كيف تروج الأحزاب المغربية خطابها الانتخابي إعلاميا؟

موقع الاتحاد الاشتراكي المغربي
صورة من موقع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (الجزيرة)

محمد عيادي-الرباط

تشحن الأحزاب السياسية المغربية كل وسائلها التواصلية والإعلامية في المحطات الانتخابية لاستثمارها في إيصال خطابها الانتخابي وبرامجها للناخبين.

وتختلف القدرات الإعلامية لهذه الأحزاب، بين تلك التي تمتلك صحفا يومية ناطقة باسمها، كما هي الحال -على سبيل المثال- بالنسبة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (الجريدة تحمل الاسم نفسه)، وحزب الاستقلال (جريدة العلم)، وأحزاب عندها جرائد تابعة لها دون أن تكون ناطقة رسميا باسمها، كما هي الحال بالنسبة لحزب الأصالة والمعاصرة.

وهناك أحزاب لم تستمر في تجربة إصدار جريدة ورقية، واكتفت بإخراجها في فترات الحملات الانتخابية فقط، واتجهت نحو الإعلام الإلكتروني، كما هي الحال بالنسبة لحزب العدالة والتنمية.

وتستثمر كل الأحزاب السياسية "الإعلام الجديد" لممارسة الدعاية الانتخابية، واستقطاب أصوات شريحة مهمة وواسعة في المجتمع.

‪أستوديو القناة الرقمية لحزب العدالة والتنمية‬ (الجزيرة)
‪أستوديو القناة الرقمية لحزب العدالة والتنمية‬ (الجزيرة)

وقال سليمان العمراني مسؤول قسم الإعلام والتواصل لحزب العدالة والتنمية ونائب أمينه العام إن حزبه يركز على الإعلام الإلكتروني منذ عقد من الزمن؛ لأن عدد المنخرطين في الإنترنت بالملايين.

بوابة إلكترونية
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن لحزب العدالة والتنمية بوابة إلكترونية تضم مجموعة من المواقع، تهم الشأن المحلي الحزبي والجالية وموقع للأخبار والمقالات والحوارات.

وأوضح العمراني أن موقع الحزب الإلكتروني يحتل المرتبة الأولى على المستوى الحزبي والمرتبة 105 على المستوى الوطني، وهو ما يجعله وسيلة مهمة لتأطير المواطنين وترويج خطاب الحزب ورؤاه وتصوراته وإبراز حصيلة أدائه الحكومي في السنوات الخمس الماضية.

وذكر أن الحزب أطلق إذاعة إلكترونية في مايو/أيار 2016 بشبكة برامج لمدة ساعتين يوميا من الاثنين إلى السبت، كما أطلق مؤخرا قناة رقمية أو إلكترونية تقدم برامج متعددة يوميا خلال فترة الحملة الانتخابية.

وأشار العمراني إلى أن حزب المصباح هو أول حزب مغربي يطلق إذاعة وقناة على الشبكة العنكبوتية تسهمان في تصحيح المعلومات والأخبار غير الصحيحة وغير الدقيقة التي يطلقها خصوم الحزب.

وقال العمراني إن عدد متابعي صفحة حزب المصباح على موقع فيسبوك وصل إلى مليون وستين ألفا، حيث تبث المهرجانات التي يشرف عليها الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران بشكل مباشر.

كما يطبع الحزب جريدة يومية -250 ألف نسخة يوميا- توزع مجانا في فترة الحملة الانتخابية لإيصال خطاب الحزب وبرنامجه الانتخابي وحصيلة وزرائه من خلال عشرين وصلة مسموعة ومرئية لا تزيد المدة الزمنية للواحدة على دقيقة ونصف الدقيقة، وتركز على المحاور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

ومن جهته، قال عضو اللجنة الوطنية للانتخابات لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أحمد العاقد إن الخطة الإعلامية والتواصلية للحزب في حملته الانتخابية تنبع من برنامجه الانتخابي، فمنه تستمد قوتها أو ضعفها.

‪مسؤول قسم الإعلام والتواصل بحزب العدالة والتنمية سليمان العمراني‬ (الجزيرة)
‪مسؤول قسم الإعلام والتواصل بحزب العدالة والتنمية سليمان العمراني‬ (الجزيرة)

بدائل عملية
وقال العاقد للجزيرة نت إن مضمون الخطاب الإعلامي والتواصلي للحزب ينبني على تشخيص واقع البلاد وانتقاد أداء الحكومة الحالية وتقديم الإجراءات والبدائل العملية بمؤشرات دقيقة.

وأضاف أنه يتم ترويج هذا المضمون عبر وسائط وقنوات متعددة؛ أولها الإعلام العمومي في إطار الحصص الذي تعتمدها الدولة لكل حزب لإيصال برنامجه الانتخابي عبر القناتين الأولى والثانية والإذاعة الوطنية، حيث يتركز دور الحزب في اختيار المناضلين والمناضلات المؤهلين لإيصال خطاب الحزب وأفكاره وتصوراته.

وزاد العاقد أن الحزب يتواصل مع المواطنين عبر قنوات تلفزيونية أخرى وإذاعات الخاصة، مشيرا إلى أن الاتحاد الاشتراكي اهتم بالتواصل الرقمي من خلال مستويين: الأول هو الانفتاح على المواقع الإلكترونية الوطنية لتبليغ رسائل الحزب وبرنامجه الانتخابي، والثاني إطلاقه عند قرب الانتخابات موقعا جديدا وتدشينه قناة وإذاعة رقميتين تنقل تجمعات الحزب وكلمات أمينه العام في المهرجانات الخطابية.

وفي ما يخص مدى قوة تأثير وسيلة إعلامية أكثر من أخرى في إيصال الرسالة الانتخابية والإقناع بالبرامج واستقطاب الناخبين واستمالتهم، قال العاقد إن لكل وسيلة إعلامية قدرا من التأثير، وإن الوسائل الإعلامية تتكامل في ما بينها للتواصل مع المواطنين في فترة الحملة الانتخابية، ويجب الرهان عليها جميعا لتوصيل رسائل الحزب وإقناع الناس للتصويت له.

وفي السياق، رأى العمراني أنه يمكن معرفة مدى تجاوب الجمهور مع المحتوى الذي تقدمه كل الوسائط التي يستخدمها الحزب في الحملة الانتخابية من خلال مؤشرات؛ أبرزها تحسن ترتيب الموقع الإلكتروني، الأمر الذي يعني تزايد الإقبال عليه، بالإضافة إلى ارتفاع عدد المشاركين والمتتبعين لصفحة الحزب في فيسبوك وتويتر وموقع يوتيوب.

واتفق كل من العمراني من حزب المصباح والعاقد من حزب الوردة على أن الاهتمام بالإعلام سواء الحزبي أو العمومي أو الإعلام الجديد لتعريف شريحة كبيرة من المواطنين بالبرامج الانتخابية والمرشحين وأفكارهم والتواصل معهم مهم، لكن ذلك لا يغني عن التواصل المباشر مع المواطنين.

المصدر : الجزيرة