أي وجهة للعسكريين الأميركيين في سوريا؟

Fighters from the People's Protection Units (YPG), who are fighting alongside with the Democratic Forces of Syria, ride on a pick-up truck during what they said was an offensive against Islamic State militants to take control of Tishrin dam, south of Kobani, Syria December 26, 2015. A U.S.-backed alliance of Syrian Kurds and Arab rebel groups, supported by U.S. coalition planes, captured the dam on Saturday from Islamic State, cutting one of its main supply routes across the Euphrates, an alliance spokesman said. Picture taken December 26, 2015. REUTERS/Rodi Said
مقاتلان من وحدات حماية الشعب الكردية خلال معارك نهاية العام الماضي مع تنظيم الدولة جنوب عين العرب (رويترز)
محمد كناص-غازي عنتاب
 
منذ إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن بلاده سترسل 250 عسكريا إضافيين إلى سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، أثيرت أسئلة عن وجهة هؤلاء العسكريين، وما الجهة المقصودة بكلامه؟ وما النتائج المتوقعة من هذه الخطوة؟ 

وكان أوباما دعا الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى بذل المزيد من أجل قتال التنظيم، مؤكدا أن مهمة هؤلاء العسكريين ستكون تدريب قوات حليفة محلية حققت مكاسب على حساب تنظيم الدولة.

إعلان الرئيس الأميركي عن نية بلاده إرسال هذا العدد من العسكريين كان الأكبر والأول من نوعه منذ بدء الصراع في سوريا، فقد أرسلت واشنطن إلى وحدات حماية الشعب الكردية في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شحنة أسلحة تتضمن سيارات مصفحة وصواريخ مضادة للدروع (تاو B2)، وأكثر من ثمانين طنا من الذخائر والعتاد العسكري والألبسة.

وكانت أميركا أنهت في السابع من مارس/آذار الماضي مدّ مدرج قاعدة جوية في بلدة الرميلان بمحافظة الحسكة، بينما لا يزال العمل جاريا لبناء قاعدة جوية أخرى في جنوب شرق عين العرب (كوباني) الواقعة على الحدود السورية التركية.

نتائج ملموسة
وقد أسفرت الإجراءات العسكرية الأميركية المتخذة تجاه فصائل بعينها على الأرض السورية -حتى الآن- عن خسارة تنظيم الدولة عين العرب (كوباني) وكامل ريف الرقة الشمالي وريف الحسكة الغربي المتاخم له، إضافة إلى مساحات واسعة من ريف الحسكة الجنوبي. وجميع تلك المناطق كان أشرف على معاركها خمسون عسكريا أميركيا بينهم ضباط برتب عالية تنقلوا بين تلك المناطق.

وبحسب مراقبين، تبدو الجبهة الأكثر سخونة مع تنظيم الدولة هي ريف حلب الشمالي الحدودي مع تركيا، حيث يدور صراع قوي بينه وبين فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من قبل المدفعية التركية ومن قبل طيران التحالف الدولي، وقد تكون عنوانا مناسبا للقوات الأميركية المزمع إرسالها.

‪أحمد عثمان: لم ينسق معنا أي طرف بخصوص إرسال العسكريين الأميركيين‬ (الجزيرة)
‪أحمد عثمان: لم ينسق معنا أي طرف بخصوص إرسال العسكريين الأميركيين‬ (الجزيرة)

وفي هذا السياق، يقول العقيد أحمد عثمان قائد فرقة السلطان مراد التي تخوض معارك في المنطقة مع التنظيم، إنهم علموا بنية واشنطن إرسال 250 عسكريا إلى سوريا من خلال الإعلام، وإنها لم تنسق معهم في هذا الخصوص.

ويضيف عثمان -في حديثه للجزيرة نت– "حتى بقية فصائل المعارضة التي تحارب التنظيم في ريف حلب الشمالي ليس لديها أي علم عن هذا الإجراء العسكري الأميركي، ولا يعرفون حتى متى سيصلون".

ترحيب كردي
وفي الجهة الثانية التي تقاتل تنظيم الدولة على الأرض بدعم من طيران التحالف الدولي، وهي ما بات يعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل فيها وحدات حماية الشعب الكردية العمود الفقري؛ قال الناطق الرسمي باسم تلك القوات شرفان درويش "نحن القوة الوحيدة التي تحقق انتصارات على الأرض ضد تنظيم الدولة".

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف شرفان أن "التنسيق بيننا وبين قوات التحالف الدولي مستمر، ووصل إلى مستوى عال"، معتبرا أن "إرسال هذه القوات سيساهم في تسريع وتيرة الانتصارات".

وعن المناطق التي سينتشر فيها الـ250 مقاتلا أميركيا، قال درويش إن التحالف الدولي مخول بالتصريح عنها، وإنه نتيجة التقدم الذي حققته قوات سوريا الديمقراطية قررت الولايات المتحدة إرسال المزيد من المقاتلين إلى سوريا.

‪أديب عليوي: سيكون انتشار العسكريين عاملا مساعدا في المواجهات ضد تنظيم الدولة‬ (الجزيرة)
‪أديب عليوي: سيكون انتشار العسكريين عاملا مساعدا في المواجهات ضد تنظيم الدولة‬ (الجزيرة)

فاعلية محدودة
وعن فاعلية هذه القوات الأميركية على الأرض وما يمكن أن تحققه، يقول الخبير العسكري العقيد أديب عليوي إنها ستساهم في إدارة المعركة بشكل أفضل، وسيكون انتشارها عاملا مساعدا في المواجهات ضد تنظيم الدولة، لكن اقتصار مهمتها على التدريب لن يحسم المعركة حتى لو كان عددها مضاعفا مرات عدة.

وفي حديثه للجزيرة نت، يرى عليوي أن واشنطن بالتأكيد سترسل هؤلاء المقاتلين للوقوف إلى جانب ما يعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية"، كونها تتواجد في المنطقة التي باتت الولايات المتحدة تراها حصتها من الكعكة السورية، حيث بات لها فيها قواعد عسكرية وهي بحاجة لحمايتها قبل قتالها تنظيم الدولة.

المصدر : الجزيرة