ضجة بحزب العمال البريطاني حول معاداة السامية

النائبة ناز شاه
النائبة نياز شاه اعتذرت عن تصريحها بشأن إسرائيل والقضية الفلسطينية (الجزيرة)

العياشي جابو-لندن

يتعرض حزب العمال البريطاني وزعيمه جيرمي كوربن لضغوط كبيرة لكبح جماح ما تعتبره أطراف سياسية بريطانية يمينية -ومنها أعضاء في حزبه- انتشارا لأفكار معاداة السامية بين أعضاء الحزب ونوابه، وذلك على خلفية تصريحات النائبة نياز شاه المنتقدة للسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

ويبدو أن هناك أطرافا سياسية وأخرى إعلامية تحاول بث الانقسامات في صفوف أعضاء الحزب المعارض عبر النبش في تاريخهم حتى قبل توليهم مناصب في البرلمان. وقد سبق للنائبة المسلمة نياز شاه أن كتبت في صفحتها على فيسبوك قبل عامين، أن تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يتطلب نقل إسرائيل إلى الولايات المتحدة.

وعند اكتشاف ما دونته شاه، استشاط العديد من النواب غضبا وطالبوا بفصلها فورا، لما تتضمنه كلماتها من إيحاءات معادية للسامية ولليهود. ولم يجد زعيم حزب العمال كوربن بدا من استدعائها وإيقاف عضويتها في الحزب إلى حين الانتهاء من تحقيق حول طبيعة تصرفاتها وهل هي معادية لليهود.

اعتذار النائبة
وقد اعتذرت شاه بشدة أمام زملائها النواب، وقالت إنها تقر بأن العبارات التي استخدمتها سببت استياء وآذى الطائفة اليهوديةز وكانت النائبة تشغل قبل إيقافها منصب مساعدة برلمانية لوزير المالية في حكومة الظل جون ماكدونال.

كوربن اعتبر تصريح نياز شاهبشأن إسرائيل مهينا وغير مقبول (الأوروبية)
كوربن اعتبر تصريح نياز شاهبشأن إسرائيل مهينا وغير مقبول (الأوروبية)

وقال كوربن -المعروف بمناصرته للقضايا العادلة حول العالم ومنها القضية الفلسطينية- في بيان له إن ما قالته النائبة نياز شاه بخصوص إسرائيل مهين وغير مقبول، وإنها كانت مخطئة تماما، مضيفا أن حزبه يعارض بشدة أي شكل من أشكال العنصرية أو معاداة السامية.

لكن الأمور لم تقف عند هذا الحد، فقد طالب بعض نواب حزب العمال بوضع حد لما سموه تغلغل معاداة السامية في صفوف الحزب.

ويرى عضو اللجنة الوطنية التنفيذية في الحزب كين ليفنغستون أن هناك خلطا بين مفهوم معاداة السامية وتوجيه انتقادات لإسرائيل، معتبرا أن ما قالته نياز شاه لم يكن معاديا للسامية رغم أنها تمادت بعض الشيء في تصريحاتها، على حد تعبيره.

موقف ليفنغستون
وقال ليفنغستون إنه يفهم من تصريحاتها أنها كانت مستاءة من ممارسات إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني، مضيفا أن تصريحاتها جاءت في هذا السياق لا غير. لكن نوابا آخرين من الحزب المعارض انتقدوا موقفه، واعتبروه دفاعا عن موقفها المعادي للسامية.

ومن هؤلاء المنتقدين النائب المسلم صديق خان الذي اعتبر تصريحاته غير مقبولة وغير مبررة، وأنه لا مكان لها في الحزب ولا تخدمه بأي شكل من الأشكال.

ورغم أن ليفنغستون أوضح أنه لا يوافق بالضرورة على أسلوب تعامل النائبة شاه بخصوص هذا الموضوع، وأنه ينبغي الانتظار إلى حين انتهاء التحقيق والحكم عليها، فإن حزب العمال اعتبر أن النائبة أساءت إلى سمعة الحزب بهذه التصريحات وقرر إيقافها.

أطراف خارجية
ويرى مراقبون لهذه القضية أن الموجة التي تعصف بالحزب تدبرها أصابع يمينية وأخرى خارجية لمحاولة خلق العراقيل تلو الأخرى أمام كوربن وإسقاطه من زعامة الحزب، لأن معاداة السامية لم تكن أبدا موضوعا متأصلا في مفاهيم الحزب أو أفكار أعضائه.

وما هو معروف عن كثير من أعضاء الحزب اليساريين هو دفاعهم عن قضية الشعب الفلسطيني، وانتقاداتهم الصريحة للممارسات الإسرائيلية المقيتة فيما يخص احتلال الأراضي الفلسطينية.

ويقول المتحدث باسم منظمة "يهود من أجل تحقيق العدالة للفلسطينيين" ريتشارد كوبر إنه بغض النظر عن إيقاف نياز شاه أو غيرها، فإن الساسة الموالين لإسرائيل داخل حزب العمال وخارجه لن يتوقفوا عن هذه الحملة، لأن هدفهم الحقيقي هو جيرمي كوربن الذي يعد منتقدا قويا للسياسات الإسرائيلية ومناصرا لفلسطين وحقوق شعبها.

من جانب آخر، اعتبرت أوساط أخرى أن طابع المغالاة في الحملة بشأن ما كتبته النائبة البريطانية ينم عن محاولة واضحة لتقويض كوربن والتيار اليساري داخل حزب العمال.

المصدر : الجزيرة