عمرو خالد.. دعوة بدايتها الإخوان وخاتمتها النظام

عمر خالد - الصورة من الموقع الرسمي للدكتور عمر خالد
عمرو خالد جذب اهتمام شباب الطبقة الراقية في مصر خلال السنوات الأخيرة (موقع عمرو خالد الإلكتروني)
عبد الرحمن محمد ـ القاهرة

"لست إخوانيا قطعا وهذا الكلام عيب وسخيف"، بهذه الكلمات نفى الداعية المصري عمرو خالد أي علاقة له بجماعة الإخوان المسلمين، إثر حملة شنها عليه إعلاميون وسياسيون على خلفية مشاركته في تدشين حملة "أخلاقنا" التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة.

الداعية المصري خلال ظهوره ببرنامج "آخر النهار" مع الإعلامي خالد صلاح منذ أيام، أبدى أسفه لما يتعرض له من هجوم، معتبرا ذلك يأتي في إطار "حملة تهدف لإقصائه بحيلة سخيفة ولعبة قديمة".

ولم ينف عمرو خالد في تسجيلات عرضها الإعلامي أحمد موسى بدايته في العمل الدعوي مع جماعة الإخوان، مبررا ذلك بأنه "لا يوجد شاب دخل الجامعة في الثمانينيات وأراد الالتزام إلا ودخل جماعة الإخوان".

وفي هذا الشأن، تقول هبة حسن -وهي إحدى مشرفات عمل الإخوان الطلابي في الجامعة- إنه خلال فترة ما بين عامي 1997 و2005 بدأ عمرو خالد نشاطه مع الإخوان في فترة الجامعة، وفي نهاية التسعينيات اندمج معهم أكثر وعرف بإلقائه محاضرات للطلبة في تجمعات خاصة داخل الصف الإخواني".

وتروي للجزيرة نت أنه اشتهر بعد ذلك في تقديم الإسلام ومعانيه بشكل مختلف، من خلال طرح واستنباط المعاني وإسقاطها على الواقع.

وتشير هبة حسن إلى تجربة عمرو خالد في مسجد نادي الصيد "حيث اجتذب شريحة الطبقة الراقية كما اجتذب الشباب والفتيات".

هبة حسن:  نشاط عمرو خالد في مسجد الحصري زاد شريحة جمهوره، واشتهر بسبب خطابه المختلف حينها

خطاب مختلف
وأشارت إلى أن ذلك فتح له المجال لحضور بعض الصالونات في بيوت هذه الطبقة بدعوة منهم، وكانت المرحلة التالية نشاطه في مسجد الحصري وجمعيته، وخلالها زادت شريحة جمهوره واشتهر بسبب خطابه المختلف حينها.

وحسب هبة، فإنه خلال هذه الفترة كانت علاقته مع الإخوان تنظيميا تتراجع طرديا مع زيادة انتشاره واتجاهه للعلن، وكان المبرر وقتها وتحت ظروف الضغط الأمني أن هذا أفضل حتى لا يحسب على الإخوان فيمنع من التواصل مع المجتمع "ولكن ظل الإخوان يدعمونه".

وخلال تلك المرحلة، بدأ ظهوره الإعلامي من خلال برامج نقل فيها خطابه ووسع دائرة مريديه من الشباب، ففُتحت له المجال لتبني حملات ومشاريع تنموية حظيت بجماهيرية واسعة.

وعن هذه الفترة، تقول المحررة الاجتماعية صفاء صلاح الدين إنها كانت مرحلة نجاح كبير استطاع خلالها عمرو خالد الوصول إلى شرائح أوسع من الشباب في الوطن العربي.

صفاء صلاح الدين التي عملت ضمن فريق عمرو خالد، أوضحت في حديث للجزيرة نت أن هذه المرحلة "شهدت اهتماما أكبر بمساحة العمل الإلكتروني حيث تصدر موقع عمرو خالد المواقع العربية، وكان خلالها دائم البحث والقراءة".

وتلفت إلى أنه مع متابعته التامة للتفاصيل كان يحترم فريق عمله وتخصصات أفراده.

وتشير إلى أنه كان يستهدف من الحملات التي يتبناها "خدمة عموم المجتمع، ومن ثم لم يكن يعنيه من يدعم تلك الحملات أو يمولها" مشيرة إلى أنه كان حريصا على ألا يصنف عضوًا في أي تنظيم.

جابر: عمرو خالد أصبح مشروعا اقتصاديا أكثر منه صاحب منهج ديني أو تنموي، يهتم كثيرا بأن يبقى في دائرة الضوء مهما كلف ذلك من ثمن

أجندة خاصة
أما الصحفي محمد جابر الذي تعامل مع عمرو خالد في عدد من المشاريع، فقد رأى أنه تأثر بالفريق المحيط به وعلى رأسهم محمد يحيى رئيس مجلس مؤسسة صناع الحياة، وتحول من داعية إعلامي إلى واجهة تعرض الأجندة الخاصة لهؤلاء المستشارين سواء كانت فكرية أو سياسية "أو حتى على مستوى البيزنس والتسويق".

وأضاف جابر للجزيرة نت أن الداعية عمرو خالد أصبح مشروعا اقتصاديا أكثر منه صاحب منهج ديني أو تنموي، وأنه يهتم كثيرا بأن يبقى في دائرة الضوء مهما كلف ذلك من ثمن، حسب روايته.

ويلفت جابر إلى ما يسميه حرص عمرو خالد على إثارة الجدل حتى ولو من خلال نقده، ليتحول لاحقا من شخص يتجنب الصدام مع الدولة "إلى التماهي مع مشروعاتها حتى وصل إلى أن يكون أحد أذرعها".

ويقول إن مشروع عمرو خالد بدأ بالخطاب مع الشباب دعويا وتنمويا ثم انتقل لمرحلة التعايش مع الغرب وأخيرا وبعد الثورة مرحلة التقارب الرسمي مع الدولة.

وقد جاء هذا التحول على حساب علاقته بجمهوره الأساسي أي الشباب، "وخسر في هذه المرحلة أكثر مما كسب طوال مسيرته الدعوية والإعلامية".

المصدر : الجزيرة