ساويرس يشكو اضطهاد الأقباط ويدعم معادي الأقليات

ضمن سلسلة مواقف مثيرة للجدل، أعلن رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس دعمه للمترشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب.

لكن هذا الدعم لترامب المعادي للأقليات في الولايات المتحدة، لم يمنع ساويرس من أن يشكو خلال "المؤتمر الدولي السابع لمنظمة التضامن القبطي" في واشنطن مما دعاه "اضطهاد الأقباط في مصر باعتبارهم أقلية".

وتثير مواقف ساويرس وتصريحاته المثيرة للجدل الكثير من ردود الأفعال دائما، فالرجل الذي اعتبر أحد أبرز الداعمين والمحرضين على الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي وكان على الدوام يقدم نفسه كليبرالي منفتح، اتهم النظام المصري بتعمد إخفاء النسبة الحقيقية للأقباط في مصر، والتعامل مع أعدادهم على أنها من الأسرار العليا للدولة، وذلك خشية مطالبة الأقباط بحصة في المناصب العليا، حسب تفسيره.

ويستشهد ساويرس بوجود وزيرة قبطية واحدة في الحكومة الحالية رغم أن أعدادهم تتجاوز -برأيه- 15 مليونا، معربا عن أمله بأن يرى المصريون رئيس وزراء مسيحيا، وذلك في خطاب مغاير لذلك الذي كان يقدمه داخل مصر عندما كان يتحدث عن المواطنة وإبعاد الدين عن الدولة.

ولم يتورع رجل الأعمال المصري أيضا عن إقحام الأقباط في أتون الانتخابات الرئاسية الأميركية حين أعلن أنه يدعم المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي -للمفارقة- أظهر العداء الكبير لكل الأقليات في بلاده بمن فيهم المسلمون، وذلك خلال حملته الساعية للوصول إلى البيت الأبيض.

وبرر ساويرس موقفه هذا بأنه تصفية حساب مع الديمقراطيين، فهو لن ينسى -حسب قوله- دعم الرئيس الأميركي باراك أوباما ومرشحة الرئاسة هيلاري كلينتون للإخوان المسلمين في مصر، محملا إياهما مسؤولية ما أسماها الفوضى داخل المنطقة العربية، وإن عاد في نفس كلمته وعاب على المصريين إلقاءهم اللوم على أميركا وإسرائيل في كل كارثة تحصل لهم.

ولم يكن هذا وحده ما في جعبة الرجل، ففي ذات الكلمة شدد ساويرس -الذي يملك شركات أمنية- على أنه "لو كان الأمر بيده لأسس جيشا خاصا وقام بمطاردة كل الإرهابيين في منطقة الشرق الأوسط برمتها لإعادة فرض النظام"، كما نقلت عنه وسائل إعلام عدة.

تصريحات تشي بأن الرجل يرى نفسه مؤهلا لدور أكبر من ذلك الذي يلعبه حاليا في بلاده وربما في المنطقة، لا سيما في ظل حديث عن تحجيم جرى له سياسيا واقتصاديا من قبل مؤسسات سيادية في القاهرة خلال الشهور الماضية دفعته ربما إلى الرد ومحاولة اللعب بورقة الأقباط ومن داخل واشنطن، ولعله أراد القول من بين سطور تصريحاته بأنه "أنا الذي ساهمت في الإطاحة برئيس انتخبه الملايين، ولا بد أن يكون لي قطعة أكبر من كعكة السلطة".

المصدر : الجزيرة