كذبة أبريل.. السجون المصرية منتجعات

صورة مدخل أحد السجون
مدخل أحد السجون المصرية التي توجه لإدارتها اتهامات بسوء معاملة السجناء (الجزيرة)

رمضان عبد الله-القاهرة

استنكر مصريون تصريحات اللواء حسن السوهاجي مساعد وزير الداخلية ورئيس قطاع السجون المصري بعدم وجود تعذيب في سجون البلاد، وأنها أصبحت منتجعات، ورأى أهالي سجناء وإعلاميون تلك التصريحات سعيا لتجميل وجه النظام الحاكم أمام الانتقادات العالمية لتردي أوضاع السجناء، بينما تحدث أحد الخبراء عن تحسن ملحوظ لأوضاع السجون.
 
ونفى السوهاجى في حوار مع موقع إخباري محلي وجود التعذيب بالمؤسسات العقابية، مضيفا أن "السجون أصبحت مثل المنتجعات السياحية بعد التطوير ووجود كل المرافق بها" كما ادعى أن "بعض السجناء يرفضون الخروج بسبب حسن المعاملة" وقال إن "أميركا شكرتنا على حسن معاملة السجناء الأجانب".

وتعليقا على ذلك، يقول السجين السابق حسن علي (وهو اسم حركي) الذي قضى ستة شهور معتقلا بين سجني أبي زعبل ومعسكر السلام، بتهم التظاهر وتكدير السلم العام ومقاومة السلطات، إن "الأوضاع داخل السجون لا تليق ببشر، حيث يتكدس المساجين ويوضع نحو 150 شخصا في زنزانة لا تتعدى مساحتها سبعين مترا مربعا، إضافة إلى سوء التهوية وقلة الرعاية الصحية.

ويضيف السجين السابق -في تصريح للجزيرة نت- أن السجناء يتعرضون للتعذيب والإهانة ومنع ذويهم من زيارتهم.

وكذبت رفيدة الصفتي (زوجة الصحفي محمد البطاوي المعتقل في سجن استقبال طرة) تصريحات السوهاجي، وقالت إن السجون "منتجعات للقتل والتعذيب والقهر وإهانة الأهالي".

وأضافت أن المعتقل تمنع عنه الملابس ويعاقب بزنزانة التأديب ويحرم رؤية أهله ومن الأدوية، وتستدل بحالة زوجها الذي يعاني حساسية ومع ذلك لم ينقل إلى مستشفى تخصصي، وعندما شكا من الاكتئاب أعطوه علاجا لـ الصرع.

‪‬ رفيدة الصفتي زوجة المعتقل محمد البطاوي أثناء وقفة احتجاجية ضد الانتهاكات في السجون المصرية(الجزيرة)
‪‬ رفيدة الصفتي زوجة المعتقل محمد البطاوي أثناء وقفة احتجاجية ضد الانتهاكات في السجون المصرية(الجزيرة)

سوء المعاملة
وتمضي زوجة الصحفي السجين في رواية شكواها، قائلة إن من مظاهر سوء المعاملة تركها تنتظر طويلا حتى يسمح لها برؤية زوجها ساعة فقط، رغم أن رحلة الذهاب إلى السجن تستغرق ذهابا وإيابا 24 ساعة، إضافة إلى التضييق والتفتيش لذوي السجناء.

ووفق رأي الكاتب الصحفي محمد جمال عرفة فإن تصريحات السوهاجي محاولة لتجميل وجه النظام أمام حملة الانتقادات العالمية والحقوقية الناتجة عن تردي أوضاع السجون، ووصف التصريحات بـ "كذبة أبريل".

وأضاف عرفة أن ارتفاع حالات الوفيات داخل السجون بسبب التعذيب والإهمال طبي، إضافة إلى سوء الحالة الصحية لكثير من السجناء، ويقول إن معدل تكدس سجناء بكل زنزانة يفوق المعدلات العالمية بأضعاف مضاعفة.

معاقبة السجناء
وأشار الكاتب الصحفي -في تصريحه للجزيرة نت- إلى العقوبات التي تفرضها إدارة السجون على المعتقلين، ومنها أن نزلاء سجن وادي النطرون لما شكوا من سوء التهوية عاقبتهم الإدارة بقطع المياه عنهم.

ويرى بعض الخبراء أن حالة السجون المصرية تشهد تحسنا بشكل ملحوظ، خاصة مع الزيارات المتكررة للمجلس القومي لحقوق الإنسان والتي أتت بنتائج إيجابية، وفق تصريحات الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية يسري العزباوي، مشيرا إلى وجود مزيد من الرقابة والمساءلة بشأن الانتهاكات في السجون.

غير أن العزباوي نفى -في تصريح للجزيرة نت- وصول حالة السجون إلى درجة وصفها بالمنتجعات، موضحا أن تصريحات السوهاجي محاولة للرد على الحملات الغربية المنتقدة لأوضاع السجناء.

يُشار إلى أن اللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد وزير الداخلية لشؤون حقوق الإنسان تحدث -في تصريحات صحافية سابقة- عن تكدس تعاني منه السجون المصرية والتي يبلغ عددها 42، وقال إن التكدس داخل السجون ومقار الاحتجاز وصلت نسبته 400%، مما أدى إلى حدوث عشرات الحالات من الوفيات.

المصدر : الجزيرة