قصف الأباتشي يخلّف قرى خاوية بسيناء

منى الزملوط-سيناء

يطال قصف طائرات الأباتشي كل شيء في سيناء، فهناك قرى في جنوبي رفح والشيخ زويد لا يسمع عنها أحد، لكن قصفها لا يتوقف مخلفا قتلى وجرحى بصورة شبه يومية، وهو ما أحالها قرى خاوية.

وتسبب القصف المتواصل في نزوح الكثير من أهالي هذه القرى، حتى بات بعضها خالية من سكانها. ففي حي التربين جنوب الشيخ زويد لم يتبق سوى عدد قليل من الأهالي لم يكن لهم بديل عن الحياه تحت القصف في هذا الحي الذي انقطعت عنه كل مقومات الحياة من مياه وكهرباء وأمن.

وعلى أبواب الحي تتمركز قوة من الجيش في أعلى مبنى سكني وتطلق نيرانا عشوائية تجاه أطراف الحي. الجزيرة نت سألت واحدة من السكان عن سبب هذه النيران، فتقول إن المسلحين يدخلون الحي باستمرار دون أن يتمكن الجيش من إصابتهم، وهو ما يدفع جنوده إلى إطلاق نيران عشوائية.

ومع توتر الأوضاع الأمنية والاشتباكات المستمرة بين الجيش المصري والمسلحين، أصبحت أعداد الخارجين من الحي أكثر من أعداد الداخلين إليه.

وغير بعيد عن حي الترابين، تقع قرية الزوارعة جنوب الشيخ زويد، وقد أصبحت هدفا للطائرات الحربية المصرية.

يروي أبو يوسف زريعي -وهو أحد أبناء عائلة زريعي الذين نزحوا من القرية- مقتل عدد من أقاربه في قصف جوي على القرية قبل شهر، ويضيف أن عائلة المواطن سالم سلمى كانت تعيش داخل عشة بعد أن فروا من مكان سابق طاردهم فيه القصف الجوي، إلا أن طائرة حربية أطلقت صاروخين على هذه العشة ليلا وهم نيام فحولت أجسادهم إلى أشلاء.

ويؤكد أبو يوسف في حديثه للجزيرة نت مقتل كل من الأم حمدة زريعي سلمى وأطفالها الخمسة: صباح (١٤ عاما)، وصهيب (8 أعوام)، ويونس (6 أعوام)، وياسر (٤ أعوام)، وولاء (عامان).

حالة من الغضب أصابت الأهالي المهجّرين من بيوتهم بحجة مطاردة المسلحين كما يزعم الجيش. تقول السيدة تهاني -وهي معلمة من الشيخ زويد- إن المدينة وخصوصا جنوبها أصبحت شبحا بعد المواجهات المستمرة بين الجيش والمسلحين، والتي أجبرت الكثير من الأهالي على الرحيل قسرا بعد أن قتل أبناؤهم وهدمت منازلهم.

لم ترصد كاميرا الجزيرة نت أيا من الوحدات الصحية جنوب الشيخ زويد بعدما هدمت وتساوت بالأرض في هجمات سابقة، لكن سيدة برفقة أطفالها على عربة يجرها حمار تقول إنهم يحصلون على الدواء مثل الخضروات من الأسواق كل أسبوع، وأحيانا يعودون بدونه لنقصه في الصيدليات داخل مدينة الشيخ زويد.

المصدر : الجزيرة