إسلاميو الجزائر يتجهون للوحدة قبل الانتخابات

عبد الله جاب الله رئيس حركة النهضة التاريخية الجزيرة نت
عدد من قيادات الاتجاه الإسلامي في الجزائر يتوسطهم زعيم جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله (الجزيرة)
عبد الحميد بن محمد-الجزائر 

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في الجزائر المقررة في الربع الأول من العام القادم، أعلن حزبان إسلاميان معارضان اندماجهما في حزب واحد، على أن تكون الانتخابات مجرد محطة في هذا المسار.

وقال قياديون في جبهة العدالة والتنمية التي يقودها الشيخ عبد الله جاب الله وحركة النهضة بقيادة محمد دويبي، إن مساعي الوحدة ولمّ الشمل بين الحزبين بدأت منذ 2008 قبل أن تتسارع الوتيرة منذ سبتمبر/أيلول الماضي.

تعد حركة النهضة (التاريخية) وجبهة العدالة والتنمية تنظيما واحدا قبل حدوث أزمة داخلية عام 1998، أدت إلى انشقاق رئيسها عبد الله جاب الله رفقة قيادات، وهو ما شكّل فاتحة لانشقاقات أخرى، حيث يمثل الإسلاميين في الجزائر ستة أحزاب، أبرزها حركة مجتمع السلم التي أسسها الراحل محفوظ نحناح.

انقسام وتراجع
وتسبب انقسام التيار الإسلامي في إضعافه وتراجع نتائجه في الانتخابات التي جرت في السنوات الأخيرة وفقدانه الريادة الشعبية، كما أن أحزابه مهددة بالحل -وفق القوانين الجديدة المتعلقة بالانتخابات والأحزاب- إذا لم تتحسن نتائجها الانتخابية.

ويقول القيادي في حركة النهضة يوسف خبابة إن الوحدة ولمّ شمل بعد انقسام دام عقدين كاملين حلمٌ لكل أبناء حركة النهضة التاريخية التي أضعفها التشرذم.

وأضاف في حديث للجزيرة أن أسباب الاندماج تعود إلى الرغبة في إعادة تأهيل التيار السياسي ذي المرجعية المبنية على الوسطية والاعتدال، والارتقاء به كي يلعب دوره بوصفه فاعلا أساسيا في الحياة السياسية.

ويرى خبابة أن الاندماج سيبعث برسالة قوية مفادها أن هذه المدرسة تحدوها إرادة قوية للمساهمة الفعلية في الحياة السياسية مستقبلا، كما أنها أعطت الحزب دفعا قويا في الانتخابات المقبلة وجعلته محط اهتمام باقي الأحزاب "التي بدأت تتطلع للتوافق والتحالف معنا".

من جانبه، يؤكد القيادي في جبهة العدالة والتنمية الأخضر بن خلاف أن موضوع الاندماج هو مشروع قديم بدأ السعي إليه منذ 2008، وتبلور أكثر في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد مساعي قيادات كبيرة عملت على توحيد الحزبين، من بينها الراحل عبد الغفور سعدي.

بن خلاف: الانتخابات القادمة محطة في الاندماج (الجزيرة)
بن خلاف: الانتخابات القادمة محطة في الاندماج (الجزيرة)

توسيع التحالف
وشكلت قيادة الحزبين -وفقا لبن خلاف- لجنة مشتركة تولت تقريب وجهات النظر، وتوصلت إلى اتفاق على تحالف اندماجي إستراتيجي متفق عليه، مؤكدا أن الاندماج في حزب واحد مستقبلا يكون بعقد مؤتمر عام وشامل يعيد النظر في جميع مواثيق الحزب.

وشدد على أن الانتخابات التشريعية المقبلة ما هي إلا محطة في هذا الاندماج، كاشفا عن مساع مع حزبين إسلاميين آخرين هما حركة البناء الوطني وجبهة التغيير (المنشقتان عن حركة مجتمع السلم) من أجل تشكيل تحالف إسلامي أثناء الانتخابات المقبلة.

ويرى أن توحد ما يسميها بمدرسة النهضة التاريخية، التي أسسها الشيخ عبد الله جاب الله في 1974، سيشجع أتباع مدرسة الراحل نحناح من أجل تكرار التجربة والتوحد من جديد.

وقال إن التيار الإسلامي عرف تشرذما كبيرا منذ التسعينيات، "وإذا أردنا تغيير النظام بمنظوماته المختلفة التي تشكل خطرا على البلد فلا بد من الوحدة، كما أن الدخول للانتخابات بشكل موحد سيسمح بتحقيق الأهداف"، مشيرا إلى أن ردود الفعل الأولية كانت إيجابية.

المصدر : الجزيرة