"عملية صوفيا" بين السياسي ومكافحة الهجرة

In this March 29, 2016 picture German Navy sailors ad Finish Special Forces surround a boat with migrants near the German combat supply ship 'Frankfurt am Main' during EUNAVFOR MED Operation Sophia in the Mediterranean Sea off the coast of Libya . (AP Photo/Matthias Schrader)
قوات البحرية الألمانية تحيط بقارب يقل مهاجرين غير نظاميين بعرض البحر المتوسط (أسوشيتد برس)
هشام عبد الحميد-طرابلس

مدّدت دول الاتحاد الأوروبي عملية صوفيا البحرية لمكافحة الهجرة غير النظامية قبالة السواحل الليبية موسعة نطاقها لتشمل كل المياه الإقليمية الليبية، بعد أن كانت محصورة بما بين مدينة سرت والحدود البحرية الغربية.

وأضاف الاتحاد الأوروبي إلى عملية صوفيا مهام جديدة، كتدريب خفر السواحل الليبي على مكافحة ظاهرة تهريب المهاجرين غير النظاميين، ومراقبة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بحظر توريد أسلحة إلى ليبيا.

وقد اختلفت آراء الليبيين إزاء هذه العملية بين مشكك في أهدافها وبين من يرى لها بعدا سياسيا يتمثل في الحد من توريد دول إقليمية أسلحة لقائد عملية الكرامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في مخالفة للقرارات الدولية.

تشكيك بالعملية
وشكك الناطق باسم البحرية الليبية أيوب قاسم في أهداف عملية صوفيا، قائلا إن مكافحة الهجرة غير النظامية والمهربين لا تحتاج إلى قوات عسكرية ولا إلى عمليات خاصة في المياه الإقليمية الليبية. ورجح قاسم أن يكون لعملية صوفيا أغراضا عسكرية متعلقة بالأمن، خاصة في دول الشمال الأفريقي التي تعاني -بحسب قاسم- من ضعف السيطرة على شواطئها.

‪قاسم: مكافحة الهجرة غير النظامية لا تحتاج لقوات أوروبية بالمياه الإقليمية الليبية‬ (الجزيرة)
‪قاسم: مكافحة الهجرة غير النظامية لا تحتاج لقوات أوروبية بالمياه الإقليمية الليبية‬ (الجزيرة)

وقال قاسم للجزيرة نت إن عملية الاتحاد الأوروبي على السواحل الأوروبية قصرت المسافة التي يقطعها المهاجرون غير النظاميين، إذ إن هذه القوارب تطلق نداءات استغاثة في عرض البحر، فتهرع إليها البحرية الأوروبية وتقتادها إلى موانئها، مما يسهل من عمليات الهجرة ويسرّع وتيرتها.

وأكد الناطق باسم البحرية الليبية أن خفر سواحل بلاده لا يحتاج إلى تدريب قدر حاجته إلى المعدات والقوارب ووسائل الرصد والاتصال الحديثة، وإفراج روما عن قوارب تابعة لخفر السواحل الليبية.

وطالب قاسم دول الاتحاد بعمل متكامل لمكافحة الهجرة غير النظامية والمهربين، تبدأ من دول المصدر مرورا بدول العبور وانتهاء ببلدان اللجوء.

توريد الأسلحة
وقال عضو فريق الحوار السياسي الليبي أشرف الشح إن تمديد عملية صوفيا عاما إضافيا وتوسيعها لتشمل كامل المياه الإقليمية الليبية، لم يكن فقط بهدف الحد من الهجرة غير النظامية وملاحقة المهربين سواء داخل المياه الليبية أو خارجها، وإنما لتفتيش أي سفينة يشتبه في حملها أسلحة تخالف قرار مجلس الأمن الصادر عام 2011.

واستدل الشح في تصريح للجزيرة نت على ما خلص إليه بمشروع قرار تقدم به مندوبا فرنسا وبريطانيا في مجلس الأمن، يهدف إلى تفتيش السفن المشتبه بحملها أسلحة إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

‪الشح: توسيع عملية صوفيا يرمي لتفتيش أي سفينة قد تحمل أسلحة لحفتر‬ (الجزيرة)
‪الشح: توسيع عملية صوفيا يرمي لتفتيش أي سفينة قد تحمل أسلحة لحفتر‬ (الجزيرة)

وأضاف السياسي الليبي أن قوافل تهريب الهجرة غير النظامية تتركز في غرب ليبيا، ولذا وسع الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) العملية لتشمل سواحل شرق ليبيا التي تستقبل أسلحة قادمة من دول إقليمية لفائدة لحفتر.

رأي مخالف
في المقابل، قلل الناطق باسم جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية في العاصمة طرابلس عبد الناصر حزام من أهمية عملية صوفيا في الحد من ظاهرة الهجرة، مستدلا بالمهاجرين الذين أنقذتهم البحرية الإيطالية قبالة السواحل الليبية والبالغ عددهم خمسة آلاف وستمئة مهاجر في اليومين الماضيين.

وقال حزام في تصريح للجزيرة نت إن الجهود المبذولة في إطار عملية صوفيا اقتصرت على عمليات الإنقاذ دون مكافحة المهربين في بلدان التهريب أو العبور، مما شجع تجار الهجرة غير النظامية على رفع أعداد المهاجرين الذين ينتهي بهم المطاف في إيطاليا عقب إنقاذهم.

وأوضح المتحدث نفسه أن الاتحاد الأوروبي رضخ لضغوط وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني في دول الاتحاد، التي اعترضت على تنفيذ عمليات مسلحة ضد مهربي الهجرة غير النظامية، مما ساهم في التقليل من جدوى العملية.

المصدر : الجزيرة