معاناة نساء وأطفال سوريين بمخيم مهجور بصربيا

جورج كدر-الجزيرة نت

أجبرت السلطات الصربية عشرات النساء والأطفال، من طالبي اللجوء الذين كانوا موجودين بمدينة شيد شمال غرب صربيا على الحدود مع كرواتيا، على الانتقال إلى مخيم "توتين" جنوب غرب البلاد على مسافة أكثر من أربعمئة كيلومتر عن الحدود الكرواتية.

وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه الجزيرة نت أطفالا ونساءً تم رميهم في مخيم مهجور بالأراضي الصربية دون حماية أو أشخاص يتولون الاهتمام بهم ومساعدتهم.

وتقول إحدى السيدات بهذا الفيديو"هذا هو المكان المؤمن والحماية الذي نقلنا إليه الصربيون".

وتضيف "كذبتم علينا وتريدون منا أن نبصم للجوء في صربيا.. نحن لا نريد تقديم اللجوء" بينما تعلق أخرى "لا يوجد أحد هنا.. هذه حياة حيوانات وليست حياة بشر".

أوضاع مزرية
وتمكنت الجزيرة نت من التواصل مع بعض اللاجئين في مخيم توتين جنوب غرب صربيا، حيث يعانون من أوضاع نفسية مزرية.

كما يعاني بعض الأطفال المرضى من ارتفاع كبير بدرجات الحرارة كـ حال أيمن الذي تقول أمه منال (32 عاما) إنها تخوض منذ شهر ونصف الشهر مع طفليها رحلة اللجوء المريرة لتنضم إلى زوجها الموجود في هولندا منذ تسعة شهور دون أن يحصل على إقامة.

وتضيف "زوجي يعاني هناك من انهيار عصبي وقد دخل إلى المشفى، والآن يهدد بحرق نفسه لأنه لم يعد يحتمل ما يجري لنا من ذل وقهر، وأنا بت أخشى أن يفعل بنفسه شيئا".

وتوضح منال أنها وكل من معها في مخيم توتين لم يعودوا يتحملون إجراءات لم الشمل الطويلة والمكلفة، لذلك قررت النساء الانضمام إلى أزواجهم عبر رحلة الموت.

وتؤكد للجزيرة نت أن إجراءات الحصول على إقامة تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من عام، كما أن إجراءات لم الشمل تحتاج لعام ونصف العام.

وتصرخ منال وهي تبكي بحرقة "الدول الأوروبية تجبرنا على هذا الفعل، وأطفالنا يدفعون الثمن ويجعلوننا لقمة سائغة بين أيدي تجار البشر".

وتستطرد "نريد الأمان، نحن الآن في غابة وفي مخيم مهجور وصور المفقودين منه تملأ الحيطان هنا، ولا يوجد حارس واحد يحمينا ويحمي أطفالنا".

صدمة
أحمد (25 عاما) واحد من ثلاثة شباب سُمح لهم بمرافقة هذه المجموعة من الأطفال والنساء لأنه بمعية إحدى قريباته، أصيب بالصدمة، فالمسؤول الوحيد الذي اجتمع بهم كان تابعا لـ الأمم المتحدة، وقد كان حديثه في أغلبه تهديدا ووعيدا، وفق إفادة أحمد.

وينقل أحمد عن هذا المسؤول أن نقلهم من منطقة شيد إلى توتين كان بقرار من الحكومة الصربية، وأنهم ممنوعون من الخروج من المخيم تحت طائلة السجن، كما أنه لا خيار أمام الموجودين سوى تقديم اللجوء في صربيا.

ويروي أحمد أن إحدى النساء سألت الموظف "عبرت بحر الموت مع أطفالي لأنضم إلى زوجي وتعرضت لكل أنواع الذل والقهر فكيف تريدني أن أبقى في صربيا". فأجابها "زوجك لن يستطيع القدوم إليك يجب أن تبصمي وتنتظري هنا".

ويقول للجزيرة نت "لقد كذبوا علينا عندما كنا على الحدود مع الكرواتية، وقالوا لنا سننقل لمخيم خاص مريح ونظيف لنساعدكم على التواصل مع أهلكم في أوروبا للتسريع في إجراءات لم الشمل، لكن لا يوجد ذل أكثر مما نحن فيه الآن".

المصدر : الجزيرة