هل تستطيع روسيا بيع نفطها بالروبل؟

(FILE) A file photo dated 21 February 2007 showing a general view of Yuganskneftegaz pumping station in Priobskoe oilfield some 200 km from Nefteyugansk, Russia. Russian oil production increased to an average of 10.73 million barrels per day in 2015, the highest level since the fall of the former Soviet Union in 1991, the Interfax news agency cited the Energy Ministry in Moscow as saying 02 January 2016. This compares to the 10.58 million barrels per day the ministry reported in 2014. Along with the United States and Saudi Arabia, Russia is one of the world's largest producers of oil. More than a third of the 2015 total was produced by the state oil company Rosneft. Russia's oil industry is more than 50-per-cent state-owned. Exports of raw materials are a major source of national income. EPA/YURI KOCHETKOV *** Local Caption *** 90006295
روسيا تسعى إلى توفير إيرادات إضافية من بيع النفط بالروبل (الأوروبية-أرشيف)
افتكار مانعموسكو

مع استمرار الأزمة الاقتصادية تسعى روسيا إلى إيجاد إيرادات إضافية من مبيعات النفط الخام الروسي في بورصة "سبيمكس" الجديدة -التي افتتحت في مدينة سانت بطرسبرغ- للتجارة بالمواد الخام والسلع الأساسية وفق آليات تسعير تعتمد العملة الوطنية بدلا من الدولار.

وكان رئيس بورصة "سبيمكس" ألكسي ريبنيكوف أوضح أن الهدف الأساسي من التوجه لتداول النفط الروسي عبر البورصة الروسية هو بيع النفط بصورة نزيهة وشفافة وبالروبل الروسي، مما يعني إمكانية الاستغناء عن التقييمات الغربية التي تعتمد خام "برنت" معيارا للجودة ومقياسا لتحديد أسعار النفط، وهي خطوة من شأنها زيادة مدخولات روسيا من بيع النفط الروسي الذي يحمل ماركة "يوراليس".

وتعد روسيا واحدة من كبرى الدول المنتجة والمصدرة للنفط الخام، إذ يتجاوز إنتاجها اليومي مستوى عشرة ملايين برميل، ويعتبر "يوراليس" علامه تجارية للنفط الروسي المصدر، وهو عبارة عن خليط للنفط المستخرج من مناطق روسية مختلفة. 

‪كوكوريفا: المشروع صعب التحقيق من الناحية العملية‬ (الجزيرة)
‪كوكوريفا: المشروع صعب التحقيق من الناحية العملية‬ (الجزيرة)

جيدة ولكن
تقول الخبيرة الاقتصادية في مؤسسة الباري للاستثمار والأوراق المالية آنا كوكوريفا إن الحديث عن تأسيس بورصة لتداول النفط الروسي الخام "يوراليس" بالعملة المحلية ليس جديدا، وهو من الناحية النظرية أمر جيد يهدف إلى بيع النفط الخام الروسي لشركاء روسيا الاقتصاديين -مثل الصين والهند– من خلال بورصة سانت بطرسبرغ، في محاولة للتخلص من ارتباط سعر برميل النفط بالدولار، ولكن هذا المشروع صعب التحقيق من الناحية العملية.

وأوضحت كوكوريفا للجزيرة نت أن العقبة الرئيسية تتمثل في أن العملة الوطنية الروسية -الروبل- غير متداولة عالميا، كما أن تذبذب سعر صرفه أمام العملات العالمية الأخرى يقف عائقا أمام تنفيذ هذه العقود به.

وأضافت المتحدثة أن هذه الفكرة يمكن أن تتحقق بفاعلية أكبر في المستقبل، لكن الأمر يحتاج لسنوات طويلة لحين تحرر الاقتصاد الروسي بدرجة كافية من ارتهانه لعائدات تصدير النفط التي تشكل حاليا ما يربو عن 60% من إيرادات الخزينة الروسية.

‪نيكندرفنا: روسيا ليست جاهزة لتطبيق الفكرة‬ (الجزيرة)
‪نيكندرفنا: روسيا ليست جاهزة لتطبيق الفكرة‬ (الجزيرة)

الجدوى الاقتصادية
وتتفق مع هذا الرأي الخبيرة الاقتصادية فالنتينا نيكندرفنا التي تعتقد أن فكرة بيع النفط الروسي الخام من ماركة "يوراليس" في البورصة غير سيئة، لكن روسيا ليست جاهزة للقيام بهذه التجربة، وهناك شكوك في جدواها الاقتصادية لعدة أسباب، أبرزها أن نجاح الفكرة يعتمد بالدرجة الأولى على رغبة الشركات الروسية النفطية الخاصة في الاتجار به في بورصة سانت بطرسبرغ بالروبل الروسي.

وأوضحت نيكندرفنا للجزيرة نت أن الشركات الروسية النفطية حاليا تبيع نفطها عبر عقود طويلة الأمد وفق جداول سعرية متفق عليها، وهذه الشركات لا ترى ضرورة في الوقت الراهن لبيعه بالروبل، ومكتفية بتعاملاتها القائمة، ولا سيما أنها تجري بآليات مجربة ومعتمدة.

المصدر : الجزيرة