نازحو الموصل في ازدياد والمخيمات غير مؤهلة

نازحون ينتظرون أمام إحدى السيارات بانتظار أن يفتح الجيش لهم الطريق للموصل إلى المناطق الآمنة
نازحون أمام إحدى السيارات بانتظار أن يفتح الجيش لهم الطريق (الجزيرة)

الجزيرة نت- خاص

مع احتدام المعارك بين الجيش العراقي ومقاتلي تنظيم الدولة حول الموصل بدأت رحلة نزوح الآلاف من المناطق المحيطة بالمدينة، حيث تتقدم قوات الجيش والبشمركة باتجاه مركز المحافظة.

وتتركز عمليات -حسب وزارة الهجرة والمهجرين العراقية- في جنوب الموصل وقرى محور النوران، إضافة إلى تلكيف ومحور أسكي كلك وبرطلة، وفي منطقتي الخازر والكوير شرقي الموصل.

وكان رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي رعد الدهلكي قبل أيام اتهم بعض المسؤولين عن إغاثة الفارين من العمليات العسكرية في نينوى بالفساد وسرقة تجهيزات النازحين، وقد أثارت هذه التصريحات سخطا واسعا، وأكدت تقارير وروايات بعض النازحين قلة الدعم والخدمات المقدمة لهم.
 
وأطلقت الأمم المتحدة تحذيرات من ازدياد عدد النازحين إلى أكثر من مائة ألف شخص، ووفقا لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية فقد جرت تهيئة خمسين ألف خيمة لإيواء العوائل التي ستنزح بالتنسيق مع المنظمات الدولية كالهلال الأحمر والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والوزارات المعنية وحكومة إقليم كردستان.

‪المخيمات تعجز عن استيعاب أعداد النازحين (الجزيرة)‬ المخيمات تعجز عن استيعاب أعداد النازحين (الجزيرة)
‪المخيمات تعجز عن استيعاب أعداد النازحين (الجزيرة)‬ المخيمات تعجز عن استيعاب أعداد النازحين (الجزيرة)

وتتجه جموع الهاربين من المعارك نحو أربع نقاط رئيسية تقام فيها مخيمات لاستقبال نازحي المحافظة، وهي مخيم (جدعة) بالقرب من القيارة الذي أصبح مكتظا بعد وصول أكثر من ثلاثة آلاف شخص قادمين من قرية الشويرات التابعة لناحية الشورة، ومخيم (ديبكة) بناحية الكوير، ومخيم (الخازر) في منطقة الخازر، إضافة إلى مخيم الهول في سوريا.

وأقيمت هذه المخيمات بدعم وإشراف من الحكومة العراقية وإقليم كردستان والهلال الأحمر العراقي والصليب الأحمر الدولي، إضافة إلى الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية أخرى، وما زالت التجهيزات قليلة لم تكتمل.

وتقول لمياء خلف وهي نازحة من أطراف ناحية النمرود نحو مخيم الكوير، إن بعضها لم تجهز فيها الخيام ولا تتناسب أعدادها مع النازحين إليها، كما تشكو لمياء نقص الأغذية والمؤن والأغطية.

ويقول جاسم اللهيبي الذي كان يسكن إحدى القرى جنوب نينوى إنه مشى حوالي عشرة كيلومترات هو و أفراد عائلته الثمانية للوصول إلى المخيم (جدعة) القريب من مدينة القيارة، مضيفا أن "عدة سيطرات" للجيش العراقي أوقفته في الطريق واحتجزته هو ومن معه لحين التأكد من عدم ارتباطهم بتنظيم الدولة، ثم أطلق سراحه ليواصل مسيره نحو المخيم.

ويؤكد اللهيبي أن معظم أقاربه لم يستطيعوا الخروج من القرية خوفا من تعرضهم للقتل إما بالقنص أو بانفجار عبوات ناسفة مزروعة على الطريق.

‪آلة الحرب أصابت منازل المدنيين في نينوى وأجبرت ساكنيها على النزوح‬ (الجزيرة)
‪آلة الحرب أصابت منازل المدنيين في نينوى وأجبرت ساكنيها على النزوح‬ (الجزيرة)

ويقول الصحفي عماد الشمري إن الخروج من الموصل الآن شبه مستحيل بسبب عدم توفر ممرات آمنة، كذلك العقوبات الصارمة التي يوقعها تنظيم الدولة بالهاربين.

ويضيف " قبل بدء العملية كان بالإمكان الخروج من المدينة عبر مهربين وبصعوبة بالغة وأموال طائلة، وغالبا ما يتم تهريبهم إلى سوريا ثم إلى تركيا، لكن المهمة الآن تبدو غير ممكنة ومحفوفة بمخاطر الموت".

ويرى الشمري أن نزوح سكان الموصل سيعتمد على قرار تنظيم الدولة بالسماح للأهالي بالخروج من المدينة لتجنيبهم القتل أو إبقائهم كدروع بشرية، مضيفا أن مخاطر حقيقية تواجه السكان المتبقين في الداخل تتمثل بالمجاعة ووقوع مجازر إذا حصلت حرب شوارع، خصوصا في الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، ويؤكد الشمري مخاوف أهل المدينة من تعرضهم للانتقام من قبل مليشيات الحشد الشعبي إذا دخلت المدينة.

المصدر : الجزيرة