العرب بموسم نوبل.. أمل "السلام" وتيه "الآداب"

المحفوظ فضيلي-الدوحة

مع اقتراب الإعلان عن جوائز نوبل بات العرب في السنوات الأخيرة يتطلعون بقوة ورغم أنفسهم إلى نصيبهم في هذا الموسم وخاصة في ضوء تفاعلات الربيع العربي الذي أعاد المنطقة إلى دائرة الاهتمام سواء بالسلب أو الإيجاب في محافل دولية كبيرة.

وكانت لمسة ذلك الربيع حاضرة الموسم الماضي حيث آلت جائزة نوبل للسلام إلى رباعي الحوار الوطني التونسي (الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، ونقابة المحامين) لإسهامه في بناء الديمقراطية بعد ثورة الياسمين التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي عام 2011.

كما حملت الجائزة بصمة الربيع العربي وهو لا يزال مفعما بكل الآمال والأحلام عندما كرمت لجنة جائزة نوبل للسلام عام 2011 الناشطة السياسية اليمنية توكل كرمان وذلك بالنظر إلى سجلها في مجال الحقوق والحريات ودورها البارز في الحراك الشعبي ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح.

وقبل سنوات من الربيع العربي، كان للعرب أول موعد مع جائزة نوبل للسلام وكان ذلك بطعم "أوهام السلام"، على حد تعبير الصحفي المصري الراحل محمد حسنين هيكل، عندما عادت الجائزة عام 1994 إلى الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات مناصفة مع إسحاق رابين وشمعون بيريز.

ياسر عرفات أول عربي يتوج بجائزة نوبل للسلام وكان ذلك مناصفة مع إسحاق رابين وشمعون بيريز(الأوروبية-أرشيف)
ياسر عرفات أول عربي يتوج بجائزة نوبل للسلام وكان ذلك مناصفة مع إسحاق رابين وشمعون بيريز(الأوروبية-أرشيف)

القبعات البيضاء
وقبل أسابيع من بدء الإعلان عن جوائز نوبل لهذا العام، تحضر الأزمة السورية بقوة في حلبة التكهنات والترجيحات للفوز بجائزة نوبل للسلام وذلك في ضوء مستويات العنف غير المسبوقة الذي بلغته في الأيام الأخيرة وما رافقه من تداول إعلامي ودبلوماسي للملف وكذلك بالنظر إلى ما تحظى به الجائزة من قيمة رمزية ومعنوية.

ويتواتر الحديث بقوة عن ترشيح وجوه سورية خاصة خرجت بدورها من الربيع السوري الذي لم يزهر على طريقة "ثورة الياسمين" بتونس لكنه تحول مع مر السنين إلى شتاء قارس لا تزال حممه تتساقط من طائرات النظام وداعميه الروس على مدينة حلب وغيرها من حواضر البلاد.

وتتجه الأنظار تحديدا إلى فئة خاصة من عمال الإغاثة يثبتون يوميا أمام أنظار العالم مدى إصرارهم على الانتصار للحياة في مقابل كل أشكال العنف والقتل والتدمير الوحشية التي باتت مشاهد مألوفة على شاشات التلفزيون، لكنها جحيم يومي على سكان البلد بما يحمله من آلام وعذاب وقسوة وتهجير وجوع.

من صلب ذلك الجحيم خرجت جماعة الدفاع المدني السوري التي باتت تعرف باسم "القبعات البيضاء" وهم ألوف المتطوعين، وغالبا ما يظهرون في لقطات الفيديو التي يصورها هواة ويحملونها على الإنترنت وهم ينبشون وسط الحطام بعد ضربات جوية في مناطق مدنية ويحاولون إنقاذ الناس من البنايات المدمرة.

ووقع الآلاف على التماس أُطلق على الإنترنت يحث لجنة نوبل على منح جائزة نوبل للسلام هذا العام للقبعات البيضاء، وإلى جانب تلك الهبة الشعبية، كانت عضوة البرلمان البريطاني جو كوكس التي قتلت بدائرتها في الصيف قد بدأت التحرك لترشيح جماعة المتطوعين بعد أن كتبت للجنة في فبراير/شباط الماضي.

نجيب محفوظ الكاتب العربي الوحيد الذي حاز نوبل للآداب وكان ذلك عام 1987(ناشطون)
نجيب محفوظ الكاتب العربي الوحيد الذي حاز نوبل للآداب وكان ذلك عام 1987(ناشطون)

حلم الآداب
وإلى جائزة نوبل للسلام وما تنطوي عليه من مفارقات وشجون، ظل العرب خلال العقدين الماضين يداعبون حلم التتويج بتلك الجائزة في مجال الآداب بعد أن استسلمت لسحر لغة الضاد مرة واحدة وكرمت الكاتب المصري نجيب محفوظ عام 1988.

منذ ذلك التاريخ البعيد ظلت أسماء أدبية عربية تترد في المحافل الإعلامية والثقافية كلما اقترب موعد الإعلان عن جائزة نوبل للآداب، وكان اسم الشاعر السوري أدونيس أكثر تلك الأسماء تداولا، كما وردت في بعض السنوات أسماء الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش والروائية الجزائرية آسيا جبار.

وبين الأمل في التتويج مجددا بجائزة السلام والحلم التائه بنوبل جديدة للآداب، كان للعرب موعد يتيم مع جائزة في مجال يعد الأقرب إلى روح مؤسسها ألفرد نوبل، يتعلق الأمر بمجال العلوم حيث فاز العالم المصري أحمد زويل بجائزة نوبل للكيمياء عام 1999.

المصدر : الجزيرة