أنفاق غزة تثير الرعب والجدل في إسرائيل

كاميرا الجزيرة تدخل أنفاق المقاومة في غزة
مجموعة من مقاتلي حماس داخل أحد الأنفاق (الجزيرة)

وديع عواودة-حيفا

بعد كشف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن حفر وبناء الأنفاق العسكرية يتصاعد الخوف بالمستوطنات المجاورة لغزة وسط تحذيرات من تحولها لتهديد استراتيجي.

ووسط انتقادات للحكومة يحاول جيش الاحتلال تطمين المستوطنين في المستوطنات الـ35 المجاورة للقطاع، ويقول إنه حتى الآن لم يعثر على أي نفق.

وردا على سؤال الجزيرة نت يوضح الناطق بلسان جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أنه هو الذي أبلغ المستوطنين بأن حماس شرعت بحفر وبناء الأنفاق، مكتفيا بالقول إن الجيش أبلغهم بأن إسرائيل تعي مخاطر الأنفاق وتكرس موارد من أجل اكتشافها ومعالجتها، وأضاف "كما أوجدنا القبة الحديدية لمواجهة الصواريخ سنجد آلية تفشل الأنفاق".

فزع المستوطنين
وقد كشف في إسرائيل اليوم أن الكونغرس الأميركي صادق على منح إسرائيل 120 مليون دولار لاستكمال عملية بناء نظام تكنولوجي لاكتشاف الأنفاق.

لكن كل ذلك لا يهدئ من روع الإسرائيليين في 35 مستوطنة محاذية لقطاع غزة وهم يواصلون التعبيرعن فزعهم لسماعهم أصوات حفر في باطن الأرض أسفل منازلهم.

ووسط التراشق بين الحكومة والمعارضة حول تهديدات الأنفاق تقول الإسرائيلية أفيفة فولد من مستوطنة "ناتيف هعساراه" لإذاعة الجيش اليوم إنها وكل المستوطنين مسكونون بهاجس أن يخرج مقاتلو حماس من نفق بساحات بيوتهم وأولادهم يلهون فيها.

ويوافقها المستوطن المزارع شايكا شاكيد من مستوطنة "نير عام" المعتقد بأن الأنفاق تحفر أسفل بيته ومزرعته.

وقال للإذاعة نفسها "المدنيون هنا يبيتون والسكاكين تحت مخداتهم تحسبا لمهاجمتهم، وهم من سيسدد الثمن القاسي جدا، ولا أفهم لماذا تتريث الحكومة بمهاجمة الأنفاق".

وبدوره يقول أوهاد مادموني (32 عاما) من "ناتيف هعساراه" إنه يبيت بعدما يودع سكينا تحت مخدته، ويتساءل "رغم معرفتي بأن ذلك لن يسعفني ربما بلحظة الحقيقة فهل هناك من يحميني؟".

ضجيج
ويعبر المستوطن دانئيل مطار من مستوطنة "كرم سالم" عن خوف ويأس المستوطنين بقوله إنهم يستصعبون النوم ويعتبرون أول عملية لحماس عبر الأنفاق مسألة وقت.

واليوم توجهت مجموعة جديدة من الإسرائيليين في مستوطنتي "بري غان" و"نير عام" إلى الجهات الأمنية وللقناة العاشرة، وادعت أنها تسمع أصوات حفريات أثناء الليل.

وتبدو آستر نعيم من مستوطنة "بري غان" بحالة انفعال شديد في تقرير القناة العاشرة وهي تمسك جهاز الهاتف المحمول بيدها وبه قد سجلت صوت "ضجيج لا يتوقف".

وأضافت "أنظر من حولي ولا أرى أحدا يبني أو يهدم بيتا، وهذا في ساعات الليل". وتقول إنها تابعت الضجيج طيلة أيام وليال "ولكنه لا ينتهي"، مشيرة إلى أن "مشاعر من الخوف تستبد بها، لأنها وجيرانها يعرفون جيدا أن حماس تواصل حفر الأنفاق".

وكان بعض المارة في مدينة سديروت قد لاحظوا أمس فتحة فسارعوا لاستدعاء الجيش ظانين أنها نفق من غزة، وسرعان ما تبين أن سلطة الآثار تقوم بحفريات بالمكان.

‪بن يشاري: الحرب لن تنشب مجددا بغزة بسبب الأنفاق بل الحصار‬ (الجزيرة)
‪بن يشاري: الحرب لن تنشب مجددا بغزة بسبب الأنفاق بل الحصار‬ (الجزيرة)

خطر استراتيجي
ويوضح المعلق العسكري رون بن يشاي للجزيرة نت أن ضباط الجيش يواظبون على الاجتماع بسكان هذه المستوطنات، وأشار إلى أن الجيش أكد لهم أن حماس "غير معنية بالتصعيد وإن الجيش مهتم جدا بشكاواهم"، وذلك لتخفيف حدة مخاوفهم.

ويرجح أن الجيش يدرك إمكانية تحول الأنفاق من تهديد تكتيكي لاستراتيجي من شأنه أيضا أن يدفع السكان لمغادرة بلداتهم بسبب الخوف، كما حصل أثناء عملية "الجرف الصامد". وهذا ما حذر منه اليوم عضو الكنيست حاييم يالين في خطابه البرلماني.

يشار أن الأنفاق الفلسطينية من غزة كانت واحدة من أهم المفاجآت التي استخدمتها المقاومة أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة. واعتبرها معلقون إسرائيليون بارزون دليلا على تفوقها وإبداعها مقابل ما يصفونه بـ"الجمود الفكري" الملازم للجيش الإسرائيلي.

المصدر : الجزيرة