شنت طائرات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة غارات مكثفة على الرقة، بينما نفذ الأخير هجوما واسعا في ريف حلب الشمالي على المعارضة التي أحرزت تقدما على حساب التنظيم بالفترة الأخيرة.
محمد كناص-غازي عنتاب
منذ أربعة أشهر، تستمر المعارك في سوريا على الشريط الحدودي مع تركيا من مدينة إعزاز إلى بلدة الراعي بريف حلب الشمالي، وذلك بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين قوات المعارضة المسلحة المدعومة من طيران التحالف الدولي والمدفعية التركية.
ورغم مرور الوقت، يبقى المشهد في المنطقة تحت طائلة المراوحة في المكان، فمرّة تتقدم المعارضة وأخرى يستعيد التنظيم ما خسره.
وما زال الصراع قائما على امتداد نحو عشرين قرية تنتشر على طول 33 كيلومترا، وبعمق 5.5 كيلومترات، في محاولة المعارضة حرمان التنظيم من منافذه إلى الخارج، وسعي الأخير لتعويض ما خسره في ريفي الحسكة والرقة وريف حلب الشرقي بالتوسع على حساب المعارضة.
وقبل أيام، أعلنت المعارضة المسلحة سيطرتها على بلدة الراعي ومنفذها الحدودي مع تركيا، بالإضافة إلى عدة قرى وبلدات ومزارع في محيطها، لكن تنظيم الدولة الإسلامية سرعان ما التف على قوات المعارضة المسلحة واستعاد السيطرة على المنطقة، بل على مزيد من القرى المجاورة التي كان خسرها سابقا.
التنازل والاستجرار
من جانبه، يقول المحلل العسكري فايز الأسمر، إن تنظيم الدولة الإسلامية يتبع تكتيك "التنازل والاستجرار"، أي أنه ينسحب من مناطق معينة حتى يستجلب عدوه إليها ثم يعاود ترتيب صفوفه ويهاجم قبل أن يتمكن عدوه من الاستقرار أو بناء تحصينات فيها.
ويضيف الأسمر أن هذه هي نقطة ضعف قوات المعارضة المسلحة، حيث إنها تتسرع جدا في التقدم مغفلة أمرا عسكريا مهما وهو بناء الخنادق أو إقامة المخافر الأمامية الإنذارية، كما أنها لم تعمد حتى الآن إلى بناء كمائن على الطرق التي يمكن أن يسلكها تنظيم الدولة الإسلامية، وما تفعله هو الاستمرار في تحريك قواتها.
ويرى أن قوات المعارضة بسلاحها المتوفر لديها يمكن أن تحمي المناطق التي تسيطر عليها، إذ طالما أنها تمتلك سلاحا للسيطرة فهي حتما تمتلك القدرة على الحماية، وهذا خطأ يمكن رده إلى تكتيك المعارضة وقيادتها.
ويشير الأسمر إلى أن تغطية طيران التحالف الدولي ليست بالكثافة والقوة الكافية، وما يقدمه طيران التحالف الدولي لما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" الكردية، أكبر بكثير مما يقدمه لقوات المعارضة المسلحة، وهذا يمكن رده لسياقات وتفاهمات دولية.