استياء بمصر لثناء السيسي على نتنياهو
عبد الرحمن محمد-القاهرة
وذكر موقع صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية الاثنين الماضي أن السيسي تودد إلى قادة التنظيمات اليهودية الأميركية بالتعبير عن إعجابه بشخصية نتنياهو "وقدراته القيادية"، وأبلغهم خلال لقائه بهم في العاصمة المصرية القاهرة أن "نتنياهو قائد ذو قدرات قيادية عظيمة، لا تؤهله فقط لقيادة دولته وشعبه، بل هي كفيلة بأن تضمن تطور المنطقة وتقدم العالم بأسره".
وكان الرئيس المصري التقى الخميس الماضي أربعين من رؤساء منظمات أميركية يهودية بارزة، وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين مصر وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، إضافة إلى المخاطر الإقليمية، وفي مقدمتها "المنظمات الإرهابية"، و"خطر إيران" بعد توقيع الاتفاق النووي، والتطورات الإقليمية في سوريا وليبيا وعملية السلام، وذلك وفقا لتقرير الصحيفة.
وتم تداول اللقاء وما تمخض عنه مما نشره الإعلام الإسرائيلي على نطاق واسع بين سياسيين ونشطاء مصريين في مواقع التواصل الاجتماعي، واتسم هذا التداول بالسخرية والنقد اللاذع، وتجديد الاتهامات الموجهة للنظام المصري بسعيه لخطب ود الجانب الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية.
تحصيل حاصل
وفي هذا السياق، يرى البرلماني السابق والقيادي في حزب الوسط حاتم عزام أن ما نقل من كيل السيسي المديح لنتنياهو "تحصيل حاصل، فالسيسي واضح في ولائه لإسرائيل منذ اليوم الأول للانقلاب العسكري".
وأشار عزام في حديثه للجزيرة نت إلى "احتفاء وسائل إعلام الكيان الصهيوني به بشكل رسمي ومعلن منذ اليوم الأول لانقلابه واعتباره البطل القومي لهم".
ورأى أن "سياسات السيسي تجاه غزة وعمليات تدمير سيناء المستمرة، وترك ثروات مصر من الغاز والطاقة في البحر المتوسط لإسرائيل"؛ تدل على هذه السياسة.
ولفت السياسي المصري إلى أن حرص السيسي على لقاء قيادات منظمات يهودية أميركية يرجع إلى كونهم "ماكينة الدعاية الدبلوماسية والسياسة الخارجية للسيسي وسلطته في أوروبا وأميركا، بينما يرمي سامح شكري ميكروفونات قناة الجزيرة ولا يفعل أكثر من ذلك".
الشعور بالخديعة
ورأى عزام أن مثل هذه المواقف تدفع إلى تنامي الشعور بالخديعة لدى قطاعات واسعة من الشعب المصري ممن كانوا يتصورون أن السيسي رجل وطني أنقذ مصر بانقلابه العسكري.
ويذهب رئيس الأكاديمية الدولية للدراسات والتنمية ممدوح المنير إلى القول إن "السيسي يدرك جيدا أن بقاءه في السلطة ليس بالديمقراطية، وإنما برضا الولايات المتحدة عنه، والذي يأتي عبر البوابة الإسرائيلية".
وتابع المنير في حديثه للجزيرة نت أن الرئيس المصري يدرك أنه "يعيش على فوهة بركان بعد أن استقالت الدولة من كل وظائفها تجاه الشعب، حتى الراضين بحكمه انفضوا عنه ولا يمنع الناس اليوم إلا الخوف"، ويضيف المتحدث أن السيسي "يبحث عن ملاذ آمن إن انتفض الناس ضده، وعمن يبقيه أطول فترة ممكنة، ولن يجد ذلك إلا عبر الكيان الصهيوني".
وأضاف المنير أن المثير للسخرية هو أن حكومة نتنياهو ذاتها تتداعى، وهي مهددة بالسقوط، وشعبيته تتناقص تدريجيا، "لذلك أعتقد أن أكثر المندهشين من هذه التصريحات هم الإسرائيليون أنفسهم".
رأي مخالف
في المقابل، يرى رئيس تحرير صحيفة "المشهد" مجدي شندي أن "ما نسب للسيسي ليس صحيحا ووسائل الإعلام الإسرائيلية تدرك جيدا أن الإشادة بأي زعيم عربي بمثابة هدية مسمومة، والهدايا المسمومة لا تقدم للأصدقاء بل للأعداء".
ونفى شندي في حديثه للجزيرة نت أن تكون التصريحات المنسوبة للسيسي واقعية، مضيفا أن البناء عليها يقود إلى نتائج خاطئة، "لأن مصر ستظل الحاضنة للقضية الفلسطينية، فهذا قدرها التاريخي، ولو كان أحد يستطيع تغيير توجه مصر تجاه القضية الفلسطينية لغيره السادات".
ورأى أن من واجب مؤسسة الرئاسة التصدي لمثل هذه المزاعم، و"توضيح الحقيقة كي لا تتيح لمن يسبحون في بحيرة طبرية أن يزايدوا عليها".