الصين.. التعليم في الكبر نقش على التنمية

يستأنف المسنون في الصين تعليمهم بعد شعورهم بأنهم قاموا بواجبهم تجاه أبنائهم وأحفادهم، وأنه آن الأوان للالتفات إلى أنفسهم
يستأنف المسنون في الصين تعليمهم بعد شعورهم بأنهم أدوا واجبهم تجاه أبنائهم وأحفادهم (الجزيرة)

علي أبو مريحيل-بكين

احتفل مسنان صينيان في العقد الثامن من العمر، بتخرجهما قبل أيام في جامعة جيانغسو المفتوحة، وحصولهما على درجة الدبلوم في إدارة صناعة الثقافة، وذلك ضمن حفل تخريج أول دفعة من الطلبة الملتحقين ببرنامج التعليم المستمر لكبار السن في الصين.

وكانت الجامعة الصينية قد فتحت باب التسجيل للالتحاق ببرنامجها الممول من الحكومة في إبريل/نيسان عام 2014، فتقدم 68 طالبا تتجاوز أعمارهم الخمسين عاما، ووصل العدد إلى 196 في عام 2016.

وتعتبر جامعة جيانغسو الواقعة شرقي البلاد أول جامعة تمنح درجة علمية لكبار السن في الصين، وتتركز تخصصات الجامعة في التنمية الاجتماعية.
 
وفي تلك الجامعة يتعلم المسنون كيفية استخدام أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية والبرامج التقنية، بما ينسجم مع متطلبات الحياة وروحها العصرية.
 

‪مسنون صينيون في حصة دراسية‬ (الجزيرة)
‪مسنون صينيون في حصة دراسية‬ (الجزيرة)

وقال الأكاديمي الصيني دونغ يي إن الهدف من برنامج التعليم المستمر لكبار السن هو تنمية قدرات شريحة المسنين التي تمثل نحو 15% من تعداد السكان.

وأضاف "أن فتح المجال أمام هذه النسبة الكبيرة والمهمشة داخل المجتمع الصيني للانخراط في التعلم والدراسة، من شأنه أن يدفع باتجاه تعزيز التنمية الاجتماعية التي تحدثت عنها الحكومة الصينية في أكثر من مناسبة".

واعتبر يي في حديثه للجزيرة نت أن ذلك "يندرج في إطار خطة حكومية كبرى تستهدف نقل حوالي ثلاثمئة مليون نسمة من الأرياف إلى المدن بحلول عام 2020.

وذكر أن نسبة كبيرة من القرويين من كبار السن، "وبالتالي فإن توسيع دائرة الاستيعاب لتشمل هذه الفئة تحل العديد من المعضلات التي يأتي في مقدمتها القدرة على التأقلم والتعايش مع طبيعة الحياة المدنية".

وتابع أن برنامج التعليم المستمر ينسجم مع رغبة المسنين الفطرية -على حد قوله- في استئناف تحصيلهم العلمي، حين يشعرون بأنهم أدوا واجبهم على أكمل وجه تجاه أبنائهم وأحفادهم، وأنه آن الأوان للالتفات إلى أنفسهم.

ويرى مراقبون أن مثل هذه البرامج الأكاديمية التي تمولها الحكومة لتعليم المسنين تحمل مقاصد غير نبيلة تتمثل في استغلال هذه الشريحة من المجتمع الصيني لتوظيفها في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز القوة العاملة.

وتساءل ناشطون ومغردون إن كانت الحكومة حريصة حقا على حياة المسنين وتطوير قدراتهم، فلماذا لا تستثمر هذه البرامج والأموال في استيعاب مئات الآلاف من العجزة الصينيين المشردين في الشوارع دون ملجأ أو مأوى؟

وتشير التقديرات الصينية إلى احتمال أن تصل أعداد المواطنين الذين تتجاوز أعمارهم ستين عاما إلى نحو 240 مليون نسمة بحلول عام 2020، أي ما يمثل نحو 17% من تعداد السكان في الصين.

وكانت اللجنة الوطنية الصينية للصحة وتنظيم الأسرة قد ذكرت في وقت سابق أن نحو 75% من المسنين الصينيين يعانون أمراضا مزمنة، وأن تلك الأمراض مسؤولة عن أكثر من 85% من إجمالي الوفيات في الصين.

المصدر : الجزيرة