عاصفة الحزم.. ماذا تحقق بعد عام؟

صورة أرشيفية خاصة بالجزيرة نت صنعاء 11 مايو 2015 انفجارات ضخمة وكبيرة بعد قصف مخازن السلاح بجبل نقم شرق صنعاء.
انفجارات ضخمة بعد قصف التحالف العربي مخازن سلاح بجبل نقم شرقي صنعاء قبل نحو عام (الجزيرة)

عبده عايش-صنعاء

يصادف يوم السبت المقبل مرور عام كامل على إطلاق عمليات "عاصفة الحزم" العسكرية التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية دعما للشرعية في اليمن ضد انقلاب الحوثيين وحلفائهم من قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

وأطلقت السعودية "عاصفة الحزم" فجر يوم 26 مارس/آذار 2015 بغارات جوية شاملة استهدفت معسكرات قوات الحرس الجمهوري الخاضع لسيطرة قوات صالح وحلفائه من مليشيات الحوثيين في صنعاء وبقية المحافظات.

وبعد عام من الحملة العسكرية، يبدو اليمن حسب مراقبين على وشك تحقيق نصر قريب بإسقاط الانقلاب واستعادة الشرعية للدولة كاملة، تزامنا مع تقدم ميداني للمقاومة الشعبية والجيش الوطني بدعم ومساندة التحالف العربي، ومرابطتها على مشارف العاصمة صنعاء.

ويتحدث المسؤولون اليمنيون -وفي مقدمتهم الرئيس عبد ربه منصور هادي- والقادة العسكريون والتحالف العربي عن سيطرة المقاومة والجيش الوطني على نحو 80% من الأراضي اليمنية، وأن معركة الحسم بتحرير صنعاء على وشك أن تبدأ قريبا.

ويرى خبراء ومحللون أن التدخل العسكري للسعودية والتحالف العربي الذي أنشأته أثمر عن تدمير معظم القوة الصاروخية والجوية والأسلحة البرية الثقيلة لمليشيات المخلوع صالح وحلفائه الحوثيين، وتأمين كافة الموانئ الإستراتيجية ومضيق باب المندب والمدن الرئيسية والمناطق النفطية والحيوية.

ويؤكد اليمنيون أن عملية "عاصفة الحزم" التي تحولت في مرحلتها الثانية إلى "إعادة الأمل"، أنهت الأحلام الإيرانية بأن تكون صنعاء العاصمة العربية الرابعة التي تسيطر عليها بعد بغداد ودمشق وبيروت، وقطعت دابر مليشيا الحوثيين في أن تكون خنجرا مسموما في يد طهران تهدد به السعودية ودول الخليج.
 
خسارة إيران
ويعتقد المحلل السياسي ياسين التميمي أن "الحوثيين والمخلوع صالح أشعلوا الحرب وانقلبوا على الشرعية بهدف الاستيلاء على السلطة، وهم يحملون نفسا طائفيا وجهويا، وبإشراف إيران التي أرادت أن تعمم تجربتها (ولاية الفقيه) في اليمن كما كشف عن ذلك الرئيس هادي". 

‪ياسين التميمي: إيران خسرت معركتها في اليمن‬ (الجزيرة)
‪ياسين التميمي: إيران خسرت معركتها في اليمن‬ (الجزيرة)

ورأى التميمي في حديث للجزيرة نت أن "إيران خسرت معركتها في اليمن، وهذا تم بفضل التدخل العسكري للتحالف العربي الذي جاء قويا وشاملا ومؤثرا، أربك حسابات إيران وأفقدها كل الأوراق".

ويعتقد أن "تدخل التحالف العربي يتم تحت رقابة قوية من جانب حلفائه وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وهذا يفسر لماذا يبدو تحرك التحالف بطيئا وغير فعال في بعض الجبهات، رغم توفر كل الإمكانيات للحسم العسكري كما يحدث في تعز على سبيل المثال".

ولا يشك التميمي في أن "التحالف العربي حقق جزءا مهما من أهداف عاصفة الحزم، فقد حدث تغير جوهري في المعادلة العسكرية لصالح السلطة الشرعية، واستطاع أن يدمر ترسانة السلاح التي كان يمكن أن تقوض استقرار اليمنيين لفترة طويلة من الزمن".

وطالب "دول التحالف العربي وخصوصا السعودية برعاية تحول سياسي حقيقي يبقي اليمن موحدا وديمقراطيا وجزءا فعالا من منظومة مجلس التعاون الخليجي السياسية والاقتصادية والأمنية".

جذع الشرعية
من جهته، يؤكد الخبير العسكري علي الذهب أن "وضع اليمن الآن كقوة إقليمية بجيش قوي كان ترتيبه السابع عربيا، لم يعد كما كان عليه قبل بدء عاصفة الحزم يوم 26 مارس/آذار 2015".

‪علي الذهب: الخطر الإيراني في اليمن يربض بصمت كمرض سرطاني‬  (الجزيرة)
‪علي الذهب: الخطر الإيراني في اليمن يربض بصمت كمرض سرطاني‬ (الجزيرة)

وقال الذهب في حديث للجزيرة نت إن "التحالف العربي دخل الحرب بدوافع القلق على كياناته السياسية التي كادت أن تهدَّد فعليا جراء سيطرة الحوثيين على اليمن بوصفهم ذراعا إيرانية تضاعف بها قبضتها على الجزيرة من جهة الغرب والجنوب، إلى جانب العراق ولبنان وسوريا".

ولفت إلى أن "السلطة الشرعية أمكنها خلال عام من فرض سيطرتها على مناطق واسعة وطرد الحوثيين منها كمحافظات الجنوب، وتطهير المناطق التي حاولوا التسلل إليها كمحافظتي مأرب والجوف".

ولم يغفل الذهب الإشارة إلى "تمكن الشرعية من أن تبقى كجذع قوي تتعلق به كل فصائل المقاومة اليمنية ضد الانقلاب، رغم أن قوام الدولة المالي والسيادي ما يزال بيد الحوثيين في صنعاء".

وبشأن مستقبل المخلوع صالح وحلفائه الحوثيين، قال إن "صالح يقاتل لإعادة نفوذه الذي يسعى أن يمتد إلى أبنائه، وهو يراهن على عدم رضى القوى الإقليمية والدولية عن حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يتصدر الجبهة السياسية والعسكرية للمقاومة في اليمن، وكذلك عدم الرضا التام من جانب تلك القوى إزاء الحوثيين".

كما توقع بقاء الحوثيين كقوة سياسية وقوة مسلحة بشكل أو بآخر، ولكن ليس كما كانوا عليه من قبل، وحذر من أن "الخطر الإيراني في اليمن باق، وهو يربض بصمت كمرض سرطاني لا يلبث أن ينفجر مفاجئا الجميع، والمعركة معه طويلة ومتنوعة الأدوات".

المصدر : الجزيرة