مركز إثراء السعودي.. نحو مجتمع المعرفة

المبنى مقام على أرض أول بئر نفط في رمزية للتحول المعرفي
مركز إثراء مقام على أرض أول بئر نفط في رمزية للتحول المعرفي (الجزيرة نت)

الجزيرة نت-الظهران

من المكان الذي تفجر منه أول ينبوع للنفط في المملكة العربية السعودية، تدشن شركة أرامكو السعودية مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز

المركز المعروف باسم "إثراء" يمثل رائعة معمارية فريدة تجسد رؤية المملكة في التحول إلى اقتصاد ومجتمع المعرفة، والاستفادة من الطاقة البشرية من على أرض الطاقة النفطية.

تبلغ مساحة المركز نحو ثمانين ألف متر مربع، ويرتفع تسعين مترا في سماء مدينة الظهران شرقي المملكة، كما يجمع تحت سقفه برامج عديدة تهدف إلى خلق أثر إيجابي وملموس في المجالات المعرفية والثقافية عن طريق زرع ثقافة العلم والمعرفة في المجتمع.

اهتم "إثراء" في تصميم مبناه بالعامل البيئي والزمني، فمن التصميم الذي يبدو كمجموعة من الحجارة المتراصة والمغطاة بأنبوب من الفولاذ يلفها بالكامل، إلى البناء وفق المقاييس المعروفة باسم "LEED" ليعمر سنوات طويلة قادمة.

رؤية إثراء تنمية مجتمع المعرفة وإثارة الفضول المعرفي(الجزيرة نت)
رؤية إثراء تنمية مجتمع المعرفة وإثارة الفضول المعرفي(الجزيرة نت)

وفي التصميم الداخلي حضر العامل الزمني في تقسيم المبنى، فالأدوار الواقعة تحت مستوى سطح الأرض مخصصة للماضي، وعند مستوى السطح للحاضر، أما برج المعرفة القائم فوق كل هذا فيمهد الطريق للمستقبل.

رؤية إثراء
وتبنى رؤية إثراء على تنمية مجتمع المعرفة وإثارة الفضول المعرفي في العلوم والابتكار وخلق فرص اقتصادية للتحول لمجتمع منتج، يمتد أثره إلى أنحاء المملكة بباقة واسعة من برامج التواصل المجتمعي الثقافية والتعليمية.

ولإثراء مبادرات وبرامج قبل افتتاح المركز تصب في رؤيتها، حيث تتبنى مسابقة "اقرأ" الوطنية السنوية التي انطلقت 2013، وتستهدف فيها طلاب وطالبات المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية لنشر ثقافة القراءة والمعرفة.

وتولى المركز إجراء أكبر دراسة على الإطلاق في المملكة عن عادات القراءة بالتعاون مع مكتبة الملك عبد العزيز العامة، وجرى فيها تحليل أكثر من 15 ألف استبيان من شرائح مختارة من المجتمع السعودي، وأجرت 303 مقابلات مدروسة مع الناشرين وثلاثة آلاف استبيان للعاملين في المكتبات.

يضم مركز إثراء مكتبة تفاعلية تحوي أكثر من 220,000 كتاب بالعربية والإنجليزية (الجزيرة نت)
يضم مركز إثراء مكتبة تفاعلية تحوي أكثر من 220,000 كتاب بالعربية والإنجليزية (الجزيرة نت)

ومن المتوقع أن تسهل الدراسة تحديد وضمان كفاءة البرامج والمبادرات الداعمة للتحصيل المعرفي والقراءة وتطوير مجتمع المعرفة في المملكة.

كما أطلق المركز برنامج إثراء المعرفة الذي تقام من خلاله العديد من المعارض والفعاليات المحفزة للزوار على التفكير والتعلم والاستكشاف بطريقة جديدة ومختلفة تعتمد على الترفيه، مثل معرض ألف اختراع واختراع ومعرض أسماء الله الحسنى، كما يهدف "إثراء المعرفة" إلى الوصول لأكثر من عشرة ملايين شاب وشابة بحلول عام 2020.

إنجازات ومبادرات
عالميا، أدرجت "إثراء" ضمن قائمة أفضل مئة مبادرة تعليمية إبداعا في العالم، إذ ضم موقع الخبرات التعليمية المبتكرة (Innovative educational experiences) إحدى المبادرات التي قدمها المركز منذ عام 2011 تحت اسم "إثراء الشباب" كونها تقوم على برامج تعليمية في المجالات العلمية والإبداعية والدروس الملهمة وبناء الشخصية، وتعتمد على التطبيق العملي للأنشطة والتعلم مدى الحياة.

وسيكون مركز إثراء في مبناه الجديد متاحا للزوار بجميع فئاتهم العمرية ليمكنهم من التعلم والاكتشاف والابتكار من خلال المرافق التي يحويها المركز، وأهمها مكتبة صممت لتكون تجربة تفاعلية تضم أكثر من 220,000 كتاب بالعربية والإنجليزية، مع طاقة استيعابية تتسع لنصف مليون كتاب ودورية ودراسة في المحفوظات الرقمية، كما سيكون المكان الذي يحتضن المبادرات الثقافية كمسابقة القراءة الوطنية "اقرأ".

مبادرة
مبادرة "إثراء الشباب" كانت ضمن قائمة أفضل مئة مبادرة تعليمية إبداعا في العالم (الجزيرة نت)

وإضافة إلى المكتبة، يأتي برج المعرفة في 18 طابقا من المرافق التعليمية، يعرض أحدث الدورات التعليمية في عدد كبير من المواضيع الدراسية، وسيحتضن ألفي ورشة عمل سنويا في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

ويتوج برج المعرفة بمختبر للأفكار يوفر مساحة لكل مخترع لتطوير أفكاره وترجمتها إلى نماذج أولية ومنتجات يمكن تسويقها.

وللأطفال نصيبهم، فقد شيد متحف مخصص للأطفال حتى سن الثانية عشرة هو الأول من نوعه في المملكة، يهدف إلى تنمية قدرات الأطفال الذهنية منذ طفولتهم المبكرة، ومتحف آخر يوفر رؤية بانورامية لأفضل ما في الثقافة السعودية والعالمية من خلال أربعة معارض، تنطلق بزوارها في رحلة اكتشاف عبر آلاف السنين.

وبجانب هذه المكونات قاعة كبرى للمهرجانات والمعارض ومسرح العروض الإبداعية، ومعرض الأرشيف والطاقة ومكونات أخرى تخدم رؤية مجتمع المعرفة.

المصدر : الجزيرة