حملات اعتقال وإبعاد بالقدس قبيل الفصح اليهودي

2مجموعة من المتدينين المتطرفين يمشون بالبلدة القديمة بالقدس في عيد العرش اليهودي(الجزيرة
مجموعة من المتدينين المتطرفين يجوبون شوارع البلدة القديمة بالقدس في عيد العرش اليهودي (الجزيرة)

أسيل جندي-القدس المحتلة

لم تتوجه المقدسية الستينية أم إيهاب الجلاد صباح اليوم إلى باب حطة للمرابطة هناك بعد تسلمها قرارا إداريا يقضي بإبعادها خمسة أشهر إضافية عن المسجد الأقصى.

وبدت الساحة القريبة من باب حطة -أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك- خالية بعد قرارات إبعاد بالجملة سلمتها مخابرات الاحتلال للمرابطات المدرجة أسماؤهن على القائمة السوداء قبيل عيد الفصح اليهودي.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الجلاد فجر السبت الماضي من منزلها في بلدة العيسوية بعد تفتيش محتوياته، واقتادتها للتحقيق وأطلق سراحها بشرط العودة في اليوم التالي للتحقيق معها مرة أخرى، وانتهى ذلك بتسليمها قرارا بالإبعاد عن الأقصى وأروقته لمدة خمسة أشهر.

وفي تعقيبها على القرار قالت "كنت آمل أن أتمكن من أداء صلاة التراويح في الأقصى خلال شهر رمضان المقبل وأن أبدأ عيد الفطر من هناك أيضا، فأنا مبعدة منذ ثمانية أشهر وها هم يضيفون خمسة أخرى.. هذا ظلم وقهر بلا حدود".

ولم تسلم المرابطة فاتنة حسين من الاعتقال أيضا، إذ وجدت نفسها محاطة بسبعة من عناصر مخابرات الاحتلال في باب حطة بالبلدة القديمة، حيث تم اقتيادها للتحقيق وتسليمها قرارا بالإبعاد مدة شهرين عن البلدة القديمة وستة أشهر عن المسجد الأقصى بحجة أنها "تشكل خطرا على أمن دولة إسرائيل".

وفي حديثها للجزيرة نت قالت فاتنة إن هذا الاعتقال السابع لها والإبعاد الرابع عن الأقصى. وأضافت "بكيت كثيرا ليلة أمس، فالاحتلال يستفرد بنا واحدة تلو الأخرى، وقبل إبعادي عن البلدة القديمة كنت أرابط على بعد خطوات من المسجد لكنني حرمت من ذلك الآن أيضا".

أحد المتدينين اليهود يسير في طريق الواد بالبلدة القديمة في عيد العرش اليهودي ومقدسيات يتصدين له (الجزيرة)
أحد المتدينين اليهود يسير في طريق الواد بالبلدة القديمة في عيد العرش اليهودي ومقدسيات يتصدين له (الجزيرة)

وما إن تطلق "منظمات الهيكل" حملاتها الإعلامية التي تدعو فيها لأضخم اقتحامات جماعية وصلوات يهودية في المسجد الأقصى المبارك خلال فترة الأعياد حتى تعلن سلطات الاحتلال سياسة الاعتقالات والإبعاد الاحترازية عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، تجنبا لاحتكاك المرابطين والناشطين المقدسيين مع المتطرفين، ولتوفير أجواء هادئة لاقتحامات المستوطنين للأقصى.

وركزت الحملات الإعلامية الأخيرة على دعوات للانضمام إلى الاقتحامات الجماعية للأقصى التي ستنظم على مدار أسبوع وتبدأ في الـ24 من الشهر الحالي، إضافة إلى جولات ومسيرات حول وقبالة أبواب الأقصى مرورا بأزقة القدس القديمة من باب السلسلة وحتى باب الأسباط.

 ودعت منظمات الهيكل المجتمع الإسرائيلي للمساهمة في إنجاح فعالية التدرب على تقديم قرابين الفصح اليهودي بالمسجد الأقصى في الـ22 من الشهر الحالي في مستوطنة بيت أورون قبالة المسجد الأقصى بمشاركة المئات.

اعتقال لأطول فترة
من جانبه، قال رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب إن سلطات الاحتلال تمارس الكثير من الإجراءات التعسفية بحق المقدسيين، في محاولة لحسم قضية المسجد الأقصى المبارك، خاصة مع قرب حلول الأعياد اليهودية.

وبشأن أبرز مظاهر هذه الإجراءات أشار أبو عصب إلى أنه تم خلال الأيام الماضية رصد العديد من حالات الاعتقال والإبعاد وفرض الحبس المنزلي على المقدسيين، فيما لوحظ اعتقال المرابطات والسيدات من منازلهن وتعمد مصادرة هواتفهن النقالة وأجهزة الحاسوب وبعض المستندات.

وأوضح أبو عصب أن الهدف من كل ذلك جمع معلومات تمكن سلطات الاحتلال من صياغة ملف قانوني يضمن لها اعتقال السيدات لأطول فترة ممكنة.

ووفقا لأبو عصب، أقدمت قوات الاحتلال منذ بداية العام الحالي على اعتقال نحو خمسمئة مقدسي، من بينهم 31 سيدة معظمهن اعتقلوا من أجل المسجد الأقصى، فيما أصدرت قرارات بالإبعاد بحق ثمان منهن خلال الأسبوع الأخير بسبب عيد الفصح اليهودي، ومدد الاحتلال اليوم اعتقال مقدسيتين -إحداهما صحفية- وتقبعان حاليا في مركز تحقيق المسكوبية.

وفي رده على الدعوات للاقتحامات الجماعية للمسجد الأقصى دعا رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني رائد صلاح إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والاعتكاف فيه وتكثيف التواصل معه على الرغم مما يقع من تضييق وملاحقات على الأهالي في الداخل الفلسطيني والقدس.

المصدر : الجزيرة