدية مماثلة أعلن الناطق باسم القيادة العامة للجيش التابع لحفتر رفض عمل أي وزارة أو مؤسسة تابعة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج إلا بعد منحها ثقة مجلس النواب.

وردا منه رفض البرغثي قرار حل القوتين الأمنيتين، معتبرا أنه باطل ولا مبرر له.

ويرى متابعون للشأن الليبي أن الانقسام بين القيادات العسكرية بقوات حفتر من حيث دعم حكومة الوفاق الوطني أو معارضتها آخذ بالتصاعد، وقد يتطور إلى صدام مسلح بين الفريقين، خصوصا في ظل إصرار حفتر على ضرورة ترك البرغثي مقعده الوزاري بالحكومة، وهو ما سيؤثر كثيرا على سير العمليات العسكرية في بنغازي.

أبو ظفيرة اعتبر أن العسكريين الموالين لحفتر معنيون بإرباك المشهد داخل بنغازي (الجزيرة نت)
أبو ظفيرة اعتبر أن العسكريين الموالين لحفتر معنيون بإرباك المشهد داخل بنغازي (الجزيرة نت)

صراع
وإزاء ذلك قالت النائبة سهام سرقيوه إن الصراع الذي بدأت بوادره بين القادة الميدانيين والعسكريين في بنغازي هو انعكاس للخلاف بين أعضاء البرلمان الداعمين للاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات المغربية في الـ17 من ديسمبر/كانون الأول 2015، ولحكومة الوفاق المنبثقة عنه، والرافضين له.

وأضافت سرقيوه للجزيرة نت أن أغلبية أعضاء مجلس النواب في طبرق والقادة العسكريين من الداعمين لحكومة الوفاق الوطني، إلا أن من وصفتهم بـ"القلة" يهيمنون على رئاسة البرلمان، ويعطلون توحيد المؤسسة العسكرية في حربها على "الإرهاب" تحت شرعية مجلس رئاسة الحكومة.

وشككت النائبة في إمكانية نشوب حرب بين قادة عملية الكرامة العسكريين في مدينة بنغازي، مرجعة ذلك إلى الدعم الدولي والإقليمي الذي حصدته حكومة الوفاق الوطني والتأييد الشعبي، مطالبة مؤسسات الدولة الليبية في شرق البلاد باتباع أوامر الحكومة.

واشترط رئيس مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني فائز السراج في تصريح صحفي لقبول اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضمن المؤسسة العسكرية أن يخضع لتعليمات الحكومة كقيادة سياسية للبلاد.

هذا واتهم آمر القطاع الحدودي العقيد بشير أبو ظفيرة العسكريين الموالين لحفتر بإرباك المشهد داخل مدينة بنغازي وتوسيع دائرة الانقسام السياسي.

وقلل أبو ظفيرة في تصريح للجزيرة نت من قوة العسكريين والمدنيين الموالين لحفتر، وأن دعوى محاربة الإرهاب التي ادعتها عملية الكرامة تبين عدم صحتها مع مرور الأيام، مستدلا بالدمار الذي حل في بنغازي، سواء في النسيج الاجتماعي أو البنية التحتية.

وقال آمر القطاع الحدودي إن الحل الأقرب لمعالجة الأوضاع العامة في ليبيا والخاصة ببنغازي يتطلب رؤية سياسية وأمنية وعسكرية تنطلق من العمل تحت إدارة حكومة الوفاق الوطني التي شكلها الليبيون لتمثيل كافة مصالحهم باتفاق سياسي، واعتبار كل رافض للعمل مع الحكومة خارج عن السلطة الشرعية المعترف بها دوليا.

الشلوي: توسع الخلاف داخل عملية الكرامة مع الوقت في ظل عدم إنجاز الهدف (الجزيرة نت)
الشلوي: توسع الخلاف داخل عملية الكرامة مع الوقت في ظل عدم إنجاز الهدف (الجزيرة نت)

تضارب مصالح
من جانبه، رأى المحلل السياسي الليبي صلاح الشلوي أن الصراع بين قادة عملية الكرامة في بنغازي ليس وليد الساعة، إذ إن العملية ليس لها مشروع سياسي واضح، وإنما ظهرت على يد حفتر في الأساس لضرب القوى الثورية في بنغازي بدعوى محاربة الإرهاب.

وقال الشلوي للجزيرة نت إنه مع طول مدة الحرب ببنغازي بدأت أفق الحل العسكري الحاسم تتلاشى، مما أدى إلى توسع هوة الخلاف داخل عملية الكرامة.

واستدل المحلل السياسي على الصراع الشخصي وتصفية الحسابات بين قادة عملية الكرامة بالقبض على شخصية أمنية من الكرامة متهمة بارتكاب جرائم ضد معارضي العملية، واعترافها بمخططات لاغتيال شخصيات مدنية وعسكرية داعمة لحفتر.

المصدر : الجزيرة